الٱن

09/04/2019

عناوين واهتمامات الصحف التونسية ليوم الثلاثاء 9 أفريل 2019

"ملحمة 9 أفريل 1938 ... حتى لا يسقط الشهداء من الذاكرة .." و" بين الباجي قائد السبسي ويوسف الشاهد ... في حدود استراتيجية ايجا لبوك وبوس بوك" و"قنصل تونس في ليبيا .. خطة طوارئ لحماية التونسيين في طرابلس" و"البؤس الاخلاقي" و"مؤتمرات الوقت الضائع .."، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الثلاثاء.

تطرقت جريدة (الصحافة) في مقال بصفحتها الثالثة، الى ملحمة 9 أفريل أفريل 1938، التي تحييها تونس اليوم وسط غياب تجديد ذكرى من ضحوا بأنفسهم من أجل أن يرفرف علم هذه البلاد عاليا ودون أي جهد لاحياء قيم النضال والكفاح من أجل الوطن أو تعزيزها لدى الاجيال التونسية الصاعدة ودون أي مظهر من مظاهر الاهتمام بهذه الذكرى.

وأضافت أن هذه المناسبة تمر كغيرها من المناسبات الوطنية التي أصبحت، وفق تقديرها، باهتة ودون طعم ولا روح لا أثر لها لا في شوارعنا ولا في حياتنا ولا في وجدان أطفالنا وشبابنا حيث أصبحت تمر مرور الكرام كغيرها من الايام والعطل لا تختلف في شئ عنها معتبرة أن هذا في الواقع أمر محزن فمن لا يكرم شهداءه الذين بفضلهم يعيش اليوم ولا يستذكر عيد استقلاله ولا يحيي أهم المحطات في تاريخه ويتنكر لماضيه لا يمكن أن نستأمنه على حاضر أو مستقبل الشباب التونسي الصاعد حين يحيا دون أن يعرف شيئا عن ملحمة 9 أفريل 1938 وعن دور علي بلهوان والمنجي سليم وعن خروج التونسيين بكل شرائحهم للمناداة بالحرية.

وتساءلت في هذا الخصوص كيف لهؤلاء الشباب أن يعرفوا قيمة هذه الحرية التي ينعمون بها وقيمة الاستقلال؟ وكيف لهم أن يعرف قيمة هذا الوطن نفسه الذي يعيشون في ظله؟ معتبرة أن شهداء 9 أفريل ماتوا مرتين ... مرة برصاص الاستعمار الغاضب وأخرى حين نسيناهم وطوينا صفحة نضالهم من الذاكرة.

واهتمت، ذات الصحيفة، في افتتاحيتها بتتالي مؤتمرات الاحزاب السياسية خلال الايام الاخيرة في سياق اعتبرته محموما ويهدف الى اثبات شرعية للقيادات التي أصبحت محل تساؤل كثير من المتحزبين وحتى من الاعلام والمواطنين عمن انتخبهم ومن يمثلون وبدأت النزاعات على الشرعيات المتأكلة بين القيادات الحزبية الامر الذي اضطرها الى عقد هذه المؤتمرات التي تحاول من خلالها تكريس هيمنتها على أحزابها من أجل غرض وحيد وهو أن تكون هي "الفاتق الناطق في اختيار وتقسيم وتوزيع القائمات الانتخابية في استحقاقات آخر السنة الحالية".

وأضافت أنه بعيدا عن الاستثناءات التي قد تكون مؤتمراتها عقدت في مواعيدها المحددة مسبقا فان باقي الاحزاب يبدو جليا أنها كانت تحتاج الى عقد مؤتمراتها من أجل أمر واحد هو اثبات أو تثبيت شرعية من يتصرفون فيها الان ومنذ سنوات عديدة تحت شرعيات واهية وهم عاجزون عن احكام السيطرة على القائمات الانتخابية القادمة الامر الذي جعلهم يعقدون مؤتمراتهم بسرعة قبيل الانتخابات حتى يتمكنوا من ابرام تحالفات جديدة ويفرضوا مرة أخرى هيمنتهم على أحزابهم التي يعرف القاصي والداني أنها تتأخر باستمرار وأن رصيدها الجماهيري يتآكل بفعل بفعل الوعود التي أعطتها للتونسيين ولم تنجز منها شيئا ومع ذلك يتشبثون بعقد مؤتمرات صورية فقط ليستمروا في الهيمنة، وفق تقدير الصحيفة.

  

وأشارت جريدة (المغرب) في مقالها الافتتاحي الى أنه في ظرف أسبوعين يتوجه رئيس الجمهورية، الباجي قائد السبسي، برسالتين على العلن لرئيس الحكومة يوسف الشاهد الاولى كانت بمناسبة خطابه يوم 20 مارس الماضي عندما قال "لو كان يرجعلنا الشاهد" والثانية في افتتاح مؤتمر نداء تونس عندما طلب بالحاح من المؤتمرين رفع التجميد عن يوسف الشاهد معتبرة أن آخر ديناصورات السياسة لا يفعل شيئا لله كما يقال بل تنخرط كل مبادرة أو دعوة يوجهها في مخطط ما ولغاية في نفس يعقوب.

وأضافت أن من يعتقد أن الباجي قائد السبسي قد انتهى مخطئ، فهو انهزم ولا شك في عملية لي الذراع التي أرادها مع يوسف الشاهد ولكنه لم يفقد بعد كل امكانية للانتقام من خصومه بما في ذلك جرهم الى مربع يبدو مريحا ولكنه محفوف بالمخاطر مشيرة الى أن أول هذه المخاطر هو اجابة الشاهد على هذه الدعوات المتكررة فان هو احتقرها ولم يعرها أي انتباه فقد يبدو متكبرا على صانع نعمته وان هو استجاب لها فقد يسقط في شراك الانتهازية ويبدو للناخبين مثل ذلك الذي لا يستقر على حال ويريد أن يكون منتصرا في كل الاحوال.

ورأت، في سياق متصل، أن تحالف النداء مع النهضة على امتداد أكثر من ثلاث سنوات لا يهم، والتوافق بين الشيخين والتحالف بين الحزبين لا يهم أيضا، بل المهم هو أن تنسب شرور التحالف مع النهضة الى الشاهد وحزبه وحده فقط لان السبسي يعلم جيدا أن جزءا من القاعدة الانتخابية للنداء التاريخي لا ولن تصوت لمن تشتم منه امكانية التحالف مع النهضة مبينة أنه هنا يمكن أن نفهم سيميائيا قوله "لو كان يرجعلنا الشاهد" أنها دعوة لصاحب القصبة الى الابتعاد عن النهضة والرجوع الى النداء التاريخي الذي تأسس، فيما تأسس، على مناهضة الاسلام السياسي، حسب ما جاء بالصحيفة.

وحاورت جريدة (الشروق) في عددها اليوم، القنصل العام بطرابلس، توفيق القاسمي، الذي أكد وضع خطة طوارئ لاجلاء حوالي 30 ألف تونسي مقيمين في طرابلس وجلبهم الى تونس وذلك في صورة تصاعد حدة المواجهات الحاصلة في طرابلس مقرا بوجود صعوبات ستعترض هذه العملية خاصة أن العائلات التونسية متصاهرة مع الليبيين.

وأضاف القاسمي، أن كل أعضاء وموظفي وديبلوماسيي القنصلية العامة بطرابلس متواجدون في ليبيا وعلى علاقة مباشرة مع التونسيين مشيرا الى أنه تم تسهيل التواصل معهم حيث تبقى أبواب القنصلية مفتوحة 24/24 كما أن هناك اجتماعات متواصلة للوقوف على الاشكاليات التي تقع هناك الى جانب التواصل مع وزارة الخارجية بصفة يومية والتنسيق مع كل الاجهزة المعنية لتسهيل عودة أي تونسي يرغب في العودة الى أرض الوطن خوفا من المواجهات.

  

أما صحيفة (الصباح) فقد تطرقت في افتتاحيتها، الى الصور التي تم تداولها أمس على مواقع التواصل الاجتماعي وتظهر بعض "الاطراف المحسوبة على الطب" ضاحكة الى جانب توابيت أعدت الى الرضع مشيرة الى أننا في تونس بلغنا مرحلة من البؤس الثقافي والانحلال الاخلاقي جعلت بعضهم لا يترددون في اقتراف أفعال أقل ما يقال عنها أنها لا انسانية.

واعتبرت أن الصور التي وقع تداولها أمس، ليست مستفزة فحسب وانما هي مشحونة بالمعاني وتعبر بدقة عما وصلنا اليه من بؤس في المشاعر والفهم وفي كل شئ كما أنها تؤكد أننا في حاجة الى علاج جذري لعله ينجي تونس مما هي مقبلة عليه من مآزق اذا ما استمر الوضع على ما هو عليه واذا ما تواصل السقوط الاخلاقي الى درجة يصبح فيها الصمت مشاركة في الفعل الاجرامي ضد البلد وضد مستقبل الاجيال.

ورأت أن صور التوابيت التي وقع اعدادها للرضع وتم اشهارها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي فيها احتفالية غريبة وغير منطقية ولا يستوعبها عقل مشيرة الى أن المجتمعات السليمة تحتفل بالحياة ولا تفخر ب"انجاز عظيم" على الطريقة التونسية يتمثل في استبدال علب الكرتون بتوابيت من اللوح نقشت عليها بعض الكلمات التي تؤكد ما بلغناه من بؤس في العواطف وقصور في التفكير، وفق ما ورد بالصحيفة.

الاكثر قراءة