04/04/2022

نابل: انطلاق موسم جني وتقطير زهرة النارنج

تزدان مدن الوطن القبلي خلال هذه الفترة من كل سنة بأشجار النارنج التي تنبعث رائحتها من الحقول وحدائق المنازل معلنة قدوم فصل الربيع حيث تنبعث رائحة الزهر من كل البيوت والازقة والشوارع فتكاد لا تخلو حدائق المنازل من هذه الشجرة ولا تغيب قوارير ماء زهر النارنج عن أي مطبخ "نابلي".

ويكتسي موسم جني وتقطير الزهر أهمية اقتصادية واجتماعية هامة رغم قصر مدة هذا الموسم التي لا تتجاوز 5 أسابيع حيث تستعد العائلات لاستقباله بصفة مبكرة وتتجمّع في حقول النارنج التي تزدان بأزهار بيضاء اللون طيبة الرائحة ولا تزال العائلات "النابلية" تحافظ على عادة تقطير الزهر فى حين يمتهنها البعض الاخر كحرفة وعمل موسمى فتكون بذلك مورد رزق وفير للبعض ومتواضع للبعض الاخر فضلا عن بيعه إبّان جنيه ب "الوزنة" وفق ما هو متعارف عليه والتي تقارب 4 كيلوغرامات.

في المقابل يشتكي العاملون في هذا القطاع يشتكون خلال المواسم الاخيرة من تراجع أسعار الزهر حيث تراجع سعر "الوزنة" من معدّل 60 دينارا إلى 10 دنانير مقابل ارتفاع اليد العاملة، وفق ما ذكره الفلاح محمد سعيد أصيل معتمدية بني خيار في تصريح لصحفية وكالة تونس إفريقيا للأنباء، مطالبا سلطة الإشراف بإيلاء هذا القطاع الاهمية التي يستحقها لا سيما وانه يساهم في اضفاء حركية تجارية وثقافية على الجهة التي تبرز كقطب مهم لإنتاج وتصدير زيت "النيرولى" وهو خلاصة روح الزهر حيث تتولى ثماني وحدات صناعية استخراج هذه المادة التي تصدر للأسواق الخارجية ليستعمل في صناعة أرقى العطور.

وتمتدّ غراسات زهرة النارنج في ولاية نابل، وفق تقرير صادر عن المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية، على مساحة 480 هك حيث تحتل مدن نابل وبني خيار ودار شعبان الفهري المرتبة الأولى من حيث المساحة بحوالي 57 بالمائة تليها معتمدية بوعرقوب بنسبة 19 بالمائة في حين تمثل بقية المعتمديات 24 بالمائة.

و يقدّر معدّل الإنتاج السنوي للزهر خلال الخمس مواسم الأخيرة بحوالي 1999 طنا وقد تم تسجيلا تطور نسبي في الإنتاج خاصة خلال الثلاث المواسم الفارطة وذلك نظرا لدخول عدد هام من الأصول في مرحلة الإنتاج.

وشهد الموسم الفارط في الجهة وفرة انتاج مع انخفاض حاد في الأسعار نتيجة وجود مخزون من زيت النيرولي لدى وحدات التحويل تعود للموسمين الفارطين جراء تفشي جائحة كورونا في العالم والتي أثّرت على أسواق بيع العطورات وانخفاض القدرة التنافسية في ظل دخول السوق المصرية على الخط بكميات وفيرة من النيرولي وبأسعار منخفضة.

وانجر عن هذا الانخفاض في أسعار بيع الزهر خسائر في الإنتاج قدّرت بحوالي 550 طن نظرا لعزوف نسبة محترمة من الفلاحين عن عملية الجني باعتبار أن كلفة البيع لا تغطّي مصاريف خلاص اليد العاملة المختصة.

وتشير التقديرات الأوّلية لإنتاج الزهر للموسم الحالي إلى إمكانية بلوغ 2542 طنّا مقابل إنتاج 2350 طنّا خلال الموسم الماضي أي بزيادة طفيفة تقدر بــ8 بالمائة.

ويبقى القطاع محتاجا إلى مزيد من العناية والإحاطة لحل بعض الإشكاليات العالقة على غرار تشتّت الملكية ونقص في اليد العاملة والنقص الحاصل في كمّيات مياه الري في المناطق السقوية وعدم الاستقرار في أسعار بيع الزّهر جراء انتشار الدّخلاء والمضاربين.

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة