17/06/2025

قافلة "الصمود" تتوقف في سرت وتتمسك بالإفراج عن المحتجزين قبل العودة إلى تونس

توقفت قافلة "الصمود" المغاربية، التي انطلقت من تونس في 9 جوان الجاري باتجاه قطاع غزة، عند مشارف مدينة سرت الليبية، بعد أن منعتها سلطات الشرق الليبي من مواصلة الطريق نحو الأراضي المصرية عبر معبر السلوم، ما دفع المشاركين إلى التراجع والعودة إلى مدينة زليتن، قبل اتخاذ قرار بالرجوع إلى تونس، مشترطين الإفراج عن المحتجزين.

 

ورغم أن العودة لم تكن ضمن الخطة الأصلية، أكد القائمون على القافلة أن القرار اتُّخذ حفاظا على سلامة المشاركين، في ظل إصرار السلطات على منع التقدّم شرقا، واحتجاز عدد من النشطاء المرافقين.

 

حلم تضامني يتوقف عند تخوم سرت

ضمت القافلة أكثر من ألفي مشارك من تونس والجزائر وليبيا وموريتانيا، وسعت إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، من خلال إيصال مساعدات إنسانية ورسائل دعم شعبية.

 

انطلقت القافلة برا من تونس مرورا بعدد من الولايات الجنوبية، ثم عبرت معبر رأس جدير نحو الأراضي الليبية، حيث لقيت دعما شعبيا واسعا في مدن الغرب الليبي منذ لحظة وصولها يوم 10 جوان.

 

غير أنه بمجرد بلوغ مدينة سرت، رفض سلطات الشرق الليبي السماح لها بالمرور ومنعتها من مواصلة الرحلة ، مؤكدة أنها أعدت الإجراءات التنظيمية لاستقبال القافلة ضمن القوانين السارية، واشترطت على أفرادها تقديم تأشيرات الدخول إلى مصر وتصاريح العبور.

 

ورغم تمسّك أعضاء القافلة بالبقاء على جانب الطريق المؤدي إلى سرت، فإن نقص المؤونة، وانعدام المياه، وعدم توفر شبكة الإنترنت، دفع بعضهم إلى إطلاق نداءات للمساعدة، لكن لم يُسمح لشاحنات الإغاثة بالوصول إليهم. كما أبلغتهم القوات المنتشرة في محيطهم بأن وجودهم لم يعد مرغوبا فيه، قبل أن يتم احتجاز عدد منهم.

 

رفض مغادرة ليبيا قبل الإفراج عن الموقوفين

 

قال المتحدث باسم القافلة، وائل نوار، إن العودة النهائية إلى تونس لن تتم قبل الإفراج عن كافة المحتجزين.

 

وكانت سلطات الشرق الليبي قد أفرجت عن دفعة أولى من الموقوفين، ومن المرجح أن يتم إطلاق سراح البقية في وقت لاحق.

 

وأكد نوار أن القافلة ستواصل تنظيم رحلات عودة منظمة صباح كل يوم للراغبين، لكنها لن تغادر الأراضي الليبية بشكل كامل قبل ضمان عودة جميع المشاركين من مختلف الجنسيات إلى بلدانهم بسلام.

 

وأضاف: "فاوضنا بكل الوسائل التي تراعي القوانين والمخاوف الأمنية لجميع الأطراف، وتحمّلنا الضغوط دون ردود تصعيدية، لكن لدينا خط أحمر واضح: لا نغادر قبل عودة الجميع سالمين".

 

ورغم الشعور العام بالأسف لعدم التمكن من الوصول إلى غزة، وصف نوار القافلة بأنها محطة فارقة في مسار التضامن المغاربي والدولي مع الشعب الفلسطيني.

 

قافلة الصمود: رسالة تضامن عابرة للحد

 

اعتبر المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أن قافلة الصمود تندرج ضمن المسيرة العالمية نحو غزة، واصفا إياها بأنها شكلت تحركا نوعيا عبّر عن رسالة الشعوب الحرة في مواجهة الاحتلال والعنصرية.

 

وأوضح المنتدى، في بيان نشره اليوم الثلاثاء، أن القافلة لم تكن مجرد مبادرة ميدانية، بل مثلت لحظة فارقة في مسار وحدة الشعوب المغاربية، لا سيما في ما يتعلق بتجسيد الالتزام الأخلاقي والسياسي تجاه القضية الفلسطينية.

 

وأشار إلى أن روح الوحدة بدت جلية من خلال شجاعة المشاركين وصمودهم رغم ما تعرضوا له من تضييقات، مثمّنا في الآن نفسه الاستقبال الشعبي الكبير الذي لقيته القافلة في تونس والجزائر وليبيا، ومعبّرا عن تقديره لما وصفه بروح التضامن الشعبي العابر للحدود، بما يعكس عمق الوعي الجماعي بمركزية القضية الفلسطينية في الضمير المغاربي والعربي.

 

وخلص المنتدى الى أن هذه المبادرة لا تمثل نهاية الطريق، بل تشكل منطلقا جديدا لتحركات تضامنية أوسع وأشمل مع الشعب الفلسطيني

 

وختم بالتذكير ، بان الدعوة الى رفع الحصار عن غزة تمثل التزاما انسانيا مبدئيا بالدفاع عن العدالة والانعتاق كتعبير عن الانحياز التام للشعوب الحرة مع الحق الفلسطيني في الكرامة والحرية .

الاكثر قراءة