معرض تونس الدولي للكتاب 2025؛ "الانتحال والقرصنة العلمية" محور ندوة علمية

تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للملكية الفكرية الموافق ليوم 26 أفريل من كل عام، نظمت المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة ندوة فكرية تناولت موضوع «الملكية الفكرية والانتحال والقرصنة العلمية»، وذلك ضمن فعاليات الدورة 39 لمعرض تونس الدولي للكتاب (25 أفريل - 4 ماي 2025).

وشكلت هذه الندوة مناسبة لتسليط الضوء على التحديات الجديدة التي تواجه حقوق المؤلف في ظل التطور التكنولوجي السريع، خاصة مع تزايد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى العلمي والفني.

وتناول المشاركون بالدرس كيفية استفادة بعض الأطراف من هذه التكنولوجيا لتسهيل ممارسات الانتحال والقرصنة العلمية، مما يطرح إشكاليات قانونية وأخلاقية جديدة تتطلب مقاربات مبتكرة وآليات حماية ناجعة.

وقد أكد الحاضرون على ضرورة مراجعة الإطار التشريعي الوطني لمواكبة هذه المستجدات، مع إرساء منظومة متكاملة تضمن توازنا بين تشجيع الابتكار وحماية حقوق المؤلفين والمبدعين. كما تطرقوا إلى أهمية نشر ثقافة احترام الملكية الفكرية في المؤسسات التعليمية والبحثية، والعمل على تطوير تقنيات متقدمة لكشف الانتحال وحماية المصنفات الأصلية.

وفي هذا السياق، تم التذكير بالتقدم الذي أحرزته تونس على مستوى التشريعات الوطنية، لاسيما إثر المصادقة على المراسيم 73 و74 و75 في موفى نوفمبر 2022، والتي أذنت بانضمام تونس إلى الاتفاقيات الدولية الأساسية في مجال حقوق المؤلف، وقد اعتبر المتدخلون أن هذه الخطوة تمثل قاعدة صلبة لتعزيز حماية حقوق المؤلفين التونسيين وضمان حضور إنتاجاتهم على الساحة الدولية.

وأكد مدير المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة رمزي قرواشي من جهته التزام المؤسسة بمواصلة جهودها في دعم المبدعين، عبر تنظيم دورات تكوينية، وتعزيز التعاون مع الهياكل القضائية والأمنية لمكافحة الجرائم المرتبطة بالملكية الفكرية، فضلاً عن تعزيز الشراكات مع المنظمات الإقليمية والدولية المختصة.

واختتم اللقاء بجملة من التوصيات، كان من أبرزها الدعوة إلى تطوير آليات المراقبة والرصد الرقمي، وإرساء تعاون أوسع بين مختلف الفاعلين، من مؤسسات حكومية، وقطاع خاص، ومجتمع مدني، من أجل بناء بيئة حاضنة للابتكار قائمة على احترام حقوق المؤلفين وحماية إبداعاتهم في الفضائين الواقعي والرقمي على حد سواء.