26/04/2025

الكتابة الروائية باعتبارها فعل مقاومة محور ندوتين حواريتين في معرض تونس الدولي للكتاب

ضمن فعاليات الدورة 39 من معرض تونس الدولي للكتاب، انتظمت اليوم ندوتان حواريتان الأولى موضوعها "الرواية والمقاومة" و الثانية حول "الروائي والمقاومة".

وتضمنت الأولى عددا من المُداخلات لروائيين ونقاد تونسيين وهم سعدية بن سالم وشفيع بالزين وبشير الجلجلي. وتطرق المتدخلون إلى مفهوم المقاومة وعلاقته بالكتابة الروائية وقد اتفقوا على أن مفهوم المقاومة لا يمكن أن يقف عند مقاومة المستعمر وإنما هي أشمل إذ تضم أيضا التشبث بالهوية والالتزام بمختلف القضايا والمحافظة على الذاكرة ضد النسيان.

واعتبر المتدخلون أن الرواية تُعد منبرا كبيرا للمقاومة وتحمل في طياتها زخما

فكريا وابداعيا من شأنه أن يُساهم في بناء الإنسان.

وعنونت سعدية بن سالم مداخلتها ب "الرواية هي الحياة" حيث اعتبرت أن الرواية لا تختزل في مفهوم المقاومة الذي صيغ لعقود والمرتبط بالوطن والحرية وإنما تتجاوز ذلك إذ هي شحذ لعواطف وفكر الإنسان وليست فقط نقلا لأحداث، باعتبار أنها فعل تخييلي يأخذ من الواقع وينزاح إلى الخيال والى تصور الانسان للواقع.

واعتبرت أن مهمة الروائي ذات قيمة عالية وأن الكتابة الروائية ليست ترفا فكريا بل يجب أن تحمل رسائل وان يكون الكاتب واعيا بمختلف أشكال الاستعمار المادي و "الناعم" حتى يتمكن من مواجهتها.

وتناولت سعدية بن سالم الكتابة الروائية بصفتها إعادة بناء للهوية معتبرة أنها محاولة للحفاظ على التراث وكل ما راكمه الإنسان عبر العصور.

من جانب أخر تطرقت للرواية من زاوية أنها يمكن أن تكون صرخة امام الظواهر الاجتماعية المتفشية في المجتمع على غرار العنف وهي فرصة إلى إعادة النظر في المواضيع من جوانب أخرى

وتناول شفيع بالزين في مداخلته موضوع "المرأة والمقاومة في الرواية العربية" مسلطا الضوء على دور المرأة في المقاومة من خلال حضورها، في الرواية العربية والصورة التي شكلتها لها هذه الرواية.

وقامت مداخلة بالزين على ثلاثة عناصر أساسية وهي منزلة المرأة المقاومة من الرواية العربية و أوجه الاختلاف بين المرأة المقاومة في الرواية الرجالية والرواية النسائية و العلاقة بين الشاغل الفكري الايديولوجي السياسي الذي تختزله عبارة المقاومة والبعد الابداعي الجمالي الذي تقتضيه الرواية.

وخلص بالزين في مُداخلته إلى أن ربط المقاومة بالمقاومة الفلسطينية للمحتل الصهيوني رسخه غسان كنفاني ومع ذلك فإن كنفاني أيضا قدم في أغلب أعمالها صور المقاوم "الرجل" وليس كنفاني فقط بل أغلب نماذج المقاومة في الرواية العربية هي نماذج رجالية

وأشار بالزين إلى أن الرواية النسائية أيضا كرست النموذج الرجالي المقاوم، وحتى الكاتبات النسويات على غرار غادة السمان انتهجن هذا المنهج وروجن لاضطلاع الرجال بمهمة المقاومة.

أما بشير الجلجلي، فقد تطرق في مداخلته إلى موضوع المقاومة من خلال أعمال الروائي الفلسطيني الراحل والأسير الذي أمضى في سجون الاحتلال 38 عاما، وليد دڤة.

وعنون الجلجلي مداخلته ب "الرواية تكتب المقاومة" وتناول فيها نموذجين أساسيين وهما "حكاية سر الزيت" و "حكاية سر السيف" وهما عملان هربهما الكاتب من سجون الاحتلال.

الرواية الأولى، "حكاية سر الزيت" صدرت في 2019 عن مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، وهي قصة طفل يرغب في زيارة والده المعتقل لكن الاحتلال يمنعه من ذلك فيجد في مخيلته طريقة طريفة لزيارة والده من خلال الاختباء داخل شجرة زيتون سيتم إدخالها إلى المعتقل.

الرواية الثانية، "حكاية سر السيف"، صدرت في 2021 عن مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، وتروي قصة طفل يذهب في مغامرة البحث عن سر السيف هو وأصدقاؤه، وذلك بعودتهم إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948.

أما الندوة الثانية وعنوانها "الروائي والمقاومة"، فقد كانت مشحونة بالعواطف من خلال عدد من الشهادات التي قدمها كتاب لهم أعمال هامة في جنس رواية المقاومة من أدب السجون وغيرها، بدءا بالروائي الليبي الكبير ابراهيم الكوني الذي يحمل تجربة روائية هامة في الدفاع على الهوية وتحديدا "الطوارق" وفي شهادته أشار الكوني إلى أهمية ربط المقاومة بمقاومة النفس والسعي إلى تطويرها.

أما الروائية السعودية بدرية البشر فعادت في شهادتها على أهمية مقاومة التطرف والعنف ونبذه واعتبرت أن الرواية هي شكل من مقاومة النسيان، في حين اعتبرت حفيظة قارة بيبان أن فعل الكتابة في حد ذاته هو موقف ومقاومة .

واعتبر .

ابراهيم دولة، الأسير الفلسطيني المحرر اعتبر أن الرواية هي انتقال من عتمة

الزنزانة إلى نور الكلمة واستغل هذه المُشاركة للحديث عن معاناة الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني وكيف أن الكتابة هي أحد أشكال الحرية لهؤلاء الأسرى.

اختتم شهادات اللقاء، الروائي التونسي إبراهيم الدرغوثي الذي يحمل في رصيده أكثر من 10 روايات، وعنون شهادته ب "الحرب التي قتلت جدي" قدم من خلالها قصة نقدية موضوعها المقاومة والخذلان العربي لفلسطين من خلال شخصية "الجد" الذي شارك في العديد من الحروب لكن أعادوه إلى بلده قبل أن يضمن خروج المحتل من فلسطين.

الاكثر قراءة