10/05/2025

القصرين: "الذكاء الإصطناعي في خدمة الطب بالمناطق الداخلية" محور الملتقى الخامس لأطباء الاختصاص بالوسط الغربي

تحتضن مدينة سبيطلة الأثرية، اليوم السبت وغدًا الأحد، فعاليات الملتقى الخامس لأطباء الاختصاص بالوسط الغربي تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي الشامل في خدمة الممارسة الطبية في الجهات الداخلية"، وذلك ببادرة من فرعي النقابة التونسية لأطباء الممارسة الحرة بولايتي القصرين وسيدي بوزيد، والعمادة الوطنية للأطباء، وتحت اشراف وزارة الصحة ممثلة في للإدارة الجهوية للصحة بالقصرين.

ويهدف الملتقى إلى فتح النقاش بين أطباء القطاعين العمومي والخاص حول فرص إدماج الذكاء الإصطناعي في الممارسة الطبية اليومية، وتقليص الفجوة الصحية بين الجهات، وتعزيز قدرات الأطباء على تقديم رعاية صحية أكثر دقة وجودة وإنسانية.

ويتضمن الملتقى محاضرات علمية حول عدة محاور من أبرزها الفطريات الجلدية، وحالات الطوارئ الدموية، وطرق قراءة التحاليل الطبية، وكيفية التعامل مع مضادات التخثر والرجفان في الممارسة اليومية، كما يشمل ورشات طبية تطبيقية حول إستخدام الأشعة الصوتية للرئة لفائدة الأطباء العامين.

ويستهدف الملتقى نحو 150 طبيبًا عاما ومختصًا في عدة اختصاصات لاسيما أمراض القلب والشرايين، وأمراض الجهاز الهضمي، والتشخيص الطبي، وأمراض الدم، قدموا من جل المستشفيات الجامعية بمختلف الولايات.

وبيّن رئيس الملتقى، الدكتور راشد حمزاوي، في تصريح لصحفية وكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن اختيار موضوع "الذكاء الاصطناعي الشامل في خدمة الممارسة الطبية في الجهات الداخلية"، جاء انطلاقًا من قناعة راسخة بأن الذكاء الاصطناعي لا يجب أن يبقى حكرًا على كبرى المستشفيات أو البلدان المتقدمة، بل ينبغي تعميمه ليشمل جميع المؤسسات الصحية بما في ذلك مستشفيات وأطباء المناطق الداخلية.

وأوضح حمزاوي، في سياق متصل، أن هذه المناطق تُعدّ ذات أولوية من حيث التغطية الصحية نظرًا للضعف المسجل فيها على مستوى الخدمات الطبية، حيث يتحمل الطبيب في هذه الجهات عبءا كبيرًا، ويواجه تحديات مهنية مضاعفة تتطلب دعمه بالوسائل التكنولوجية الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، لتحسين جودة الرعاية الطبية، والرفع من نجاعة التشخيص والعلاج.

من جهته، أكد المدير الجهوي للصحة بالقصرين، عبد الغني الشعباني، في تصريح لوكالة "وات"، أن الذكاء الاصطناعي هو "موضوع الساعة، ومن المتوقع أن يُحدث ثورة في القطاع الصحي خلال العشرية القادمة.

وأوضح أن وزير الصحة شدّد، خلال زيارته إلى ولاية القصرين، على أهمية الذكاء الإصطناعي واستخدامه في المجال الصحي، مؤكدًا القفزة النوعية التي يمكن أن يُحدثها هذا التطوّر في القطاع.

وفي هذا السياق، أشار الشعباني إلى بعض التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي، مثل قراءة صور الأشعة بدقة، وتحليل صور "السكانير" للتعرف على الأضرار، وكذلك استخدامه في قراءة صور الرنين المغناطيسي.

ومن جانبه، اعتبر رئيس نقابة أطباء القطاع الخاص بولاية سيدي بوزيد، الدكتور مالك عيساوي، في تصريح لوكالة "وات"، أن الذكاء الإصطناعي ليس تكنولوجيا جديدة بل يُستعمل منذ سنوات في مختلف أنحاء العالم وفي شتى الميادين، وخاصة في المجال الطبي.

وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يُستخدم في التشخيص السريع والدقيق للأمراض، مما يساهم في تقليص نسبة الخطأ الطبي، مثلما هو الحال بالنسبة لمرض سرطان الثدي الذي كانت نسبة الخطأ في تشخيصه تتجاوز 10 بالمائة، لكنها انخفضت بفضل الذكاء الاصطناعي إلى أقل من 1 بالمائة".

وأضاف أن الذكاء الإصطناعي يُوظف أيضًا في تشخيص العديد من الأمراض الأخرى، مثل الأمراض الجلدية، وفي الطب عن بعد، والتكوين الطبي عن بعد، والتصوير الطبي، كما يمكن استخدامه في العلاج، والمداواة، وحتى في الجراحة عن بعد عبر روبوتات يتم التحكم فيها عن بعد من قبل جراح مختص.

الاكثر قراءة