الٱن

14/10/2025

في الذكرى الـ62 لعيد الجلاء: بنزرت تستذكر نضالات ومآثر الآباء وتعيش على وقع فخر واعتزاز الأبناء

تحيي ولاية بنزرت وكامل جهات الجمهوية، يوم غد الاربعاء، الذكرى الـ62 لجلاء آخر جندي فرنسي محتل عن أراضيها وتحريرها من براثن ثالث أعتى الجيوش الاستعمارية العالمية آنذاك، وذلك بعد مسيرة نضالية كبرى وملاحم وطنية ستبقى عالقة في أذهان أبناء الشعب التونسي على مرّ السنين.

ومن الثابت أن معركة بنزرت كانت من أبرز مراحل رحلة التحرّر والجلاء، ونقطة حاسمة وفاصلة في الحرب التي خاضتها تونس بكل أبنائها من عسكريين، ومتطوعين مدنيين، وبقية الأجهزة الأمنية، والذين سقوا بدمائهم الزكية أرض تونس الأبية بعد سقوط الآلاف منهم بين شهداء وجرحى دون اعتبار بقية الخسائر المادية، لتمثل معركة الجلاء منعرجا مفصليا في تاريخ البلاد التونسية وبقية الشعوب المستعمرة بما كشفته من ندية وصرامة وثبات وشجاعة للشعب التونسي من جهة، وإجرامية الالة العسكرية للمستعمر الغاشم من جهة أخرى.

وعلى غرار بقية مناطق وجهات البلاد، تعيش ولاية بنزرت بتاريخ 15 أكتوبر من كل سنة على وقع هذا الحدث الوطني الغالي والهام في تاريخها، من خلال عديد الفقرات والبرامج الاحتفالية المتنوعة تشترك في ما بينها في استذكار بطولات ونضالات كل أفراد الشعب التونسي والاعتبار والفخر بتلك الملاحم والمآثر، وفي الحرص على الحفاظ على مكاسب الحرية والكرامة الوطنية، وتذكير الأجيال بأهمية الاستقلال وضرورة الحفاظ عليه من خلال العمل والبناء والتشييد والانجاز.

 واحتضنت أغلب الفضاءات الثقافية والشبابية بمختلف مناطق الولاية عديد الأنشطة والفعاليات التي تراوحت بين الورشات التنشيطية المفتوحة، والورشات الفنية بمشاركة مميزة من قبل التلاميذ والأطفال، علاوة على مواكبة أكثر من شريط وثائقي حول مجمل أسرار وملاحم المعركة الخالدة، وأيضا مسابقات في الرسم والتصوير الفوتوغرافي والمباريات الفكرية والرياضية.

 كما تزيّنت مختلف مناطق ومعتمديات الولاية بمختلف معالم الزينة والنظافة التي اشتركت في تنفيذها جميع مصالح الولاية والمعتمديات والبلديات، بالإضافة للمشاركة التلقائية لبقية الإدارات والنسيج المؤسساتي العمومي والخاص بكل عفوية وتطوع، ولا تكاد تخلو أي منطقة او فضاء خارجي من الاعلام الوطنية وشعارات الجمهورية التي ترفرف في سماء ولاية الجلاء.

وإلى جانب الفعاليات التنشيطية الاحتفالية بذكرى الجلاء، تستقبل ولاية بنزرت هذه السنة المناسبة وهي تعيش طفرة تنموية واجتماعية مميزة تجسّدت في تقدم اشغال اكثر من مشروع وبرنامج تنموي موجه لفائدة المواطنين، على غرار التقدم المطرد لمشروع الجسر الثابت البالغة تكلفته الأولية 750 مليون دينار، ومشروع تحسين نسبة التزود بالماء الصالح للشرب البالغة تكلفته 330 مليون دينار، وانطلاق اشغال تهيئة كورنيش بنزرت بكلفة 60 مليون دينار، وتطور برامج عمل الميناء التجاري، وما بات يحققه فضاء الأنشطة الاقتصادية ببنزرت من ارقام استثمارية عالية ناهزت سنة 2024 ما يوازي 1100 مليون دينار.

ومن بين المشاريع التي حقّقت تقدّما أيضا مشروع التنمية المندمجة البالغة تكلفته المالية 110 مليون دينار والموجه لفائدة 11 معتمدية، ومشروع برنامج التأقلم مع  التغيرات المناخية بالمناطق الهشة في ولاية بنزرت وبالتحديد في عمادتي العرب وسيدي عيسى من معتمدية غزالة البالغة تكلفته 30 مليون دينار، وأيضا التقدّم المطرد لاشغال تهيئة قسم التوليد التابع للمستشفى الجامعي الحبيب بوقطفة والبالغ تكلفته 16 مليون دينار، وتقدم اشغال مشروع البرنامج المندمج لإزالة التلوث عن منطقة بحيرة بنزرت، وتواصل اشغال ربط الجهة بالغاز الطبيعي.

كما تشهد الجهة فك إشكال عدد من عناصر مشروع "مارينا بنزرت"، وتهيئة قسم الاستعجالي بمستشفى بنزرت الجامعي، وبقية الفضاءات الصحية بأكثر من معتمدية على غرار المستشفى الجهوي بمنزل بورقيبة ومستشفى سجنان المحلي، علاوة على قرب استئناف اشغال انجاز اول معهد بمعتمدية بنزرت الجنوبية بكلفة 8 ملايين دينار، والمدرسة الوطنية للمهندسين بمنزل عبد الرحمان بكلفة 16 مليون دينار، وغيرها من المشاريع الفلاحية والبيئية والشبابية والرياضية التي ستعزز مكانة الولاية جهويا ووطنيا وإقليميا.

الاكثر قراءة