03/05/2025

ملتقى إقليمي بصالون الفلاحة بجرجيس حول نتائج البحث العلمي وآفاق تثمينها لاستدامة منظومات الانتاج الحيواني

مثّلت نتائج البحث العلمي وآفاق تثمينها لاستدامة منظومات الانتاج الحيواني بالجنوب التونسي، محور الملتقى الاقليمي، الذي انتظم، السبت، في اطار فعاليات صالون الفلاحة والصيد البحري وتربية الماشية والطاقات المتجددة الذي يتواصل في يومه الرابع بمدينة جرجيس تحت شعار "الاستثمار الفلاحي بالاقليم الخامس من اجل تنمية مستدامة".

واشرف على اشغال هذا اليوم الذي خصص لولاية تطاوين في اطار ايام جهوية خصصها الصالون لكل ولاية من هذا الاقليم، مدير ديوان وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، هيكل حشلاف، نيابة عن الوزير، رفقة واليي مدنين وتطاوين واطارات من هياكل تابعة لوزارة الفلاحة ومنظمات وطنية.

وثمّن حشلاف هذا الصالون لما يمثله من فرصة للاطلاع على آخر المستجدات في مجالات الميكنة الفلاحية ومستلزمات الانتاج الفلاحي والطاقات المتجددة وفرصة لتبادل الخبرات والمعارف وبناء شراكات والتعريف بالمستجدات العلمية وبنتائج البحث لدى الفلاحين لتخرج من الرفوف الى الميدان وتفعيلها وترجمتها الى برامج تنموية من شانها ان تعود بالنفع على الفلاح بتحسين الانتاج والمردودية وعلى البلاد.

وابرز اهمية منظومات الانتاج الحيواني بالاقليم الخامس ودورها اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وسياحيا واسهامها في الانتاج الوطني من اللحوم الحمراء ومنتوجات ثانوية كالصوف والوبر والجلود، مستعرضا جملة الحوافز والاجراءات التي وفرتها الدولة لتامين القطيع في فترات الجفاف المتتالية والخطة الوطنية للنهوض بقطاع الابل.

وتضمّن يوم ولاية تطاوين، تقديم عدّة مداخلات شملت في جانب منها قطاع تربية الماشية بالجنوب الشرقي، تطاوين نموذجا، حيث بينت ان هذا القطاع يعد ركيزة اساسية بهذه الولاية، وهو يساهم بنسبة 2 بالمائة من الانتاج الوطني للّحوم الحمراء، إلاّ ان المنطقة الرعوية بالجنوب الشرقي تشهد خلالا كبيرا في التوازن البيئي وتدهورا شديدا لبعض المواقع الرعوية مع تصحر ونقص في نقاط المياه الى جانب تغيرات عميقة على مستوى المنظومات الرعوية والزراعية .

كما تبين وجود تحديات كبيرة يواجهها قطاع تربية الماشية تضاف الى الاشكاليات الهيكلية على غرار انتشار الامراض الحيوانية والتكيف مع التغيرات المناخية ومواكبة التكنولوجيا والابتكار وغيرها من الرهانات، التي تستوجب حلولا مستدامة ومتكاملة في اطار رؤية استراتيجية واضحة طويلة المدى وشاملة، تستوجب من الدولة وضع سياسات داعمة واستثمارات موجهة ومن المهنيين تنظيما فعّالا وتبنّ اممارسات جيّدة ومن البحث العلمي حلولا مبتكرة وملائمة.

وشملت المداخلات في جانب آخر، قطاع الإبل، الذي يعد في تونس 56 الف رأس منها 40 الف أنثى منتجة، ويوفر انتاجا بـ 2500 طن من اللحم سنويا و12 الف طن من الحليب و575 طن من الجلود و30 طن من الوبر.

ويتواجد 91 بالمائة من قطيع الإبل بولايات الجنوب التي تعتمد على نمط التربية الانتشاري، الا انه قطاع يشكو عدة اشكاليات على المستوى الاجتماعي والاقتصادي.

وتتعلق هذه الإشكاليات، أساسا، بتواتر سنوات الجفاف ونقص الموارد العلفية وكذلك الشأن فيعدد الرعاة، فضلا عن ضعف المردودية الاقتصادية، إذ يعتمد القطاع على انتاج اللحوم وتهميش بقية المنتجات الى جانب صعوبات هيكلية واخرى فنية.

ومكنت الخطة الوطنية للنهوض بقطاع الإبل من تحقيق عدّة نتائج من خلال عناصر اساسية ارتكزت عليها لتنمية القطيع والرفع من الانتاجية وتنظيم القطاع عبر جملة من الحوافز والتشجيعات والتكوين والتحسيس والتمويل والمنح وتحسين البنية الاساسية .

وفي علاقة بين هذا القطاع والبحث العلمي فقد كشفت المداخلات ان البحث العلمي ساهم في ابتكار تقنيات حديثة للتربية تتناسب مع الظروف المحلية ومساهمته في تخفيف التاثيرات البيئية السلبية الى جانب ما توصل اليه البحث العلمي من تثمين للمنتجات التقليدية واستكشاف آفاق جديدة للتسويق، على غرار تثمين حليب الإبل واستعمالات الوبر ما يضع القطاع على خارطة الاسواق العالمية.

كما تناولت المداخلات دور الديوان الوطني للاعلاف في النهوض بقطاع الانتاج الحيواني في الجنوب التونسي من خلال ابرام اتفاقيات وعقود شراكة لانتاج كميات من القرط خلال موسم 2024 /2025 واتفاقية شراكة لتزويد مربي الابقار الحلوب بقرط القصيبة وتوفير وانتاج اعلاف بتركيبات متوازنة واسعار مدروسة ومنها تركيز معمل بشانشو في جانفي 2025 لانتاج اعلاف مركبة ومشروع لانتاج قوالب الفصة بمعمل شانشو بطاقة 12 الف طن في السنة وتركيز وحدة لانتاج العليقة الكاملة الجافة بشانشو بطاقة انتاج 5 اطنان في الساعة.

يذكر ان صالون الفلاحة بجرجيس، الذي ينظمه من 30 افريل الى 4 ماي 2025، الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري وولاية مدنين سيختتم غدا الاحد بيوم جهوي سيخصص لولاية قابس.

الاكثر قراءة