الٱن

18/01/2020

عناوين واهتمامات الصحف التونسية ليوم السبت 18 جانفي

الدولة قبل الحكومة ..." و"بعد أن كان سببا رئيسيا في سقوط حكومة الجملي ... أي موقع لحزب قلب تونس في حكومة الرئيس؟" و "تزامنا مع ذكرى 18 جانفي 1952 ... لماذا تحول الاحتفاء بالمحطات الوطنية الى مزاد للتوظيف والتجاذبات؟"، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم السبت.

أشارت جريدة (الشروق) في مقالها الافتتاحي، الى أن "كل التونسيين ينتظرون الاعلان عن رئيس الحكومة الجديد حتى أن يوم الاثنين القادم وهو موعد اعلان الرئيس عن الشخصية المكلفة بتشكيل الحكومة لن يكون يوما ليس فقط للاحزاب السياسية والكتل البرلمانية بل أيضا لعموم التونسيين المنشغلين الان بالموجة الجديدة من ارتفاع الاسعار" مبرزة أن "التونسيين يتطلعون اليوم لحكومة جديدة تكون قادرة على انقاذ تونس وايجاد حلول لكل مشاكلها، حكومة لها برنامج واضح وأهداف محددة تلتزم بتحقيقها".

وأضافت أن "الشعب التونسي لا يريد هذه المرة لا نريد حكومة شعارات ووعود كاذبة لا تتحقق بل حكومة تكون ملتزمة بما ستعد به الشعب وبما ستعرضه أمام البرلمان" مرجحة أن "المجلس سيصادق عليها هذه المرة سيصادق بأغلبية مريحة وعالية".

   واعتبرت أنه "اذا حافظنا على الدولة فلن نخشى من سقوط الحكومات ومن تعاقبها الواحدة تلو الاخرى" مشيرة الى أن "كل الحكومات ستنتهي وستتغير وستتعاقب لكن الدولة التي أسسها وبناها أجيال من السياسيين والقادة هي الباقية لتحكمها التقاليد والدستور والقوانين وتكون ذات ارادة قوية ومحايدة وفيها قضاء عادل ومستقل وفيها أمن جمهوري وفيها مؤسسات دستورية تراقب وتعدل وتتدخل حين يسعى البعض تجاوز القانون وتجاوز الصلاحيات"، وفق ما ورد بالصحيفة.

وأثارت، ذات الصحيفة، في مقال بصفحتها الرابعة، استفهاما جوهريا حول موقع حزب قلب تونس في حكومة الرئيس ونقلت عن المحلل السياسي، ماجد البرهومي، قوله انه "لا يمكن تجاهل هذا الحزب في أي معادلة سياسية قادمة لانه الحزب الثاني في البلاد بعد حزب حركة النهضة من حيث عدد النواب في البرلمان".

وأوضح في هذا الخصوص، أنه "منذ تركيز النظام السياسي الجديد الذي أقره دستور 2014 أصبحنا نعتمد على النظام البرلماني الذي يقوم أساسا على توافقات الاحزاب السياسية في تشكيل الحكومات ولا يمكن بأي حال من الاحوال أن تتشكل حكومة في ظل هذا النظام بتجاهل وتجاوز الحزب الثاني الفائز في الانتخابات التشريعية" معتبرا أن "انتخابات 2014 كانت خير دليل على ذلك عندما فاز حزب نداء تونس بالانتخابات التشريعية وفرضت عليه طبيعة هذا النظام السياسي حتمية التوافق مع حركة النهضة الحزب الثاني في البلاد وقتها في تشكيل حكومة ائتلافية بين الحزبين".

وشدد المحلل السياسي، وفق ذات الصحيفة، على "أنه في ظل هذا النظام الانتخابي الهجين يشترط قطعا أن يكون للحزب الثاني في الانتخابات التشريعية مواقع ومراكز متقدمة في تركيبة أي تشكيلة حكومية وبالتالي سيكون لحزب قلب تونس كلمته الفصل فيما يخص تشكيلة حكومة الرئيس القادمة وأي حكومة بدون هذا الحزب سيكون مآلها الفشل" مضيفا أن "حساسية وطبيعة المرحلة ستفرض وجوده بقوة شريطة أن لا تخلق انشقاقات داخله خاصة وأنه أظهر في الاونة الاخيرة في عملية التصويت على حكومة، الحبيب الجملي، انضباطا حزبيا مثاليا وأصبح طرفا سياسيا محوريا وينتظر الشعب التونسي قرارات مؤتمره الوطني مثلما ينتظر قرارات مؤتمر شورى النهضة".

وتساءلت (الصباح) في ورقة خاصة، عن السبب الذي جعل الاحتفاء بالمحطات الوطنية يتحول الى مزاد للتوظيف والتجاذبات وذلك بالتزامن مع ذكرى 18 جانفي 1952 مشيرة الى "أنه مع مرور الوقت ضمن مسار الانتقال الديمقراطي تزداد حدة الصراعات والتخوين والتنكر للتضحيات ولحق الشهداء بالاعتراف كما يحدث في الاونة الاخيرة من سجال تحت قبة البرلمان بين الحزب الدستوري الحر ورئيسته، عبير موسي، وعدد من النواب مع دخول عائلات شهداء الثورة على الخط".

وأضافت أنه اليوم وبمناسبة احياء ذكرى 18 جانفي 1952 وبداية الصراع المسلح ضد الاستعمار يثار سجال شبيه "في ظل التشكيك في خيارات رجالات تلك المرحلة وسيرورة الاحداث حينها ويصل الامر على مواقع التواصل الاجتماعي حد المزايدة في الترحم على شهداء تلك المحطة ومنحهم صفة الاستشهاد من أجل الذود عن الوطن تماما كما يحدث مع شهداء ثورة الحرية والكرامة" مشيرة الى "أنه كثيرا ما أصبح يزج باحياء ذكرى هذه المحطات التاريخية الوطنية في أتون الصراعات الحزبية والسياسية وأحيانا الايديولوجية لتأجيج الاوضاع وللتوظيف في سياق تسجيل النقاط على الخصوم مما أفقد هذه المواعيد رمزيتها وبريقها وحولها الى مزاد للتشكيك والتوظيف".

وخلصت الصحيفة، الى أنه "قد يكون لمسألة تعثر مسار العدالة الانتقالية وتحريف مسارها علاقة مباشرة بتحول هذه المحطات الوطنية الى مجال للتناحر والانقسامات الايديولوجية والسياسية والوطنية وما لم يتم الكشف الكامل عن الحقائق وحفظ الذاكرة الوطنية وتحقيق مصالحة وطنية فعلية سيستمر التوظيف والمزايدات مع كل ذكرى وطنية"، حسب تقدير الصحيفة.

الاكثر قراءة