الطبوبي
13/06/2017

الطبوبي: يجب أن يحتلّ العمل اليوم مكانة مركزية في استراتيجيات الوقاية من تغيّر المناخ

قال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي إن "العمل هو السبب الرئيسي لتغيّر المناخ بعد توظيفه لعقود كأداة للاستغلال والهيمنة والربح السريع على حساب التوازنات الاجتماعية والبيئية، ولذلك يجب أن يحتلّ اليوم مكانة مركزية في استراتيجيات الوقاية من تغيّر المناخ وتخفيف حدّته والتكيّف معه حتّى يكون حمة على البشرية لا نقمة عليها"

وأشار الطبوبي في كلمة ألقاها اليوم الثلاثاء أمام المشاركين في الدورة 106 لمؤتمر العمل الدولي المنعقدة بجينيف (سويسرا) الى انّ الاجماع الدولي الذي كرّسه اتّفاق باريس حول ضرورة احتواء الاحتباس الحراري إلى أقلّ من درجتين اثنتين، يشهد منذ أيّام قليلة "خيبة أمل صادمة على إثر إعلام الولايات المتحدة الأمريكية، الملوّث الأكبر في العالم، انسحابها منه"، مشدّدا على الضرورة الملحّة للتحرّك بحزم حيال الاحتباس الحراري وعلى مزيد الجهد لحماية كوكب الارض من أجل الأجيال القادمة ومن أجل تنمية مستدامة تلائم بين متطلّبات النموّ الاقتصادي ومقتضيات الرقيّ الاجتماعي والتوازن البيئي.

وأضاف إنه "أصبح من المتأكّد اليوم وضع سياسات قطاعية في المجالات والمهن النظيفة الصديقة للبيئة والنسيج والإكساء والسياحة البيئية والثقافية مع منحها التحفيزات اللازمة وتعهّدها بالإسناد في مجال التكوين والإرشاد والتأطير والتسويق"، مؤكدا انه هناك اجماع في تونس بأنّ المنوال التنموي الحالي  لم يعد قادرا على جلب الاستثمار الخاص ولا على توفير العمل اللائق نظرا لضعف البنية التحتية وتفكّك النسيج الاقتصادي والافتقار إلى سياسة صناعية متكاملة تراعي إمكانيّات وطاقات مختلف الجهات والقطاعات".

وذكر بان اتحاد الشغل باشر منذ سنة 2012 وبرعاية منظمة العمل الدولية، مهمّة إعادة صياغة شروط التنمية وحوكمة العلاقات الشغلية، في شكل عقد اجتماعي وقّعته أطراف الإنتاج الثلاثة سنة 2013 مشيرا إلى انه لتفعيل مقتضيات هذا العقد تقدّمت الأطراف الثلاثة بمشروع قانون لإحداث مجلس وطني للحوار الاجتماعي قُدّم إلى مجلس نوّاب الشعب منذ جوان 2015 للمصادقة عليه.

وكان غاي رايدر المدير العام لمنظمة العمل الدولية سلط الضوء في تقريره إلى المؤتمر بعنوان "العمل في مناخ متغير: المبادرة الخضراء"، على  الدور المحتمل ل"تخضير الإنتاج" في خلق فرص عمل لائق وتحقيق معدلات نمو وتنمية قوية ومتوازنة، مؤكدا الحاجة إلى سياسات مناسبة لتحقيق انتقال عادل إلى الاقتصاد الأخضر والى تضافر جهود الحكومات وأصحاب العمل والعمال من خلال الحوار الاجتماعي.

يشار إلى أن الدورة 106 لمؤتمر العمل الدولي تنعقد في جينيف خلال الفترة الممتدة من 5 إلى 16 جوان 2017 بمشاركة أكثر من 4000 مندوب من جميع أنحاء العالم لمناقشة القضايا الأهم التي تواجه عالم العمل اليوم.

الاكثر قراءة