04/02/2024

الدورة الخامسة لأيام قرطاج لفنون العرائس: دمى عملاقة وعروض تنشيطية متنوعة في دورة مهداة للفقيد الأسعد محواشي

دمى عملاقة تستوقف الأطفال والعائلات أمام المدخل الرئيسي لمدينة الثقافة الشاذلي القليبي  وعرائس أخرى مختلفة الأحجام والألوان قد صنعتها أنامل مبدعين من مواد مختلفة: عرائس الخيط وعرائس قُدّت من الحلوى تشتهر بها جهة الوطن القبلي وعرائس من الطين صنعتها حرائر مدينة سجنان بولاية بنزرت، إلى جانب عرائس صُنعت من الورق والقماش تزيّن بها البهو الرئيسي لمدينة الثقافة واستهوت الأطفال للتسلّي بها.

هكذا كانت مميّزات الحفل الافتتاحي للدورة الخامسة من أيام قرطاج لفنون العرائس، وهي دورة انطلقت مساء أمس السبت وتتواصل أشغالها إلى يوم 10 فيفري الحالي تحت شعار "ماريونات فن وحياة". وتحمل اسم الفنان العرائسي الفقيد الأسعد محواشي (1960 - 2023). وقد تميّز اليوم الافتتاحي أيضا بتنظيم عروض تنشيطية متنوعة لفائدة الأطفال، فرسمت الابتسامة على محياهم ونثرت بينهم مشاعر الفرح والمرح.

وتجوّل الحاضرون في معرض ترويجيّ للعرائس حمل اسم "معرض الماريونات"، وهو موعد سنوي قار حافظت عليه أيام قرطاج لفنون العرائس منذ تأسيسها سنة 2018، إذ تحولت معه أروقة مدينة الثقافة إلى فضاء للاكتشاف ولقاء العارضين من فنانين وحرفيين مع جمهور من مختلف الأعمار توافد لاكتشاف عالم الماريونات وأعمال عرائسيين مبدعين من كل أنحاء العالم. كما اطّلع زوّار المعرض على ورشات حية في صنع الدمى.

وفي في مسرح الجهات بمدينة الثقافة، أُقيم حفل الافتتاح الرسمي لهذه الدورة بحضور وفود الدول المشاركة من فنانين عرائسيين وممثلي البعثات الديبلوماسية والقنصلية لهذه الدول وهي إيطاليا ضيف الشرف والعراق وسوريا والكويت والإمارات والسعودية واسبانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وبولندا واليونان وتشيكيا والمملكة المتحدة والنمسا والمجر وهولندا والبرتغال والبرازيل، إلى جانب تونس.

وبعد الاستماع إلى أنغام النشيديْن الوطنييْن التونسي والفلسطيني رافقهما تجمّع مئات الأطفال حاملين الرايتيْن التونسية والفلسطينيّة كتأكيد على وقوف تونس الثابت مع القضية الفلسطينية ومع الشعب الفلسطيني في مواجهة عدوان الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، ألقت مديرة المهرجان منية المسعدي، وهي أيضا مديرة المركز الوطني لفن العرائس المؤسسة المشرفة على هذا المهرجان، كلمة بالمناسبة أكدت من خلالها على أن هذه الدورة الخامسة من أيام قرطاج لفنون العرائس تحمل رسائل المقاومة والصمود لدعم الفلسطينيين وأطفال فلسطين.

وقالت إن معلّقة الدورة يكسوها اللون البنفسجي للتعبير عن الأمل والخيال والإبداع الحر، ويتوسّط المعلّقة الشخصية الرئيسية وهي عروسة خيط منحوتة من الخشب بشعر مجعد وابتسامة واسعة، تذكيرًا بالطفل الشهيد في غزة "يوسف"، الذي لازالت أمه تبحث عنه وتنادي "يوسف .. أبيضاني وشعره كيرلي أشقر حلو ؟"والذي اغتاله العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023. وهذه العروسة تحرك خيوطها طيور الحمام البيض كرموز للسلام.

وأفادت المسعدي أن حضور إيطاليا ضيف شرف المهرجان "دليل على أهمية الشراكة والتبادل الثقافي بين البلدين وتقديرا للتجربة الإيطالية الرائدة في مجال فنون العرائس وتثمينا للروابط الثقافية والتاريخية بين تونس وإيطاليا".

وكرّمت الهيئة المديرة للمهرجان الفنان المسرحي الفقيد الأسعد محواشي، وكذلك الكاتب والمؤلف والرسام المنصف الكاتب. وقد تمّ بالمناسبة استعراض المسيرة الإبداعية الزاخرة لهذيْن المكرّميْن وأعمالهما الموجهة للطفل.

وتسجل هذه الدورة مشاركة حوالي 100 فنان عرائسي من 19 بلدا. ويقدّم المشاركون ما يناهز 55 عرضا عرائسيا منها مجموعة من العروض الموجهة لفائدة الكهول.

وتسجّل تونس حضورها بتسعة أعمال هي "جلجامش" لعلي الناصر و"عصفور الجنة" لعياد بن معاقل و"عطر الفنون" لمحمد الصحبي بن حسين و"أصدقاء البحر" لجلال حمودي و"السحابة المفقودة" لحسام العابد و"لحن تاتو" لمحمد بن صالح العوادي و"لقاء" للفقيد الأسعد محواشي و"فيل - بوك" لحافظ خليفة و"الفراشة البيضاء" لوليد الخضراوي.

وتقدم إيطاليا، الدولة ضيف الشرف، بدورها ثلاثة عروض موجهة لجميع الأعمار هي "طفولة أورلاندو" و"بينوكيو" و"الطهي بالأقدام".

كما تمّت برمجة 10 ورشات وثلاث "ماستر كلاس" لفائدة الطلبة المختصين في فنون العرائس والهواة. وتتمحور أشغال الورشات حول "صنع العرائس من بقايا النخلة" و"تصميم وصنع عرائس الطاولة" و"مسرح خيال الظل" و"عروسة القفاز للأطفال" و"عرائس الفم المتحرك" و"عروسة الفم المتحرك بتقنية اللولب" وغيرها.

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة