مدنين: الدورة السادسة لملتقى المؤانسة الدولي للخط العربي بجرجيس
تتواصل لليوم الثاني فعاليات الدورة السادسة لملتقى المؤانسة الدولي للخط العربي الذي انطلق مساء امس الثلاثاء بمشاركة اكثر من 20 خطاط من تونس ومن دول عربية في مناسبة فنية وثقافية جديدة تحتفي بالخط العربي وبجماليته.
ويأتي هذا الاحتفاء بالجمع بين عبق التاريخ وروعة الابداع وكفن راق يعكس عمق حضارتنا ولغة عالمية جامعة، وفق شاكر بوبطان رئيس جمعية احباء المكتبة والكتاب بجرجيس منظمة هذا الملتقى في شراكة مع دار الثقافة ابن شرف.
ومثل هذا الملتقى في يومه الافتتاحي فرصة لعرض لوحات فنية خطها خطاطون من المشاركين في هذه الدورة ما كشف جمالية وابداع الخط العربي وانسيابية حروفه وتنوع اشكاله ليصنف كاحد اهم الفنون البصرية في العالم العربي والاسلامي.
ولان هذه الدورة الجديدة ربطت بين الخط العربي والذكاء الاصطناعي في مواكبة لما يطرح على المستوى العالمي فقد تناول الجانب العلمي للملتقى مداخلة حول صنعة الخط العربي والذكاء الاصطناعي، قدمها الباحث في الخط العربي من الجزائر محمد بن عزوزي طرح فيها ظاهرة الذكاء الاصطناعي وامكاناته في ان يحل محل الانسان في انتاج اللوحة الخطية مستعرضا تطور صنعة اللوحة.
وأشار بن عزوزي في هذا السياق، الى ان الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على محاكاة الوظائف الذهنية بل يسعى ايضا الى اختراق ميادين كانت حكرا على الانسان ومن ضمنها الصنعة الخطية كتعبير عن الحس الانساني الخالص.
وتقدم بمقترحات في ختام مداخلته دعا فيها الى ضرورة توظيف الذكاء الاصطناعي في تسهيل صناعة اللوحة وتحديد المعايير التي يجب ان يفرضها الانسان وليست الالة حتى لا يفقد العمل الانساني الفني روحه حسب قوله.
واعتبر الخطاط عيسى يحيى في مداخلته حول صنعة الخط العربي وقضاياه النقدية المعاصرة، ان الذكاء الاصطناعي سيقتل الانسان ويستبعد ذكاءه لافتا الى ان اهمال التراث اصبح امر مخيف.
ويشمل برنامج هذه الدورة الجديدة للملتقى انشطة ميدانية تاتي في اطار اهدافه في نشر ثقافة الخط العربي والتعريف به في صفوف الناشئة اعتزازا بهذا الكنز الهام من خلال جولات بين المؤسسات التربوية لتقديم ورشات والتواصل مع التلاميذ لاعطائهم بسطة عن الخط العربي وانواعه وادواته ودروس تفاعلية حول هذا الخط بين الخطاطين والجمهور المستهدف.