عناوين واهتمامات الصحف التونسية ليوم السبت 23 مارس 2019
" بعد خروج الوطني الحر وفشل مبادرة لم الشمل ...ماكينة النداء تتحرك لانقاذ ما تبقى من حزب الرئيس " و" تجديد الدعوة لها الوحدة الوطنية ..طوق نجاة تونس ام حزب الرئيس " و" الاطباء الشبان يعلنون الخرب ..فضحوا الاوساخ والسرقات والتجاوزات في المستشفيات " و" حركة النهضة ورئيس الجمهورية ..لا نحبك ولا نصبر عليك " مثلت ابرز ما جاء من عناوين في الصحف التونسية الصادرة اليوم السبت 23 مارس 2019 .
وخصصت جريدة (المغرب) ورقة كاملة في ركنها المغرب السياسي للحديث عن الرسالة التي وجههتها حركة النهضة بعد 24 ساعة من خطاب رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي حيث خيرت ان تلاعب الرئيس وتوجه اليه رسالة مفادها انها تلتقي معه على اهمية الوحدة الوطنية لكن ليس بالصياغة والمهام التي يراها الرئيس وانما بصياغة اخرى ومهام تتعلق اساسا بانجاز الانتخابات في موعدها .
واضافت ، ان حركة النهضة لاتزال تحافظ على وصفتها التقليدية في التعاطي مع كل من يصدر عن رئيس الجمهورية فهي تتلقى كلماته وضرباته وتستوعبها لتقليل ضررها قبل ان تعيد توجيهها الى وجهة ترى انها تخدم تصوراتها دون ان تورط نفسها في صراع مباشر وصريح معه اي انها ترى ان احتواءه افضل سبل الخروج امانا لها .
واعتبرت ، في سياق متصل ، ان الحركة تريد ان تستبق الاحداث وان تضمن احتواء الرئاسة قدر الامكان بتنازلات قد تقدم في مسالة المساواة في الميراث وفي خطة خروج امنة لنجل الرئيس وبعض النقاط الاخرى مقابل عدم المساس بالانتخابات .فالنهضة تخشى ان يلعب الرئيس ورقة دعوة الناخبين بعدم توجيه دعوته واعلانه عن خلال هذا الاسبوع من سبتمبر القادم والتحجج بغياب المحكمة الدستورية اواي نقطة اخرى .
واشارت، الى انه في انتظار ان تكشف الايام القادمة عن حزمة التنازلات التي ستقدمها الحركة لرئيس الجمهورية لتهدئة روعه وبيان حسن نوايها يبدو ان العلاقة بين الطرفين لن تغادر مربع التهريب والترغيب فكل طرف منهما له اوراق لعب تسمح له باغراء الاخروبعث الخشية في نفسه.
واوردت جريدة (الشروق) تصريحا لعضو مؤسس للاطباء الشبان زياد بوقرة الذي اكد ان صفحة "صب بسبيطارك" التي اطلقها الاطباء الشبان اردنا بها ان يفتح الباب لاصلاح منظومة قطاع الصحة العمومية ولتحسين الخدمات الصحية للمواطن ، مبينا ان هذه الحملة هي لكل من عاش اشياء مروعة وعاينها ليتم نشرها في هذه الصفحة والهدف منها ايقاظ المسؤولين وتحسيسهم بما يحدث في المستشفيات واصلاح المنظومة العمومية .
واشار، الى ان الاطباء لاحظوا تفاعل كبيرا وهو ما يخلق املا جديدا في المستقبل من خلال شكل جديد للحركات الاحتجاجية الراقية بعيدا عن الطرق القديمة المستهلكة وهي طريقة لمعالجة مشاكل قطاع الصحة .
وبين، ايضا ان حادثة الرضع اثارت مسالة هامة في المستشفيات تتعلق بحفظ الصحة والنظافة التي يجب مراعاتها اضافة الى مقاومة الفساد وضمان ظروف عمل جيدة وتوفير الامكانيات لقيام الطبيب بمسؤوليته ، معتبرا ان ظروف العمل هي من اسباب هجرة الاطباء حيث تغيب الامكانيات والظروف المادية والمعنوية اضافة الى ان التقنيات الجديدة في المداواة والتشخيص شبه منعدمة وتغيب خاصة في المستشفيات العمومية مما يجعل الطبيب الطموح يهاجر لتعلم الجديد في الخارج .
واعتبرت، في السياق ذاته ، ان تونس اليوم تعيش علامة فارقة في تاريخ الصحة فهو مفترق طرق فاما ان نعطي الصحة الاولوية والامكانيات ونسترجع الثقة في الاطار الطبي وشبه الطبي والا فان مستقبل الصحة قاتم .
وافادت جريدة (الصباح) في مقال لها ان "الوحدة الوطنية" تعود اليوم لتطرح من جديد من قبل رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي كحل لانقاذ البلاد من الازمة المركبة التي تعيش على وقعها وتعمق وتتشعب بمرور الوقت حيث ان الملفت ان دعوة الرئيس الاخيرة للوحدة الوطنية في خطابه بمناسبة الذكرى 63 للاستقلال تشبه كثيرا في توقيتها وغاياتها دعوة الباجي قايد السبسي الاولى لحكومة وحدة وطنية في 2 جوان 2016 عندما طرح حينها مبادرته في حوار على القناة الوطنية اقرارا منه بفشل حكومة الحبيب الصيد في معالجة الملفات الاقتصادية والاجتماعية والحاجة الى تشكيل حكومة بحزام سياسي اوسع مع تشريك المنظمات الوطنية وتحديدا اتحاد الشغل ومنظمة الاعراف لتجاوز الازمة .
ويرى المحلل واستاذ التاريخ عبد اللطيف الحناشي، بخصوص دعوة رئيس الجمهورية لانقاذ البلاد قبل اشهر قليلة من الانتخابات انها دعوة لوحدة شتات نداء تونس لا للوحدة الوطنية بمفهومها المتعارف عليها وبامثلتها في تاريخ البلاد ابان الازمات الاقتصادية والاجتماعية ، مضيفا انها كانت رسالة ودعوة ضمنية من الباجي قايد السبسي للندائيين تتضح من خلال بعض المفردات المستعملة كلفظ "شاهد العقل" لا تخلو من البعد الذاتي لان رئيس الجمهورية اسس النداء وهو يعمل اليوم على اعادة التماسك والوحدة الى الحزب تمهيدا للانتخابات واسترجاع الية "vote utile" من جديد .
واهتمت جريدة (الصحافة) بمستقبل حركة نداء تونس خاصة وان كثير من المتابعين وصلوا الى قناعة خلال الاسابيع الفارطة شبه مؤكدة ان نداء تونس كمكون سياسي وكهيكل تنظيمي قد انتهى او في اقل الحالات قد دخل مرحلة الموت السريري لكن يبدو ان ما تبقى منه قد انتفض مرة اخرى ويريد ان ينقذ ما يمكن انقاذه قبل الانتخابات وقبل ان ينفض من حوله الجميع .
واضافت، ان البعض ذهب الى حد تصنيفه في خانة القوى المندثرة حديثا من الساحة لكن مستجدات الثماني والاربعين ساعة الفارطة تبدو عكس ما ذهب اليه هؤلاء اذ اكد الدكتور عز الدين التايب منسق جهة تونس للحزب ان النداء ماض في تحضيراته على قدم وساق وان كل الترتيبات اللوجستية والعملياتية للمؤتمر توشك على النهاية وان الندائيين مصرون على عقد مؤتمرهم وانجازه في احسن الظروف.