الٱن

15/12/2022

وزير السياحة يدعو الشباب الى التوجه نحو قطاع الصناعات التقليدية الواعد والمشغّل

 دعا وزير السياحة والصناعات التقليدية محمد معز بلحسين، خلال افتتاح الدورة 11 للمعرض الوطني للزربية والنسيج المحفوف والألياف النباتية، الأربعاء، بقصر المعارض بالكرم، الشباب الى التوجه نحو الصناعات التقليدية باعتباره قطاعا واعدا ومشغّلا.

وأكد بلحسين، خلال هذه الدورة التي تضم نحو 160 عارضا، مقابل 110 عارضا في الدورة السابقة، ان الدولة تشجع على الاستثمار في هذا القطاع الذي ينتظر ان تبلغ قيمة صادراته 130 مليون دينار "وهو مستوى لم تسجله من قبل".

وأشار الى ان وزارة السياحة تعمل بالتعاون مع الديوان الوطني للصناعات التقليدية ووزارة التكوين المهني حاليا على وضع آليات تدعم الاستثمار وتشجّع على التكوين والتدريب المهني في المجال بهدف المحافظة على الهوية التونسية وضمان عدم اندثار بعض المهن والحرف اليدوية.

وأبرز ان الدورة 11، التي تنتظم من 14 الى 25 ديسمبر 2022، ببادرة من الديوان الوطني للصناعات التقلدية، تزخر بالمبتكرين والباعثين الشبان في مجال النسيج (زربية ومرقوم...) والألياف النباتية، حاثّا المواطن التونسي على اقتناء ابتكارات الصناعات التقليدية عوضا عن السلع المتأتية من الخارج تشجيعا للمنتوج الوطني ومساندة الحرفيين الذين مرّوا بصعوبات مالية جراء جائحة كوفيد - 19.

وطالب كافة المؤسسات العمومية والوزارات بتخصيص ما لا يقل عن نسبة 20 بالمائة من الميزانية المخصصة للشراءات لفائدة منتوجات الصناعات التقليدية كواجب وطني للحفاظ على ديمومة هذا القطاع الذي يمثل نسبة 6 بالمائة من الناتج الداخلي الخام للبلاد ويشغّل أكثر من 350 ألف حرفي.

ولفتت تقى هلالي، حرفية من ولاية القصرين، مختصة في نسج منتوجات متنوعة لتزيين المنزل من نبتة الحلفاء، الى عدم توفر فرص لتصدير ابتكاراتها نحو الخارج رغم وجود الكميات اللازمة والمواد الأولية وخاصة الطلب من الحرفاء، وذلك لعدم إلمامها بكيفية التصدير والهيكل المنظم لهذه العملية.

ونفت هلالي، البالغة من العمر 43 سنة، وجود عوائق كبرى في هذا الاختصاص الذي تتشارك فيه مع حوالي 25 حرفية أخرى في الجهة نظرا لتوفر الحلفاء في القصرين ما عدى بعض الصعوبات في ايجاد الخيط والصبغة من جهات أخرى.

وأكدت يامنة مختار، حرفية مبتكرة في "مرقوم" وذرف (ولاية قابس)، متحصلة على 14 جائزة على المستويين الوطني والجهوي، عزوف الشباب على هذا الاختصاص الذي يتطلب مجهودا أكبر من المرابيح المنتظرة، مضيفة ان اليد العاملة الشابة لا تتحلى بالصبر والاصرار لاستكمال زربية واحدة بنحو 10 متر مربع لمدة شهر فأكثر.

وقالت "يطالب الشباب في الجهة بتلقي تكوين في نسج الزربية بمقابل"، معربة عن تخوفها من عدم ايجاد حل لهذا الاشكال واندثار هذه المهنة في السنوات المقبلة.

وأوضحت شيماء بن علي، حرفية شابة مختصة في نسج "الكليم الكافي"، ومتحصلة على ماجستير في ادارة الآداء الصناعي، ان العديد من الحرفيين التونسيين في مختلف الجهات تعترضهم صعوبات للحصول على تأشيرات سفر للمشاركة في تظاهرات ومعارض في الخارج

واكدت انه تم رفض مطلبي تأشيرة تقدمت بهما مؤخرا، للمشاركة في معرضين بفرنسا وايطاليا رغم توفير كل الوثائق المطلوبة وارسال المنتوجات الى الخارج

ولفتت، كذلك، الى سعي الديوان الوطني للصناعات التقليدية ومشروع "تونس الابداعية" لتثمين صوف الماشية في ولاية الكافة باعتباره ذو جودة عالية والاستغناء عن التنقل وجلبه من جهة الساحل.

ويندرج مشروع "تونس الإبداعية" ضمن برنامج "تونس وجهتنا"، المموّل من الاتحاد الأوروبي والوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي، وتشرف على تنفيذه منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية.

ويهدف هذا المشروع إلى تعزيز القدرة التنافسية لأنشطة الصناعات التقليدية والتصميم عبر تطوير المنتجات وضمان جودتها وفتح آفاق الوصول إلى الأسواق الوطنية والعالمية.

وتنتظم الدورة 11 للمعرض الوطني للزربية والنسيج المحفوف والألياف النباتية بالتوازي مع "مهرجان البرسلان" ومعرض "دار ديكو". وويعرض المشاركون من مختلف الجهات، في هذه التظاهرة السنوية، منسوجات مبتكرة على غرار الزربية والمرقوم والكليم والفليج والحمل والمعلقات الحائطية إضافة إلى الألياف النباتية والأقمشة التقليدية كالحابك والبسكري...

ويندرج هذا النشاط في إطار الخطة التسويقية للمنتوج التقليدي التونسي التي تهدف إلى تنويع وتوفير قنوات ترويجية جديدة وتنظيم التظاهرات المتخصصة في بعض الحرف التقليدية على غرار صناعة الزربية والنسيج المحفوف التي تمثل أحد أهم الاختصاصات في القطاع.

وخصصت هذه الدورة فضاء الإستلهام "للحصير العبادي" من الحلفاء الخاص بمدينة القصرين وحصير السمار الخاص بمدينة نابل. ويهدف هذا الجناح إلى التعريف بهذه المهن المهددة بالاندثار والتمييز بينها. وسعى الحرفيون والمصممون الى توظيف الحلفاء والسمار في صناعة عدة منتوجات مبتكرة للخروج عن الإستعمالات المالوفة للحصير والقفة.

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة