03/02/2018

تقديم كتاب "جدلية الهوية والتاريخ قراءات تونسية في مباحث الدكتور هشام جعيط " خلال لقاء فكري بالعاصمة

أكد الدكتور هشام جعيط ان اهتمام عدد من الباحثين التونسيين بأعماله نقدا وتحليلا يقيم الدليل على ان الجامعة التونسية (اساتذة وباحثين) حريصة على مد جسور التواصل بين ابنائها من مختلف الاجيال والمدارس الفكرية، منوها بمبادرة المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات فرع تونس اصدار مؤلف جماعي تناول من زوايا عديدة بعض مباحثه فى "التاريخ والفلسفة وتاريخ الاسلام".

واضاف خلال لقاء احتضنه مساء اليوم الجمعة مقر المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات بتونس خصص لتقديم كتاب "جدلية الهوية والتاريخ قراءات تونسية في مباحث الدكتور هشام جعيط" وحضرته نخبة من المفكرين والمثقفين التونسيين "هذا الكتاب اسعدني كثيرا لانه راى النور وانا على قيد الحياة وهذا امر مهم للغاية، خاصة وقد تضمن بعض التحاليل الدقيقة ومن زوايا مختلفة لمباحث اشتغلت عليها كثيرا (تاريخية، فلسفية، اجتماعية، نقدية)، وهو عمل اثلج صدري ايضا لانه اول مؤلف خط محتواه وكتبه باحثون واكاديموين تونسيون".

وقال " فى تونس، ليس هناك نقد علمي تاريخي حقيقي، هناك محاولات محدودة" مشيرا إلى ان اقسام الفلسفة بالجامعات التونسية اهتمت اكثر من اقسام التاريخ باعماله ومباحثه وهي ظاهرة تكاد تنسحب على عدد من المفكرين العرب".

وأضاف ان "كتابات الباحثين التونسيين بداية سنوات الاستقلال اهتمت اكثر بتاريخ الدولة الوطنية وتأريخ المراحل النضالية التي افضت الى تحقيق هذا الاستقلال، ولم تهتم هذه الكتابات بتاريخ الاسلام كدين كوني ولم تبحث فى نشأته من زاوية تاريخية ونقدية صرفة".

وبين ان اشتغاله على هذا المبحث (الاسلام المبكر) مثل اتجاها متفردا فى الفكر التونسي الحديث باعتباره يتعرض لموضوع الاسلام وان البداية كانت بمقالات علمية فى عدد من المجلات والحوليات العربية والدولية قبل صدور اول كتبه وهو "الشخصية العربية الإسلامية والمصير العربي" ببيروت سنة 1984، ثم كتاب "الكوفة: نشاة المدينة العربية الإسلامية" بيروت سنة 1986 فكتاب "الفتنة: جدلية الدين والسياسة في الإسلام المبكر" ببيروت سنة 1992.

وفى حديثه عن مفهوم "الهوية" قال جعيط "إن بعض التيارات العروبية افقدت هذا المفهوم من بعده الاسلامي وبالنسبة لي لا يمكن الحديث عن هوية عربية فقط بل هي هوية عربية اسلامية".

هذا المؤلف الجماعي ورد في 203 صفحات من الحجم المتوسط، وتضمن مجموعة من الورقات العلمية كانت قدمت فى يوم دراسي نظمه المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات فرع تونس سنة 2016 والفها نخبة من الباحثين التونسيين هم ادريس جباري، وحمادي المسعودي، وفتحي التريكي، وعبد الحميد الفهري، ولطفي بن ميلاد، ولطفي عيسى، ومحمد بن محمد الخراط، ومحمد حسن، ومحمد الصحبي العلاني، ونبيل خلدون قريسة.

وقد تناولت هذه الورقات فى مجموعها بالنقد والتحليل اسهامات الدكتور هشام جعيط في تطوير الدارسات التاريخية حول الإسلام المبكر وكذلك تحليل نظرة الغرب للدين الاسلامي وتطور هذه النظرة على مدار القرون الماضية.

ومثّل هذا اللقاء مناسبة لتطارح بعض الافكار والمباحث الواردة فى الكتاب حيث قال الدكتور، محمد حسن، إن هذا المؤلف تأخر كثيرا وهو يسلط الضوء على بعض المسائل التي اشتغل عليها جعيط وقوبلت، وفق تقديره، بنكران كبير من قبل الجامعة التونسية".

وبيّن ان جعيط كان ابن المدرسة الاستشراقية الفرنسية وتربى على اصولها وخصوصياتها قبل ان يتحرر منها لاحقا ليحلق بجناحين احدهما عربي والاخر اسلامي، مضيفا ان جعيط تفادى تحويل مباحثه حول الاستشراق الى محاكمة لهذا الاخير مثلما فعل اخرون، حسب قوله.

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة