الٱن

02/02/2025

فلاح من سيدي بوزيد يقوم بزراعة نباتات نادرة لتوفير مواد علفية جديدة تتماشى والوضع المناخي بالجهة

يواصل الفلاح منصف حمدوني البالغ من العمر 59 سنة أصيل منطقة الصداقية من معتمدية سيدي بوزيد الغربية من ولاية سيدي بوزيد القيام بالعديد من التجارب الزراعية لاكتشاف مواد علفية جديدة ومعالجة عدد من الإشكاليات الفلاحية.

واختار الحمدوني، الذي بدأ تجاربه منذ سنة 2017، البحث عن كيفية زراعة عدد من النباتات التي يمكن ان تتأقلم مع مناخ ولاية سيدي بوزيد وخاصية التربة بها لتكون إحدى البدائل العلفية وتعوض من نقص الأعلاف والمراعي وتكون في الآن نفسه مقتصدة للمياه.

وأشار الحمدوني في تصريح ل(وات) إلى ان أولى تجاربه ارتبطت بنبتة الكينوا، التي انطلق في زراعتها سنة 2017 بعمادة الصداقية حيث، وقع اختيار هذه المنطقة التي تشهد استنزافا كبيرا للمائدة المائية وارتفاع نسبة الملوحة في الحقول.

واكد على أهمية هذه النبتة بالنسبة لمرضى حساسية الغلوتين (مرض الابطن) واستغلال مخلفاتها بعد الحصاد كمواد علفية. وقد اثبتت مختلف التجارب ان هذه النبتة يمكن الاعتماد عليها وزراعتها سواء في فصل الربيع او الشتاء.

وتواصلت تجارب الحمدوني اثر ذلك مع نبتة السيسبانيا العلفية (sispane) وهي شجرة كبيرة متوسطة صفراء الزهور وتنمو بذورها في مختلف أنواع التربة وتتميز بقدرتها على تحمل الظروف الطبيعية الصعبة وذات قدرة عالية على النمو في التربة العميقة والرطبة وتتحمل الجفاف ودرجات الحرارة العالية وأيضا التربة الملوثة. كما يمكن أن تكون هذه النبتة خيارا مثاليا للمزارعين باعتبارها تحافظ على البيئة وتحسن من جودة التربة وتستعمل في الآن نفسه للزينة في الحدائق حسب ذات المصدر.

وذكر منصف الحمدوني ان تجاربه شملت أيضا نبتة السرغم الأبيض (sorghum bicolor ) سنة 2023 وهي من جنس الأعشاب وتضم حوالي 30 نوعا ويتم حصده على شكل حبوب ويستخدم كعلف للحيوانات مثل الدجاج وتتميز بنموها في المناطق الدافئة وتتحمل الملوحة وسريعة النمو. كما أن إحدى أصناف هذه النبتة تحصد من اجل الاستهلاك البشري وهي الذرة البيضاء التي تزرع في القارة الإفريقية ومن أهم محاصيل الحبوب بالعالم وتمتاز بفوائدها الصحية حيث أنها بديل لعدد من الأعشاب والحبوب.

وبين الحمدوني أن كل التجارب التي أجراها أثبتت وجود حلول ممكنة لمشاكل التصحر ونقص المياه ونوعية التربة داعيا إلى مزيد الإحاطة بالفلاحين وتكثيف عمليات التوعية والتحسيس والإرشاد الفلاحي وفسح المجال أمام الأفكار الجديدة التي يمكن أن تساعد على الخروج من الأزمة الزراعية وتوفير المواد العلفية والقضاء على مشكلة غلاء الأدوية وأيضا التشجيع على تربية الماشية وبالتالي المحافظة على قطيع الأبقار والأغنام والضغط على أسعار اللحوم.

وأشار إلى انه حاليا بصدد البحث في كيفية القيام بتجارب أخرى في الأيام القادمة تخص العديد من النباتات الأخرى على غرار المورينجا (moringa) والنيم (nim) والأرقان (argan) والبونيكام (ponicam) والمانجروف (mangarove) وهي كلها نباتات يمكن ان تكون بديلا علفيا جديدا أهم خصائصه قدرته على تحمل الجفاف ونقص المياه وسرعة النمو.

الاكثر قراءة