06/06/2024

تواصل العمل بالمصب العشوائي القريب من حي المهرجان بمدينة تطاوين ينذر بأزمة صحية وبيئية وشيكة

تواصل مصلحة النظافة ببلدية تطاوين إلقاء النفايات في المصب العشوائي الممتد على مساحة 11 هكتارا بالقرب من منطقة حي المهرجان التي عبّر متساكنوها، في تصريحات متطابقة لصحفي "وات"، عن تذمّرهم من هذا الوضع نتيجة الروائح الكريهة وانتشار الحشرات خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وحلول فصل الصيف، مطالبين السلطات المحلية بالتدخل لتغيير مكان المصب.

وقال كاتب عام بلدية تطاوين، أحمد العايب، إن المصب العشوائي يمثّل إشكالية مؤرقة ومزعجة، وأصبح يشكل خطرا على صحة المواطنين بسبب الروائح وانتشار البعوض، بالإضافة إلى عمليات الحرق المتواصلة خاصة في فصل الصيف.

وأكد أن البلدية تقوم بدورها رغم قلة إمكانياتها، خاصة على مستوى عمليات الردم واستعمال الأدوية المضادة للحشرات وحملات التنظيف وجمع البلاستيك، والتي تعتبر حلولا ظرفية ودون جدوى بالنظر إلى حجم المشكل الذي يمثل خطرا على صحة السكان والتوازن البيئي للجهة، وتأثيراته الاقتصادية من حيث مصاريف الردم والمداواة، إضافة إلى عدم استغلال النفايات الاستغلال الاقتصادي الأمثل بتثمينها وإعادة معالجتها استئناسا بتجارب عديدة أخرى.

وأضاف العايب أن البلدية تتفهم استياء المواطنين القاطنين بجانب المصب رغم أنهم يُعتبرون شركاء في تعميق الأزمة من خلال انتشار البناء الفوضوي وتواصله دون توقف، إضافة إلى عدم وعيهم بأهمية عمليات فرز النفايات من المصدر، مشيرا إلى أنّ البلدية قامت بالعديد من الحملات التحسيسية في هذا الإطار بالشراكة مع المجتمع المدني، كما تعمل منذ سنة 2019 على تخصيص أماكن جمع منظمة لفرز النفايات كخطوة اولى في اتجاه تثمينها.

وأكد على سعي مصالح البلدية المتواصل لتغيير مكان المصب، ومواصلة العمل مع مشروع "رينوفا" بالشراكة مع الوكالة الإيطالية للتنمية من أجل تخصيص حي نموذجي للفرز وتثمين النفايات العضوية واستخراج المواد القابلة لإعادة التدوير مثل البلاستيك والورق والمعادن كخطوى أولى، وهو مشروع في مرحلة متقدمة، في انتظار المصادقة عليه من طرف وزارة البيئة.

وأشار إلى محاولات البلدية المستمرة منذ سنوات لإحداث نقطة تحويل وفرز للنفايات بالتعاون مع الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات إلا ان هذا المشروع بقي على حاله دون تقدم ملحوظ.

واعتبر العايب أنّه يمكن اليوم تثمين النفايات طاقيا بالنظر إلى نجاح التجارب العالمية في هذا المجال، وقد تلقت البلدية في هذا الإطار مقترحات من جهات أجنبية، مشيرا إلى أن مادة البلاستيك تمثل لوحدها تقريا 40% من النفايات، وهي من المواد الأولية القابلة إلى إعادة التدوير وخلق مواطن شغل.

وحول التأثيرات البيئية، قال الكاتب العام للبلدية إن المصب العشوائي يؤثر مباشرة في التوازن البيئي والإيكولوجي بالمنطقة، حيث تهدّد أطنان النفايات المطمورة في الأرض المائدة المائية ،خاصة وأنها تحتوي في بعض الأحيان على أدوية كيميائية تتسبب في الحرائق ومواد أخرى لا تتحلل بسهولة في التربة مثل البلاستيك والمعادن.

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة