27/09/2023

إحياء ليلة المولد النبوي الشريف بمنطقة بلاد الحضر بمدينة توزر في إطار الدورة الرابعة لتظاهرة الألف شمعة

 أحيت منطقة بلاد الحضر في مدينة توزر مساء أمس الثلاثاء ذكرى مولد النبي الكريم بفقرات دينية واحتفالية متنوعة استقطبت جمهورا كبيرا، وذلك في إطار الدورة الرابعة من تظاهرة ألف شمعة.

ومن أبرز فقرات هذه التظاهرة، التي تنظمها جمعية المولد النبوي الشريف واحياء تراث الجريد، احتفالية ليلة المولد المتمثلة في اضاءة الجامع الكبير ببلاد الحضر بالشموع، وتقديم عرض ثلاثي الابعاد على صومعة الجامع، وانشاد قصيدة البردة في مدح سيد الخلق من طرف سكان المنطقة وزوّارها إثر صلاة العشاء وهو يجوبون ساحات المنطقة حاملين القناديل، وهي عادة توارثها السكان عن أجدادهم، وفق حسان الغريغري رئيس الجمعية ومنسق التظاهرة.

وقدمت التظاهرة في نفس الليلة سهرة للإنشاد الصوفي بعنوان روحانيات أثثتها فرقة سيدي بوعلي بنفطة، واختتمت صباحا في الجامع الكبير بتقديم وصلات من المدائح في ذكر مولد الرسول الكريم وصفاته شفعت بتوزيع مأكولات تقليدية.

وتضمّنت التظاهرة، التي انطلقت منذ يوم 24 سبتمبر، مجموعة من الفقرات الاحتفالية الجماهيرية والعلمية والدينية تمثلت في كرنفال للفرق الصوفية انطلق من وسط مدينة توزر وصولا الى منطقة بلاد الحضر، وقراءات لقصيدة البردة، وسهرات في الانشاد الديني وتخلّلت هذه الفقرات مداخلة دينية في السيرة النبوية، وحلقة نقاش حول تاريخ الجامع الكبير ببلاد الحضر.

وتقام هذه التظاهرة سنويا بغاية احياء عادات وتقاليد ضاربة في القدم في حي بلاد الحضر باعتباره أقدم نواة حضرية في مدينة توزر، حيث تنطلق الاحتفالات بمولد النبي الكريم في اليوم الأول من شهر ربيع الأول وتتواصل حتى صبيحة المولد وتمثل فقرة انشاد قصيدة البردة في شوارع المنطقة أبرز العادات.

وتمثل التظاهرة إحياء لمجمل العادات الدينية التي تختص بها بلاد الحضر في مدينة توزر ويعود ذلك لوجود الجامع الكبير ببلاد الحضر الذي أقيم زمن الدولة الأغلبية على أنقاض كنيسة ويعتبر الى جانب جامع عقبة من أقدم المعالم الدينية في البلاد التونسية، وقد ساهم في بروز عدة علماء وفقهاء أمثال ابن الشباط والشقراطسي وأبو الفضل النحوي، وهو يلعب اليوم دورا مهما تاريخيا وثقافيا وعلميا وسياحيا.

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة