19/02/2018

وزير الخارجية في مؤتمر ميونيخ للأمن: "التنظيمات الإرهابية تسعى من خلال استهداف تونس، إلى ضرب مشروعها التقدمي"

قال وزير الشؤون الخارجية، خميس الجهيناوي، خلال مشاركته أمس الأحد في حلقة نقاش انعقدت بمناسبة (مؤتمر ميونيخ للأمن) الذي انعقد من 16 إلى 18 فيفري 2018 حول موضوع "الجهادية بعد الخلافة"، إن "التنظيمات الإرهابية تسعى من خلال استهداف تونس، إلى ضرب مشروعها التقدمي الذي يهدف إلى بناء نظام ديمقراطي عصري، يتعارض في جوهره مع المشروع الرجعي للتنظيمات الإرهابية".

وبيّن الوزير في حلقة النقاش التي شارك فيها كل من مفوض الإتحاد الأوروبي للأمن، جوليان كينغ ومستشار رئيس نيجيريا لشؤون الأمن، باباغانا منغونو ووزير خارجية مصر، سامح شكري ومدير وكالة المخابرات الأمريكية دان كوتس ووزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيار، أن "تونس اختارت منذ استقلالها، قبل أكثر من ستين سنة، أن تستثمر في التعليم والصحة وتحرير المرأة، عوض الإنفاق على التسلّح، الأمر الذي بات يستدعي منها الآن تسخير موارد مالية إضافية لدحر آفة الإرهاب.

واعتبر أن نجاح التحول الديمقراطي في تونس سيكون له تأثير إيجابي عل المنطقة بأسرها، مشيرا إلى أن "كلفة دعم هذه التجربة الديمقراطية الناشئة، من قبل المجموعة الدولية، أقل بكثير من كلفة فشلها"، وفق بلاغ صادر عن الخارجية.

وأكد الجهيناوي أن "تونس ليس لديها حاليا شعور بأن التعاون الدولي وخاصة مع أوروبا في أفضل مستوياته"، مشددا على وجود حاجة ماسة لمزيد دعم التعاون على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف في هذا المجال، لما فيه مصلحة الجميع.

وأوضح من جهة أخرى أن "الهزيمة التي منيت بها التنظيمات الإرهابية في العراق، هي مجرد معركة في حرب طويلة الأمد ضد الإرهاب"، ملاحظا أن "الإرهابيين الفارين من بؤر التوتر في سوريا والعراق هم الآن بصدد إعادة الإنتشار في مناطق أخرى من العالم، بما في ذلك ليبيا وإفريقيا جنوب الصحراء".

وشدد وزير الخارجية على أن "التحديات الكبرى في الحرب ضد الإرهاب تتمثل في التصدي للإيديولوجيات المتطرفة التي تستقطب الشباب، وتحقيق النمو الإقتصادي، إضافة إلى تكثيف التعاون والتنسيق بين مختلف مكونات المجتمع الدولي".

وذكر أن هذه التحديات تستدعي اتخاذ جملة من الإجراءات والمبادرات، أهمها "مراجعة النظم التعليمية والعمل على مزيد نشر قيم التسامح وقبول الإختلاف، لا في البلدان العربية فقط بل وأيضا في البلدان الأوروبية التي تشهد تصاعد موجة التطرف ونبذ الآخر، وتوفير فرص التشغيل للشباب لتفادي انخراطه في التنظيمات الإرهابية، بالإضافة إلى دعم آليات التعاون الدولي في مجال تبادل المعلومات وتقديم الدعم الكافي للبلدان التي هي على الخط الأمامي في مكافحة هذه التنظيمات".

وفي هذا السياق أشار خميس الجهيناوي إلى أن "الإنتصار في معركة بن قردان في الجنوب التونسي، وإن كان يعد انتصارا للتونسيين أولا، فإنه يعتبر أيضا انتصارا لشركائها الأوروبيين"، معتبرا أن الحرب ضد الإرهاب هي "حرب مشتركة بين كل الأطراف".

 

الاكثر قراءة