افتتاح الدورة الرابعة لأيام قرطاج لفنون العرائس: دمى عملاقة تنثر البسمة بين الأطفال في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة

استوقفت دمى عملاقة المارة من الأطفال والعائلات أمام المسرح البلدي بالعاصمة مساء أمس السبت، فرسمت الابتسامة على محياهم ونثرت بينهم مشاعر الفرح والمرح، في كرنفال احتفالي ساهم في تنشيط شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، ثم جاب شارع محمد الخامس باتجاه مدينة الثقافة الشاذلي القليبي حيث أقيم حفل الافتتاح الرسمي للدورة الرابعة من أيام قرطاج لفنون العرائس بحضور وزيرة الشؤون الثقافية حيلة قطاط القرمازي وسفير المملكة الاسبانية المعتمد بتونس "فرانشيسكو خافي بويغ سورا"، الذي تحلّ بلاده ضيف شرف هذه الدورة، وكذلك مجموعة من البعثات الديبلوماسية للدول المشاركة في الدورة.

وأعطت وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي إشارة افتتاح هذه الدورة التي تقام تحت إشراف رئيسة الحكومة نجلاء بودن رمضان من 11 إلى 18 مارس الحالي تحت شعار "ماريونات فن وحياة".

وأكدت الوزيرة، في كلمتها، على المكانة التي يحتلها فنون العرائس ومبدعيه في توجهات الدولة التونسية ككل ووزارة الشؤون الثقافية، قائلة إن "فنون العرائس تعتبر مجالا خصبا للصناعات الثقافية والاستثمار، فالعمل الإبداعي هو من بين أهم الحلول التي تتبعها الدول لتطوير اقتصادها وخلق الثروة وخلق مواطن الشغل ودعم التنمية".

وثمّنت القرمازي توجّه المركز الوطني لفن العرائس برمجة إقامة فنية لصنع العرائس وورشات عديدة للمختصين وللأطفال بالتوازي مع العروض التي ستقدم بعديد الفضاءات فضلا عن خروجها إلى جهات ترسيخا للامركزية والحق في الثقافة للجميع. كما رحّبت بحضور المملكة الاسبانية ضيف شرف، مبرزة عراقة التجربة الاسبانية في هذا المجال.

وعبّر سفير المملكة الاسبانية المعتمد بتونس "فرانشيسكو خافي بويغ سورا"، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، عن اعتزاز بلاده حضورها ضيف شرف هذه الدورة، لافتا إلى أن المشاركة الاسبانية تتمثل في تقديم 5 عروض متنوعة في مجال العرائس. كما ثمّن احتفاء التظاهرة بذكرى مرور 30 سنة على بعث "معهد سيرفنتس" الاسباني بتونس (1993).

من جهتها، قالت مديرة هذه الدورة منية مسعدي، وهي أيضا مديرة المركز الوطني لفن العرائس المؤسسة المشرفة على هذا المهرجان، إن حضور مملكة إسبانيا ضيف شرف المهرجان "دليل على أهمية الشراكة والتبادل الثقافي بين البلدين وتقديرا للتجربة الإسبانية الرائدة في مجال فنون العرائس وتثمينا للروابط الثقافية والتاريخية بين بلدنا والمملكة الإسبانية".

وتمّ خلال حفل الافتتاح تكريم الممثلة والكاتبة فوزية بومعيزة والشاعر والكاتب المسرحي محمد العوني والعرائسية دليلة العبيدي، تقديرا لمساهمتهم في النهوض بالمسرح العرائسي كتابة وأداءً وإتقانا لصنع العرائس.

وتتميّز الدورة الرابعة لأيام قرطاج لفنون العرائس بمشاركة حوالي 100 فنان عرائسي من 15 بلدا هي تونس واسبانيا والجزائر ومصر والإمارات واسبانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وبلجيكا وهولندا وبولندا واليونان وبريطانيا والنمسا والبرازيل.

 ويقدّم المشاركون ما يناهز 31 عرضا عرائسيا منها 24 عرضا موجها للأطفال وسبعة عروض لفائدة الكهول. وتخرج عروض المهرجان من مدينة الثقافة لتنفتح على عدد من الفضاءات بالعاصمة هي المسرح البلدي وفضاء التياترو ودار المسرحي (باردو) ودار الثقافة قمرت.

كما ستزور خمس مناطق هي ياسمين الحمامات (نابل) والمنستير والمهدية وصفاقس وتستور (باجة).

وتسجل تونس حضورها بخمسة أعمال هي "ما يراوش" لمنير العرقي و"المنفى" لنادر بلعيد و"القرش اللطيف" لمحمد البرهومي و"معا نعيش" لعمر بن سلطانة، وكذلك "جحا وعبابث الخرافة" لخبيب العياري. كما تقدم الدولة ضيف الشرف اسبانيا بدورها خمسة عروض منها ثلاثة عروض موجهة للأطفال وعرضين لفائدة الكهول.

وبرمج المنظمون إقامة فنية لفائدة العاملين بالمركز الوطني لفن العرائس والطلبة المختصين في فنون العرائس والهواة. وتتمحور أشغال هذه الإقامة الفنية حول ورشة صنع العرائس والكتابة الدرامية، ويشرف عليها الفنان الإيطالي ذو الأصول البلغارية "تيودور بوريزوف". كما سيحظى المهتمون بفن العرائس بمجموعة من الورشات التكوينية في عديد الاختصاصات المتعلقة بهذا الفن منها "الإخراج المسرحي في فن العرائس" و"مسرح المومنشاز" و"صنع العرائس وتحريكها" و"عرائس الطين" وغيرها.

وأعدت إدارة الأيام قسما خاصا بالعرائسيين الهواة تحت عنوان "قسم الهواة" ستحتضنه قاععة صوفي قلي بمدينة الثقافة ويسجل عرض 5 أعمال من إنتاج فرق مسرحية من صنف الهواة. ويقام ببهو مدينة الثقافة "معرض الماريونات"، إلى جانب تنظيم سوق للعرائس تعرض فيه إبداعات خزافات سجنان وأعمال المركز الوطني للخزف سيدي قاسم الجليزي وورشة لصناعة العروسة بعنوان "عروسة في دقيقة "وورشة أخرى بعنوان من صندوق عجب إلى تقنية ثلاثية الأبعاد.