وزير الخارجية: ما يواجهه العالم من تحديات يستدعي نظاما دوليا متجددا يليق بطموحات الشعوب
اعتبر وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج محمد علي النفطي، اليوم الجمعة، أن ما يواجهه العالم من تحديات مستجدة يستدعي نظاما دوليا متجددا يليق بطموحات الشعوب ويعبر عن واقع القرن 21.
وأكد، في كلمة ألقاها اليوم بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثمانين لتأسيس منظمة الأمم المتحدة بالأكاديمية الدبلوماسية الدولية، دعم تونس لمبادرة الأمين العام للأمم المتحدة التي تهدف إلى إصلاح عمل المنظمة واعتماد خارطة طريق واضحة المعالم بما يعيد الاعتبار للشرعية الدولية واحترام القانون الدولي.
وأضاف أن الاحتفال بالذكرى 80 لتأسيس المنظمة ليس مجرد مناسبة لاستحضار أمجاد الماضي أو إخفاقات الحاضر بقدر ما هو التزام بالمستقبل المشترك ولحظة تقييم وبناء وتأمل ودعوة لتحمل المسؤولية الجماعية في بناء المستقبل، داعيا إلى إعادة الروح والمكانة والبريق لهذه المنظمة.
ونبّه إلى أن المنظمة أضحت اليوم تواجه جملة من التحديات المركبة والمتشابكة على غرار النزاعات المسلحة والأزمات الإنسانية المتفاقمة والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي والتغيرات المناخية المتسارعة، مؤكدا أن هذه التحديات أصبحت تهدد جوهر النظام متعدد الأطراف وهو ما يستوجب تعزيز قدرته على الصمود وثقة الشعوب فيه.
كما عبّر عن التزام تونس بأن تظل شريكا فاعلا في كافة المبادرات الهادفة إلى إرساء نظام دولي أكثر عدلا يعلي مصلحة الشعوب ويحترم خصوصياتها ويضع كرامة الإنسان وحقوقه وأمنه ضمن أولوياته، مذكرا بأن تونس اتبعت منذ التحاقها بالمنتظم الأممي بترسيخ المبادئ الأممية بالإضافة إلى أنها كانت في طليعة الدول المدافعة عن حق الشعوب في تقرير مصيرها ومن أوائل الدول التي ساهمت في بعثات حفظ السلام الأممية.
وقال إن شعار الأمم المتحدة هذه السنة "معا نحو الأفضل" يختزل فكرة أنه لا مستقبل لأي دولة ولا أمن لأي مجتمع ولا تنمية لأي شعب في ظل عزلة أو تهميش أو نزاع أو ترك أحد يتخلف عن الركب، مشيرا إلى أن هذا الشعار فيه دعوة لإعادة بناء الثقة بإعادة النظر في أساليب العمل وآليات الحوكمة وسبل اتخاذ القرار داخل الأمم المتحدة.
واعتبر أن ذلك من شأنه أن يعزز تمثيلية الدول ويمنح صوتا مسموعا لجميعها على قدم المساواة بعد أن تم إنهاك أجهزة القرار داخل المنظمة وتقليص فعاليتها وثقة الشعوب فيها.
من جانبها قالت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة بتونس رنا طه "إن المنظمة الأممية تواجه تحديات غير مسبوقة وضغوطات سياسية متزايدة وأزمة مالية خانقة تهدد وكالاتها وبرامجها"، معتبرة أن الانتقادات الموجهة إلى المنظمة مشروعة باعتبار أن العالم لا يزال يئن تحت وطأة الظلم والنزاعات والتغيير المناخي.
وأكدت أنه قد آن الأوان لاستعادة روح ميثاق الأمم المتحدة 1945 ،روح الإيمان بأن الأمن لا يبنى بالقوة بل بالعدل وأن التنمية لا تتحقق بالثروة وحدها بل بالمساواة وأن الكرامة ليست امتيازا بل حقا أصليا.
وأوضحت أن مبادرة الأمم المتحدة 80 تتضمن دعوة للتجديد ولإعادة تعريف دور الأمم المتحدة في عالم يتغير بوتيرة غير مسبوقة، مضيفة أنها تهدف إلى جعل المنظمة أكثر مرونة واستجابة ومساءلة وإلى جعلها منظمة تضع الإنسان في قلب كل سياسة وكل قرار.
وتابعت في ذات السياق بأن منظمة الأمم المتحدة تبقى منارة للأمل يمكن نقدها وإصلاحها غير أنه لا يمكن للعالم أن يستغني عنها باعتبارها الإطار الأكثر شرعية للدفاع عن السلام والبيت الذي يجمع تنوع البشرية تحت سقف واحد، مؤكدة أن تونس بتاريخها العريق في الحوار والإصلاح قادرة على أن تكون رائدة في صياغة هذا الفصل الجديد من التعددية القائم على الشراكة والمسؤولية المشتركة والحلول المبدعة.
وأعلنت طه في سياق آخر عن إطلاق دليل الأمم المتحدة لشرح آليات عمل المنظمة اليوم بتونس وهو دليل يسلط الضوء على التنسيق الميداني بين المنظمة والخطط الإنسانية والتنموية.
تجدر الإشارة إلى أن تونس تحتفل اليوم مثل سائر دول العالم بالذكرى السنوية لإنشاء منظمة الأمم المتحدة، حيث نظمت وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج فعالية لاحياء الذكرى 80 ليوم الأمم المتحدة بمقر الأكاديمية الدبلوماسية الدولية حضرها بالإضافة إلى المنسقة المقيمة للأمم المتحدة بتونس رؤساء البعثات الدبلوماسية وممثلو الهياكل الأممية والدولية المعتمدة بتونس.













