الٱن

15/06/2024

تحضيرات عيد الأضحى: مواطنون يشحذون السكاكين وبيوت تتجمل لاستقبال الأضحية

وكالة تونس إفريقيا للأنباء

قبيل عيد الأضحي ببضعة أيام تنتعش الحركة في محلات وأسواق الحدادين وتعود إليها بعض زحمة الحياة إذ يقبل كثير من الناس على شحذ السكاكين وتوفير المعدات اللازمة للأضحية... ويجد الحدادون في تلبية رغبات حرفائهم من أجل أن يتسلموا الأدوات على درجة عالية من الشحذ وآمنة للاستخدام مما يسهم في تيسير عملية الذبح.

في غالبية البيوت التونسية تعودت سيدات المنازل رفع نسق التحضير للعيد قبل مسافة زمنية تبدأ منذ إعلان مفتي ديار الجمهورية دخول شهر ذي الحجة. تشمل التحضيرات تنظيف المنازل وتجميلها وشراء ملابس جديدة واقتناء مستلزمات أضحية العيد وتوابعها. ويرتفع اهتمام الناس رجالا ونساء بشحذ سكاكينهم فيتوجه الكثيرون نحو أسواق الحدادين ومحلاتهم في كافة الجهات، فشحذ السكاكين يعتبر في أذهانهم فنا دقيقا يتطلب خبرة ومهارة عالية حتى تكون أدوات الذبح والسلخ والتقطيع حادة وآمنة للاستخدام.

يوجد سوق الحدادين بتطاوين كما سوق الحدادين بصفاقس وسط هذين المدينتين... يمثل السوقان إحدى أبرز علامات فن العمارة الإسلامية هناك. ورغم التطور واضمحلال كثير من العادات والتقاليد مازالت مهنة الحدادين تجذب الناس وتلفت إليها الأنظار في الأيام التي تسبق بقليل عيد الأضحى. ويبدو أن الناس يجدون في التوجه لشحذ أدوات الذبح إلى جانب حاجتهم إليها بعض التسلية وهم يتابعون أولئك الحدادين يجدون في أن يلبوا طلباتهم.

يبدأ الحداد وقد اتخذ هيئة المحنك المحترف، بتفقد السكاكين للتأكد من حالاتها وتحديد مستوى الشحذ المطلوب ثم يقوم بشحذ السكين على الحجر مستخدما حركة ثابتة ويحرص على توزيع الضغط بالتساوي لضمان شحذ متناسق ويتولى تلميع السكين باستخدام جلد أو قطعة قماش ناعمة لازالة أي بقايا معدنية.

في اقليم تونس الكبرى، تفتح محلات للحدادين بصفة موسمية في أسواق الخضر والغلال بباقي المدن، وجل من يمارسونها هم في الأصل من التجار الصغار غير ذوي الصنائع الثابتة لأنهم يمارسون مهنة الحدادة لأسابيع أو أيام تسبق قدوم عيد الاضحى.

بعيدا عن أجواء الحدادة تجد ربات البيوت في تنظيف منازلهن وتجميلها ومنهن من يتخذن لبيوتهن زينة تقليدية زيادة في البهجة والفرح والاحتفال. من النساء من يقمن بإعداد البازين المستخرج من مادة السميد ويعملن على تخميره وتبديل مائه يوما بعد آخر الى حين طهوه للأكل مع اللحم المقلى، وهي عادة تحتفظ بممارستها نساء ولاية صفاقس اللائي يحرصن على اعداد البازين بالقلايا كوجبة فطور في صباح أول أيام العيد.

ولأنه عادة ما تسبق وجبة فطور الصباح صلاة العيد، تبتاع نسوة كمية من اللحم من القصابين ويقمن بطهوه قبل ذبح الأضحية .

قبيل العيد لا تهدأ حركة النساء، فهن يحضرن مكان وضع الأضحية بتهيئة ركن مؤمن في المنزل لها ويحرصن على توفير بالماء والتبن أوأحد أنواع العلف إلى حين ليلة العيد فيمنعن عن الأضحية العلف ويكتفين بتقديم الماء فقط في اعتقاد أن هذه العملية تساهم في تيسير تنظيف الأحشاء بعد ذبح الأضحية.

وترش النساء الملح على دم الأضحية في موضع الذبح وهي عادة تنتشر في عدة أوساط بكثافة في اعتقاد أن هذه العلمية تقي من الجن، وفق ما بينته ربة بيت في حديتها لوكالة تونس إفريقيا للانباء.

يشكل أكل اللحم المقلي والمشوي العادة الاكثر انتشارا في تونس خلال اليوم الأول من عيد الاضحى، لكن عددا لا بأس به من الأسر في جهات من الجنوب، تحافظ على عادة لا تبيح أكل اللحم مشويا الا بحلول ثاني أيام العيد، ويقتصر أكلها على تناول أكلات أخرى كالشمنكة وهي تعد من أمعاء الأضحية أو العصبان الذي يحضرمن أحشاء الأضحية.

وفي جهة صفاقس تطهو النساء ليلة اليوم الأول من عيد الاضحى مرق الفاصوليا بلحم رقبة الأضحية كوجبة دسمة، وتخير ربات البيوت تحضير هذه الأكلة بالنظر الى أن لحم الرقبة يحتوي نسبة كبيرة من الدم الأمر الذي قد ينذر بفقدانه لمنافعه لذا يحسن التسريع بطهوه.

ويعد القديد، وهونوع من اللحوم المجففة والمملحة جزءا مهما من التراث الغذائي ويتم تحضيره عن طريق تجفيف شرائح اللحم تحت أشعة الشمس بعد تمليحها وتتبليها، وفق ما أجمعت عليه عينة من المتحدثات لوكالة تونس إفريقيا للانباء.

بالنسبة للعادات الغذائية لنساء جهة نابل، فانهن يحرصن على تحضير اللوازم من البهارات محليا بالنظر الى أن ولاية نابل تشتهر بانتاج التوابل،كما تتزود العائلات هناك قبل أيام من العيد بالخضر والأرز الذي يستخدم لحشو "العصبان"، وفق ما بينته متحدثة، مشيرة، الى أن أسرتها تحافظ على تقاليد روحانية بالاستماع الى الأذكار والتهليلات في المنزل صبيحة كل عيد اضحى ويجتمع أفراد الأسرة لتبادل التهاني بالمناسبة .

وبينما يختار جزء من العائلات تكليف قصاب بمهمة ذبح وتنظيف الأضحية بمقابل مالي يترواح معدله من 50 الى 100 دينار، يختار أرباب أسر آخرون القيام بأنفسهم بالمهمة ويذبحون حتى لأجوارهم أوذويهم، ويعقب ذلك عملية قص وتقطيع لحم الأضحية ومن بين العادات الأكثر انتشارا في ولاية المهدية أن تتصدق العائلات بجزء من اللحم للأقارب الذين يعانون من الفقر .

وتبذل النساء قصارى جهدهن في تنظيف أحشاء الأضحية، وتقوم أخريات منهن بتكليف نساء لتنظفنها بمقابل مالي وهي من بين المهن التي تنشأ في فترة عيد الاضحى، وتلي عملية تنظيف الأحشاء بدء الشواء فالأطفال يتجمعون حول النيران المشتعلة بالكانون يساعدهم أولياؤهم في وضع قطع اللحم على "الشوايات" (أداة يوضع عليها اللحم لشوائه)، رغم أن الكثير من هؤلاء الصغار اختاروا الهروب لحظة ذبح الأضحية.

وتبذل النساء قصارى جهدهن في تنظيف أحشاء الأضحية، وتقوم أخريات منهن بتكليف نساء لتنظفنها بمقابل مالي وهي من بين المهن التي تنشأ في فترة عيد الاضحى، وتلي عملية تنظيف الأحشاء بدء الشواء فالأطفال يتجمعون حول النيران المشتعلة بالكانون يساعدهم أولياؤهم في وضع قطع اللحم على "الشوايات" (أداة يوضع عليها اللحم لشوائه)، رغم أن الكثير من هؤلاء الصغار اختاروا الهروب لحظة ذبح الأضحية.

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة