أكثر من مليوني حاج يؤدون السبت "الركن الأعظم" للحج بالوقوف في صعيد عرفات

مع الساعات الأولى من فجر اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، توافد مئات الآلاف من الحجيج على مشعر عرفات لآداء "الركن الأعظم" من نسك الحج، وتتوقع السلطات السعودية أن يبلغ عدد الحجيج لهذا العام حوالي مليوني حاج قدموا من أكثر من 80 دولة.

وتوجه 10 آلاف و982 تونسيا منذ أواخر شهر ماي الماضي عبر رحلات جوية إلى البقاع المقدسة لآداء مناسك الحج.

وانتشر الحجيج في مختلف مرتفعات جبل الرحمة بالمشعر الحرام رافعين أياديهم بالدعاء والذكر ومكبرين لا تميزهم جنسياتهم ولا أعراقهم.

وعدى أصوات الطائرات المروحية، التي ما انفكت تجوب أجواء المشعر الحرام، لهجت حناجر الحجيج بالتلبية "الله أكبر الله أكبر، لبيك اللهم لبيك"، وفق ما عاينه صحفي وكالة (وات) إلى هناك مع مجموعة من الصحفيين من عدة وكالات أنباء دول إسلامية.

وغصت المناطق المختلفة من خيام الحجيج في مشعر عرفات بمئات الوافدين الذين حبذ بعضهم اللجوء إلى ظلال الأشجار بحثا عن شيء من الرطوبة في وقت بدأت فيه أشعة شمس اليوم التاسع من الشهر الحرام في البزوغ.

وانتشرت على جانبي المسارات عربات توزع قوارير المياه الباردة على الحجيج. كما تم توزيع مظلات شمسية على الحجيج للتوقي من أشعة الشمس وسط تحذيرات أطلقتها قبل فترة السلطات الصحية من مخاطر ضربات الشمس الحارقة في وقت يتوقع أن تشهد درجات الحرارة ونسبة الرطوبة ارتفاعا خلال اليومين المقبلين.

ولم تتوقف آلات لرش المياه الباردة عن العمل من الساعات الأولى من نهار اليوم السبت في مشعر عرفات، الذي يشهد انتشارا أمنيا كثيفا لضمان أمن الحجيج وسلاسة توافدهم على المشعر.

كما انتشرت فرق صحية في نقاط عديدة من المسارات المؤدية إلى مشعر عرفات للتدخل في حالات الضرورة.

وتولت القوات الأمنية إقامة حواجز بلاستيكية حول جبل الرحمة لضمان انسياب سلس للحجيج هناك، الذين أبى بعضهم الصعود إلى أعلى ذلك الجبل رافعين أكفهم متضرعين ومرددين أدعيتهم.

ونشرت السلطات السعودية نحو 5 آلاف عون في مشعر عرفات في وقت لا تزال فيه الحافلات تعمل دون توقف على نقل الحجيج إلى هناك.

ولم يتوقف المئات من أعوان النظافة عن جمع ما خلفه الحجيج من قوارير بلاستيكية وبقايا الأطعمة والأكياس التي تم تجميعها من داخل المخيمات بالمشعر الحرام.

وسيؤدي حجاج بيت الله الحرام اليوم السبت صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا بأذان واحد وإقامتين في مسجد نمرة، اقتداءً بالسنة النبوية.

كما سيستمعون إلى خطبة عرفة التي ستتولى السلطات ترجمتها الى نحو 20 لغة.

وصعيد عرفات هو سهل منبسط به جبل عرفات المسمى بجبل الرحمة، الذي يبلغ ارتفاعه 30 متراً، وتقدر مساحة الصعيد بأكثر من 10 كيلومترات مربعة. ويمكن الوصول إلى قمة جبل الرحمة عبر منافذ، ويتوسط الجبل شاخص (عمود) طوله نحو 4 أمتار.

ويقع صعيد عرفات على الطريق بين مكة المكرمة، التي يبعد عنها بنحو 15 كيلومترًا، وهو يبعد نحو 10 كيلومترات عن مشعر منى وستة كيلومترات من المزدلفة، التي سينفر إليها جموع الحجيج مع غروب شمس اليوم أين سيُصلّون فيها المغرب والعشاء ويبيتون فيها حتى فجر غد العاشر من شهر ذي الحجة، اقتداء بسنة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، الذي بات فيها وأدى صلاة الفجر.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) السبت عن وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز، تأكيده حرص بلاده على بذل قصارى الجهود لتيسير آداء الحجيج للنسك بأمن وأمان.