23/07/2019

جيل" و"ديدون وايني" على ركح مهرجان الحمامات الدولي

سهر جمهور مهرجان الحمامات الدولي في دورته الخامسة والخمسين مساء الاثنين 22 جويلية 2019 مع عرضين راقصين الأول بعنوان "جيل" للباليه الجديد للرقص التونسي وكوريغرافيا عماد جمعة والثاني بعنوان "ديدون وايني" من إنتاج مسرح الأوبرا قطب الباليه والفنون الكوريغرافية وكوريغرافيا الايطالي لوكا بروني

عرض "جيل" ليس مجرد عرض كوريغرافي يستحضر الماضي او يصور الحاضر انّما هو صرخة فيها دعوة مباشرة للشباب للمقاومة وبناء تونس كما يريدها هو أن تكون .

بين الخوف والشجاعة، بين الالم والامل، بين الحزن والفرح، بين الحقيقة والوهم...بين كل هذه المضادات تحركت الأجساد وضربت الأقدام وتتالت الحركات فكانت استحضارا للتاريخ وتوثيقا لزمن جميل في تاريخ "الحومة العربي" زمن راقصي المزود وخلافاتهم وصراعاتهم وفي الآن نفسه قراءة لحياتهم بلغتهم.

في عرض "جيل" تجاوز التماهي الجسدي التلقائي لعناصر الباليه الجديد للرقص مع الموسيقى حدود اللغة الضيقة وأوحى بولادة "جيل" بل ولادة "أجيال" من الراقصين المحترفين.

الجزء الثاني من السهرة كان مع عرض "ديدون وإيني" حيث يجتمع مجموعة من الشباب في حلقة يروي فيها كل منهم قصته، أو يعيد تقديم واحدة من شخصيات "ديدون وإيني" : ديدون، إيني، بليندا، الزئبق، الساحرات، أصدقاء "إيني" هدفهم أن يجد كل شاب في نفسه القدرة على أن يقول شيئا ما، أن يتحرر من وطأة شيء ما، أن يذهب أبعد مما تخططه الأقدار أن يمتلك حرية تقرير مصيره.

يسائل العرض في لوحة كوريغرافية متسلسلة معنى الحدود الجغرافية ومن خلالها كل التضييقات التي يمارسها المجتمع على الفرد، أو الفرد على الآخر أو على نفسه أحيانا. يأتي "ديدون وإيني" في شكل محاورة فنية وإنسانية تتداخل فيها المشاعر بين الأمل والخيبة، والتحرر والانغلاق.

   "ديدون وايني" هذه الاسطورة التي تداولتها الانسانية في المسرح والسينما والموسيقى نراها بلغة الجسد تعبر اليوم عن قضايا معاصرة وتلامس أحاسيس كل الفئات والأجيال ورغم أوجاعها فهي لا تنسينا أن الحب كفيل بصنع المعجزات.

الاكثر قراءة