04/08/2017

مهرجان قرطاج الدولي : زوكيرو الصوت الإيطالي الذي يمثل العالم أجمع

قال عنه "ستينغ" "إنه الصوت الإيطالي الذي يمثل العالم أجمع... وهو أحسن منتج إيطالي معد للتصدير" وأكد هو خلال ندوته الصحفية التي انتظمت يوما قبل عرضه على ركح المسرح الروماني بقرطاج ليلة الخميس 03 أوت أن "ستينغ" هو منافسه الوحيد اليوم... هذا هو "زوكيرو" الذي اكتسحت أغانيه أوروبا وأمريكا، وغنى في أكبر المسارح في العالم وتخطت مبيعات اسطواناته 40 مليون نسخة

"زوكيرو" الذي بدأ في الظهور وهو شاب يافع يغني في منتجع "فورته دي مارمي" الأرستقراطي على ضفاف البحر المتوسط وسط إيطاليا، ووصفته الصحافة آنذاك بأنه موهوب، صوته رائع، ومن أفضل الفنانين الذين يؤلفون ويغنون "البلوز"، كان وفيا في سهرته ضمن فعاليات الدورة الثالثة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي لحرفيته العالية: احترامه لموعد انطلاق عرضه إذ أطل على الركح في تمام العاشرة ليلا، الجودة في تنفيذ موسيقاه الحية مع عدد من أمهر العازفين في العالم، نقاء الشريط الصوتي، المتعة البصرية من خلال الدقة في الاشتغال على الإضاءة، وعلى الشاشة الخلفية للركح صورة غلاف آخر ألبوماته "القط الأسود" وهو أيضا عنوان عرضه في الدورة الثالثة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي ضمن جولته التي ستأخذه إلى مناطق مختلفة من العالم

لم يفتتح "زوكيرو" سهرته بألبومه الجديد "القط الأسود" ولكن بآدائه لعدد  من الأغاني من هذا الألبوم بدا "زوكيرو" مختلفا، متجددا في موسيقاه وفي حضوره على الركح وفي تفاعل الجمهور معه وهو يغني بصوت قوي ومتوهج "la tortura dell aluna"، "hey lord"، "fatti di sogni" وغيرها من الأغاني باللغتين الإيطالية والإنجليزية وهو المعروف بحبه لأمريكا وقد سافر إلى كاليفورنيا سنة 1984 وصدر له هناك ألبوما مع فرقة "راندي جاكسون" الموسيقية وفيه حقق نجاحا خياليا بأغنية "امرأة"

وبرز "زوكيرو" في أمريكا بمشاركته في حفلات كبار الفنانين مثل "بول يونغ" و"راي تشالز"، وواصل مسيرته في التسعينات بالغناء مع "ستينغ"، و"بافاروتي" و"بوتشيلي"، وعلى الرغم من عشقه لأمريكا وتأثره بموسيقى بلاد العم سام وحرصه على الغناء باللغتين الإنجليزية والإيطالية إلا أن "زوكيرو" كثيرا ما يصرح بأن الثراء الذي يجده في الإيطالية وهامش السخرية المبثوثة في ما يكتبه بالإيطالية يفتقده عند الكتابة بالأنجليزية ولكن جمهور قرطاج يحب أغانيه باللغتين وإن كانت الإطالية تعطي لموسيقاه هوية تنسجم مع روحه وشخصيته الفنية

قدم زوكيرو أيضا دويتو مع "الشاب مامي " بعنوان "هادي هي الدنيا" عرف نجاحا كبيرا وغنى الدويتو على طريقة البلاي باك في سهرته القرطاجنية وحبس أنفاس الجمهور الذي كان يتوقع ظهور "الشاب مامي" على الركح

استمتع جمهور الدورة الثالثة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي بموسيقى البلوز والروك الممزوج بالجاز، وبالكثير من الأغاني المعروفة لزوكيرو مثل "قليل من السكر"، و"الشيطان في داخلي يقول لي"، و"من دون امرأة"، "واسودت الدنيا في عيني" وأغان أخرى معروفة بصوت غيره وتميز هو في آدائها، كما كان حضوره على الركح قويا، وحقق في النهاية ما وعد به خلال ندوته الصحفية بالغناء لمدة ساعتين ونصف، ولكنه بعد الغناء لساعتين دون انقطاع اختبر مدى استعداد الجمهور ليتقبل المزيد، فأعادته الهتافات والتصفيق إلى الركح  ففي تقليد النجوم تصفيق الجمهور هو دعوة ليغني المزيد، والفنان الحقيقي الذي تربى على أصول الغناء أمام الجمهور لا يرد مثل هذه الدعوة، وهكذا انتهى العرض إلى ساعتين ونصف استمتع خلالها الجمهور بصوت استثنائي يختزل في موسيقاه تاريخا حافلا بالنجاحات، كان المسرح الروماني بقرطاج بجمهوره الاستثنائي شاهدا على أحد فصولها ليلة الخميس 03 أوت.

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة