الٱن

20/08/2017

إيقاعات موسيقى القوالي الباكستانية تنعش مسامع جمهور الحمامات

موسيقى القوالي هي نمط صوفي من دولة باكستان اقترحتها الهيئة المديرة للدورة 53 لمهرجان الحمامات الدولي على روّادها في سهرة أمس السبت، أحياها الثنائي فايز علي فايز وهو رائد موسيقى القوالي الصوفية من باكستان والموسيقار الفرنسي "تيتي روبن" عازف القيتار، رفقة مجموعة متألفة من 11 عنصرا بين منشدين وعازفين على آلات إيقاعية ووترية.

حمل العرض عنوان "جادو" وهو مصطلح باكستاني يعني "السحر" وهو عرض يفيض بالغناء والروحانيات ومتذبذب الإيقاع فيتسّم بالهدوء تارة وبالسرعة طورا، ترجمته آلات وترية وإيقاعية شرقية وغربية هي الرباب والأكورديون والطبل والقيتار والقيتار باص، ورافقه التصفيق الإيقاعي المستمر.

وراوح العرض بين الموسيقى التراجيدية والموسيقى الاحتفالية، ليعبّر بالأولى عن مأساة الذات البشرية في العالم الواقعي ثم يدعوها إلى الاحتفال لتجاوز هذه المعاناة فتصل إيقاعات هذه الموسيقى الصوفية الاحتفالية بالمستمع إلى حدّ التخميرة والانتشاء.

   ظهر هذا النمط الموسيقي قبل سبعمائة عام، وكان حكرا على دور العبادة لكنه أضحى اليوم يقام في حفلات الزفاف والتظاهرات الثقافية وغيرها، وهو يشبه في مضامينه الموسيقى الصوفية في تونس وفي البلدان المغاربية التي تتغنى بحب الله وتمتدح الأنبياء والأولياء الصالحين. ولكن الإيقاعات تختلف بتنوع الثقافات رغم وجود قواسم مشتركة بينها هي بلوغ لحظات الانتشاء.

يقول "تيتي روبن" في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، متحدّثا عن هذه التجربة، إن اهتمامه بالموسيقى الشرقية كان دافعا قويا بالنسبة إليه للعمل مع الباكستاني فايز علي فايز، معتبرا أن إدخال آلات غربية على موسيقى القوالي لم يغيّر كثيرا في الأسلوب الغنائي التقليدي لفايز علي فايز ولم يُفقد هذا النمط الموسيقي خصائصه الفنية.

ويتابع "تيتي" روبن حديثه عن مميزات القوالي بالقول إنه نمط روحي شاعري رسالته الحب، مضيفا: "وإن بدا هذا العشق موجه من الإنسان إلى ربّه قصد الالتحام بالذات الإلهية وتحقيق المعنى الوجودي الذي يبحث عنه الإنسان، فإن رسالة الحب التي تبعث بها موسيقى القوالي، لا ينبغي أن تبقى في المجتمع الباكستاني أو الهندي فحسب وإنما يجب أن تمتد الى كل العالم من أجل الدعوة إلى التعايش السلمي بين الناس سيّما في خضم الحروب والصراعات التي يعيشها الإنسان.

وواكب جمهور الحمامات بأعداد محترمة هذا الحفل، وقد شدّ اهتمامه طيلة العرض حوار جميل سيطر على أغلب ردهات العرض جمع بين القيتار والطبل كآلتين من ثقافتين مختلفتين صاحبتهما أناشيد صوفية حبلى بقيم الحب والسلام، جوهرها البحث عن كينونة الإنسان في عالم مليء بالحروب والنزاعات.

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة