الٱن

09/06/2018

وحدة تصفية الدم بقسم الاطفال بشارل نيكول: أطفال يعانون القصور الكلوي تحت وطأة آلات الألم والأمل

يلتقي بوحدة تصفية الدم بقسم طب الاطفال بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة، أسبوعيا أطفال تعطلت كلاهم عن آداء وظائفها البيولوجية فالتجأوا لآلات الألم والأمل... أطفال من مختلف الاعمار والأجناس قدموا من عدة ولايات للقيام بحصص تصفية الدم، التي أضحت موعدا أسبوعيا يجمع بينهم فيتحدون بعزم وإصرار كل واحد فيهم، من اجل مقاومة المرض والانتصار عليه.

بجانب كل سرير لهؤلاء الاطفال الذين بدت وجوه شاحبة يقف الحارس الامين من الأباء أو الأمهات المرافقين لهم وهم على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة أو الدعم المعنوي لفلذات أكبادهم في محاولة للتخفيف من آلامهم، مع الحرص على الاجتهاد في رفع معنويات ابنائهم أو بناتهم واخفاء حسرتهم رغم علامات الألم والارهاق والتعب التي سيطرت على ملامحهم.

وكان محرز من بين الحالات التي تجلب الانتباه بوحدة تصفية الدم بقسم طب الاطفال بمستشفى شارل نيكول نظرا لارتفاع صوته من شدة الالم .. الم حرمه من ان يعيش حياته بشكل طبيعي مثل انداده ليكون المرض قدره الابدي ولا سبيل للشفاء منه، فهو يعاني من القصور الكلوي الحاد المزمن ومن فقدان البصر وهشاشة العظام.

تحدث فاطمة والدة محرز بعيون داعمة وقلب ينفطر من شدة الحزن على ابنها العاجز عن ظروفها الاجتماعية الصعبة، وعدم قدرتها على توفير مصاريف العلاج والتنقل في ظل غياب التغطية الصحية والاجتماعية اللازمة، حيث تعجز في بعض الاحيان عن توفير مصاريف التنقل بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع، مؤكدة ان هذا الموعد أصبح يمثل هاجسها اليومي لاسيما وان زوجها عامل يومي، ولديها ابنان معطلان عن العمل.

أما صبرين التي لم تفارق الابتسامة محياها مقارنة ببقية المرضى، فهي تعاني من القصور الكلوي منذ اربع سنوات واضطرت الى التوقف عن دراستها منذ سنة نظرا لعدم قدرة جسمها على الحركة بشكل طبيعي لقيامها بتصفية الدم بمعدل اربع مرات بالأسبوع.

قالت صبرين "لن اسمح لهذا المرض بالتغلب علي ودعم عائلتي التي تساندني دائما وتعمل على الرفع من معنوياتي يجعلني محظوظة فهي وتوفر لي كل اشكال الراحة اللازمة لشفائي التام من مرض قصور الكلى الحاد.

كانت الأجواء بهذه الوحدة الطبية على غير العادة اليوم السبت، حيث عمت أجواء من الفرحة والراحة النفسية بتوزيع مجموعة من الهدايا وملابس العيد على الأطفال المرضى، في اطار تظاهرة نظمها مصرف "الزيتونة" لإدخال البهجة على قلوب هؤلاء الاطفال.

وأفاد مدير عام مصرف "الزيتونة" عزالدين خوجة في تصريح ل(وات) بالمناسبة ان هذه البادرة ليست الاولى من نوعها حيث سبق للمصرف ان قام بعديد المبادرات المماثلة والمندرجة في اطار المسؤولية الاجتماعية للمصرف، مؤكدا على اهمية هذه المبادرات لفائدة مرضى الامراض المزمنة، لما لها من وقع ايجابي على نفسيتهم.

وأشار الى انه من المنتظر ان يقوم مصرف "الزيتونة" بتنظيم زيارات مماثلة لبعض المؤسسات الصحية خلال الايام القادمة لتقديم بعض الهدايا للمرضى بمناسبة حلول عيد الفطر.

ومن جانبه قال وزير الصحة عماد الحمامي خلال زيارة قسم طب الاطفال بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة، انه حرص على مشاركة الاطفال فرحة عيد الفطر بمنحهم هدايا رمزية، والإطلاع في نفس الوقت على وضعية القسم ككل وظروف اقامة المرضى، مثمنا في هذا الصدد الجهود الاجتماعية المبذولة من قبل المجتمع المدني والمساعدات التي تقدمها لفائدة المؤسسات الصحية في عديد المناسبات.

ومن جهته، أوضح رئيس قسم طب الاطفال بمستشفى شارل نيكول طاهرقرقاح، ان مثل هذه الزيارات، خاصة في مناسبات لها رمزيتها وخصوصيتها على غرار عيد الفطر، تساعد في علاج الاطفال لوقعها الايجابي على نفسيتهم.

وأفاد قرقاح في هذا الاطار، ان عدد الاطفال الذين يعانون من القصور الكلوي بتونس يبلغ 200 طفلا، وعدد الاطفال الذين يعانون من القصور الكلوي المزمن النهائي يقومون بالتصفية عن طريق الدم يبلغ 50 طفلا، مشيرا الى ان اكثر من 100 طفل ما زالوا في قائمة الانتظار بالمركز الوطني للنهوض بزراعة الاعضاء من أجل زرع كلية.

وبخصوص أسباب القصور الكلوي المزمن النهائي بين المتحدث أنها متنوعة منها التشوهات الخلقية الموجودة بالمجاري البولية للطفل، والأمراض الوراثية نتيجة لزواج الأقارب، اضافة الى الاشياء المكتسبة، مشددا على اهمية الاقدام على التبرع لفائدة هؤلاء الاشخاص الذين يعانون بشكل يومي وحياتهم مهددة.

الاكثر قراءة