الدورة 53 لمهرجان قرطاج الدولي: قادير الجابوني يتخطى امتحانه الصعب أمام جمهور

على الرغم من شعبيته الكبيرة، وعلى الرغم من أنه يتربع على عرش الأغنية الشبابية في الجزائر منذ سنوات، إلا أن الفنان "قادير جابوني" المولود في حي باب الوادي الشعبي الشهير في الجزائر لم يكن يخطط لدخول عالم الموسيقى، وظروفه الاجتماعية الصعبة هي التي دفعته إلى احتراف الغناء بعد تخرجه في الجامعة وعجزه عن العثور عن عمل يعادل شهادته في الحقوق... عانى  البطالة، وسدت جميع المنافذ أمامه فكان الفن  ملاذه وهو المصعد الاجتماعي الذي تسلقه متسلحا بموهبته فتزايد جمهوره يوما بعد آخر في الجزائر التي يصنف فيها نجما للأغنية الشبابية وخارجها أيضا وصولا إلى تونس

 اسمه كان يعني الكثير بالنسبة إلى جمهور قرطاج الذي جاء إلى حفله ليلة الأحد 30 جويلية وهو يعرف من يكون "قادير" والموسيقى التي يقترحها والأغاني التي يتميز في آدائها فكان تفاعله معه استثنائيا: رقص دون انقطاع على مدى ما يقارب الساعتين من العرض رفرفت خلالها الأعلام التونسية الجزائرية في مدارج المسرح الروماني بقرطاج، وكان "قادير جابوني" كثير العطاء في ليلته القرطاجنية، لم يبخل على جمهوره بأي أغنية اقترحها، ولم يتردد في إعادة بعض الأغاني استجابة لطلبه، وكان يتواصل معه باستمرار، ويسمح بمشاركته الرقص والغناء على إيقاعات الراي الشهيرة التي يحبها الجمهور التونسي ويعرف الكثير من نجومها.

كان "قادير جابوني" يدرك أن مروره في قرطاج هو الذي سيحسم في مستقبل علاقته بتونس، ومسارحها وجمهورها، فبث الكثير من الطاقة في حفله على ركح المسرح الروماني بقرطاج  رفقة مجموعته الموسيقية التي تتكون من ستة عازفين نفذت جميع الأغاني بالكثير من البراعة.

غنى "قادير جابوني" كل الأغاني التي اشتهر بها مثل "انت سبابي"، ""مي آمور"، "نقعد وحدي"، "ما ميا"، "انت روحي" التي تفاعل معها الجمهور بشكل مذهل معها رقصا وغناء وأصر على إعادة ترديدها، كما غنى "هذا العام نجبد روحي"، "مشني حاسس"، "سنوات الضياع"، "بلا بيك حاجة ما تحلالي"، "دار العم"، وكرم "الشاب حسني" بآداء أغنيته "طال غيابك يا غزالة".

ليلة الأحد 30 جويلية كانت استثنائية في المسرح الروماني بقرطاج، تخطى خلالها "قادير جابوني" امتحانه الصعب أمام جمهور الدورة الثالثة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي الذي غادر المسرح منتشيا بعد ما يقارب الساعتين من الغناء والرقص دون انقطاع.