15/06/2024

سليانة: تجفيف الزعتر ورحيه .. عادة ثابة لمتساكني حمام بياضة الجنوبية خلال عيد الأضحى

وكالة تونس إفريقيا للانباء

تختلط الأجواء خلال فترة الاحتفال بعيد الأضحى أو مايعرف ب"العيد الكبير" بين الدينية والتقليدية، وتتزين موائد الاكل بأطباق اللحوم المختلفة التى تتسم بنكهة فريدة باستعمال بهارات ونباتات غابية، يكاد لا يخلو منها بيت في ولاية سليانة خاصة منها الزعتر والإكليل.

في معتمدية الكريب، من ولاية سليانة، دأبت اغلب العائلات بعمادة حمام بياضة الجنوبية على تجفيف "الزعتر" ورحيه لاستعماله في ما بعد لطهي العديد من الاكلات وخاصة منها اللحوم بمختلف انواعها، وهو ما يجعلها لاتغيب ايام عيد الاضحى، و"الزعتر" عشبة تنمو على شكل مجموعةٍ من الأوراق الصغيرة المحمولة على سيقانٍ رقيقة، وتستعمل بعد تجفيفها كبهارات في مُختلف مجالات الطهي وأنواع الأطباق.

بين أغصان الأشجار الكثيفة التي تغمر هضاب جبل اللشيهب، تسارع احدى ربات البيوت (رفضت الكشف عن اسمها) في جمع كميات من نباتات الزعتر، متحدية صعوبة تضاريس المنطقة لتوفير مستلزمات عائلتها وأقاربها من هذه النبتة بمناسبة عيد الأضحى.

تستوقفك ابتسامتها العريضة ووجهها الطفولي البريء لترابط بين الجبال والأودية لساعات طوال، فتجد نفسك منساقا وراء رغبة ملحة في اكتشاف مراحل تحضير هذه النبتة الغابية.

تستفيق باكرا، قبل بزوغ الشمس، نظرا لارتفاع درجات الحرارة، ثم تتجه إلى أقرب مكان تجد فيه نبتة "الزعتر"، تمشي بخطى ثابتة واثقة في نفسها، تقبع على ركبتيها ثم تنطلق في جمع كميات من النبتة والعرق يتصبب من جبينها غير عابئة بلدغة الزواحف الموجودة بالمكان.

عمر متحدثتنا 45 عاما، وهي ام ل4 أطفال، تعمل بالقطاع الفلاحي ومختصة في إعداد الزعتر، قالت في حديثها لصحفية وكالة تونس إفريقيا للأنباء، أنها اكتسبت معارفها في المجال عن والدتها وحماتها، لافتة إلى أن الكميات التي تعدها، تتقاسمها مع شقيقاتها وأقربائها كما دأبت العادة، قبل حلول عيد الأضحى، ويمكن بيع الكيلوغرام الواحد من الزعتر ب5 دنانير.

في أحد أركان منزلها (حوش الدار)، تنبثق روائح ذكية قوية تغمر أرجاءه، ويعترضك بساط من القماش يعطي المنزل رونقا وجمالا تقليديا، فرشت فوقع نباتات الزعتر، وتركت تحت أشعة الشمس الحارقة حتى تجف تماما ليومين متتاليين أو أكثر

وعن مراحل إعدادها للزعتر، بينت أنها تجمّع أغصان النبتة (تكون طويلة قليلاً وقويّة)، ثم تقص السيقان وتغسل أغصان الزعتر بوضعها تحت الماء البارد لإزالة الغبار والأوساخ العالقة بالأوراق أثناء نموّها، ثم تُجففها جيّداً بوضعها على منشفة نظيفة وجافّة

ويتم بعد الانتهاء من هذه المراحل نزع الأغصان منها لرحيها لاحقا في الطاحونة وحفظها في وعاءٍ محكم الإغلاق في مكانٍ مظلم وجاف وبعيد عن أشعة الشمس، ويمكن ان يبقى الزعتر صالحا للاستهلاك لعدّة سنواتٍ دون ان يتغير طعمه، وتعتبر أصعب مرحلة هي عملية الجمع، نظرا لصعوبة التضاريس (منطقة جبلية وعرة).

يشار الى ان من مزايا "الزعتر" بالاضافة الى نكهة طعمه، مساهمته فى تحسين عملية الهضم والمساعدة على خسارة الوزن وتخفيف التوتر وتقوية المناعة، وفق مصادر طبية.

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة