18/10/2024

التلفزة التونسية تنعى المخرج التلفزي سالم الصيادي

 فقدت التلفزة التونسية يوم الخميس 17 أكتوبر 2024 احد روادها الذين واكبوا مراحل التأسيس والتطوير وساهموا بقسط هام في شد التونسيين إلى الشاشة الصغيرة بعد أن درس السينما والتلفزة في باريس مثل عدد من المخرجين والمهندسين الذين كانوا من جيل المؤسسين والجيل الأول للتلفزة وهو المخرج سالم الصيادي المولود في 27 جوان 1931 .

عرفه المشاهدون منذ منتصف السبعينات بإخراج سلسلة حكايات عبد العزيز العروي بعد ان تمرس في أغراض أخرى من الإنتاج التلفزي ومنها الأشرطة الوثائقية حيث اخرج وأنجز عددا منها سنتي 1968 و1969 حول الصيد البحري التقليدي والصناعات التقليدية في تونس على محامل الفيلم.

 وساهم الفقيد الراحل سالم الصيادي في تكوين مخرجين آخرين ومساعدي المخرجين والسكريبت و كان من ضمنهم النوري بوزيد، يوسف بن يوسف، حمادي عرافة، السيدة بن محمود، صلاح الدين الصيد، الحبيب المسلماني وغيرهم

قضى المخرج سالم الصيادي الفترة الأكبر من عمله التلفزي في اخراج سلسلة حكايات العروي والتي كانت تتطلب مجهودا كبيرا في الإعداد من حيث الديكور والملابس حتى تكون الحكاية في صلب مكانها وزمانها وهما ضاربان في التاريخ وينطلقان غالبا من الأسطورة.

كان المرحوم عبد العزيز العروي يشد إليه جمهورا كبيرا من المستمعين عند سرد حكاياته أو الحديث عن شكاوى المواطنين في الإذاعة و كان شخصية معتبرة يأتي الناس إلى السلام عليه من كل أرجاء البلاد وينتظرون خروجه من مبنى الإذاعة في شارع الحرية ويسعون إلى الحديث إليه . وقررت التلفزة تحويل حكايات العروي الإذاعية إلى تلفزية ولكنها لم تفلح في شد الجمهور كما كانت حكاياته الإذاعية فتطورت الفكرة إلى تجسيم تلك الحكايات في تمثيليات. ونجح المرحوم سالم الصيادي في نقل شخصية العروي بكامل تفاصيلها إلى التلفزة وبرع في إخراج الحكايات بما كان متوفرا من إمكانيات وكان يعالج تفاصيل الحكايات ويكتب سيناريوهاتها ويعتمد على ابرز الممثلين في الفرقة التمثيلية للاذعة لتجسيد الأدوار ومنهم الزهرة الفائزة دلندة عبدو والزين موقو والحطاب الذيب وخديجة بن عرفة رحمهم الله جميعا وهذا على سبيل الذكر لا الحصر لان حكايات العروي التلفزية كانت كثيرة وجمعت عددا كبيرا من الممثلين .

وكان المرحوم سالم الصيادي مغرم بمنجزه التلفزي وكان ينوي مواصلته حتى اكتمال حكايات العروي الا انه لما بلغ التقاعد فضل أن يهتم بشؤون أخرى كانت تشغله عنها التلفزة ومنها البحث والمطالعة وسلم نصوصا كتبها الى إدارة التلفزة وقد حمل المخرج المرحوم الحبيب الجمني مشعل اخراج حكايات عبد العزيز العروي وكان قد تعلم من سالم الصيادي الكثير كما تعلم منه مخرجون آخرون من مختلف الأجيال. وكان لا يبخل على الاجيال المتعاقبة في قطاعي الإخراج والإنتاج بالمعارف والتشجيع وهو المعروف بثقافته الواسعة و طيب الصداقة وخاصة جديته في العمل.

تغمد الله الفقيد برحمته الواسعة وأسكنه فراديس جنانه ورزق أهله وذويه والأسرة التلفزية والثقافية جميل الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون .

 

الاكثر قراءة