رئيس البرلمان : "تونس قيادة وشعبا على العهد مع نصرة الحق الفلسطيني ولن تخضع لأي نوع من الابتزاز"
قال رئيس مجلس نواب الشعب إبراهيم بودربالة ، اليوم الأربعاء ، إنّ "تونس قيادة وشعبا على العهد مع نصرة الحق الفلسطيني المنتزع غصبا وعنوة .. ونواب البرلمان لن يتراجعوا عن دعم الشعب الفلسطيني"، مؤكّدا أنّ الحق الفلسطيني المغتصب لن يندثر بالتقادم وأنّ الدفاع عنه لن تزحزحه اية اعتبارات.
وأضاف رئيس البرلمان، في كلمة ألقاها حول تطورات الأوضاع في غزّة في ختام الجلسة العامة المنعقدة اليوم، أن "تونس لن تخضع لأي نوع من الابتزاز وأنّ قرارها الوطني السيادي لن يرتهن إلا للإرادة الشعبية الراسخة في التاريخ، المتماهية مع الشرعية ومع الحق الذي لن تسمح بالتفريط فيه بأي شكل من الاشكال"، متابعا أنّ "تونس لن تقبل المساومة على حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة على كل ارض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف".
واعتبر أنّ الانتصار لهذا الحق الثابت دون خوف ودون مهادنة أو تردّد يعد من ابرز مقوّمات عزّة وشموخ تونس الجديدة المتشبثة بمواقفها والمتمسكة بخياراتها .
واعتبر بودربالة أنّ "ما يحدث على أرض غزةّ المنكوبة من تجويع وتشريد ممنهج وتنكيل وتقتيل عار على الانسانية وعلى الأنظمة الحاكمة وعلى المنظّمات الدولية"، مبيّنا أنّ معاناة الأطفال والرضع والشيوخ والنساء أسقطت القناع عن ازدواجية مفضوحة في التعامل مع حق الإنسان الطبيعي في الغذاء والدواء وفي العيش بأبسط المتطلّبات.
وقال إنّ "المعايير تختلف عندما يكون الكيان الغاصب المدعوم من القوى التي ما انفكت تتشدّق وتتباهي بالممارسات الديمقراطية وباحترام حقوق الانسان طرفا."
وتابع قوله إنّ "الأقنعة سقطت والمنظومة الأممية تهاوت وتم الدوس على أساسيات القانون الدولي الانساني في حين عبّرت الشعوب في اصقاع من العالم عن شجبها ورفضها التام لما يرتكب من جرائم ضدّ الإنسانية في تعدّ صارخ على المواثيق الدولية وانتهاك مفضوح للحرمة الجسديّة للإنسان وتنكيل لم يشهد له مثيل في تاريخ البشرية ."
وأكّد أنّ تونس وأمام هذا الوضع القاتم والمتردّي والمنذر بالخراب وبالمصير المجهول للآلاف من الأبرياء ممن تهددهم المجاعة ومن هم عرضة لأن تعصف بهم آلة البطش الصهيونية مؤمنة بقدرة الشعب الفلسطيني وثباته وتمسكه بأرضه إلى آخر رمق .
وجدّد بودربالة تأكيد انحياز تونس التام واللامشروط للحق الأصيل للشعب الفلسطيني في العيش بسلام وأمان على أرض ارتوت بدماء شهداء بررة وعاش فوقها الأجداد على اختلاف معتقداتهم وأفكارهم، محيّيا المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني الأبي الذي لم ينفك عن توجيه رسائل مضمونة الوصول إلى كافة الأمم التي تؤمن بحق الشعوب في تقرير مصيرها والانعتاق من قيود الاحتلال والاستعمار.
وفي هذا الجانب دعا جميع القوى الصادقة إلى تكثيف تحركاتها وفضح العدو وملاحقته على الجرائم التي يرتكبها والتي تنبئ بها التطورات الخطيرة والمأساوية للأوضاع على الميدان.
كما حيّا جميع الحكومات والشعوب التي عبّرت بطرق مختلفة عن تضامنها مع القضية الفلسطينية العادلة، وأكّدت استنكارها واستهجانها للأساليب البشعة واللاإنسانية التي يتّبعها الكيان الصيهوني في عدوانه السافر، مؤكّدا أنّ تونس تساند كلّ المساعي الخيّرة لنصرة الشعب في غزّة وفي بقية الأراضي الفلسطينية، وكلّ الجهود الرامية إلى إرجاع الحق إلى أصحابه الأصليين ومحاسبة المحتل على كلّ ما أقترفه من جرائم ومجازر يشهد العالم كله بوحشيتها.
وقال إن تونس لن تقبل إلا بالوقف الفوري لهذا العدوان الوحشي وبإلزام الكيان الغاصب بوقف عمليات الإبادة اليومية التي ترتقي إلى جرائم حرب ثابتة الأركان، وتحميله كامل المسؤولية عن الجرائم التي يقترفها في قطاع غزة، داعيا إلى توحيد الصفوف لمناصرة الأشقاء والوقوف إلى جانبهم في هذه المحنة إلى حين استرداد جميع حقوقهم المسلوبة.