خلال تكريمهم من قبل نقابة الصحافيين: صحافيون مشاركون في أسطول الصمود يدلون بشهاداتهم
نظمت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين بعد ظهر اليوم الإربعاء لقاءا كرمت فيه الصحافيين التونسيين المشاركين في أسطول الصمود المغاربي والعالمي لكسر الحصار عن غزة ومثل مناسبة لعرض تجربة المشاركين خلال رحلة الأسطول منذ الإبحار الى حد الإعتقال من قبل القوات الإسرائيلية والاحتجاز والعودة الى أرض الوطن.
وقالت الصحفية ألفة لملوم في كلمتها أن المشاركة ضمن أسطول الصمود العالمي كانت "مهمة في إطار حراك عالمي غير مسبوق ولايزال متواصلا حتى تحقيق الإنتصار" وقد كان هناك "صمود حقيقي في وجه الإجرام الشديد" المعروف عن قوات الإحتلال.
وقد بدأت رحلة ألفة لملوم في سفينة المراقبة والإسناد "جوني آم" انطلقت من مالطا ثم تنقلت عبر ثلاث سفن خلال رحلتها وقررت دخول الأسطول التضامني الفعلي المكون من مناضلين ونشطاء بعد قطع قرابة ثلث المسافة وعاشت بدء الهجوم الإسرائيلي على الأسطول في الليلة الفاصلة بين يومي 1 و2 أكتوبر بداية من الساعة الثامنة والنصف مساء عندما بدأت الزوارق الإسرائيلية تحوم حول السفن وتسلط عليها الضوء الكاشف وتضخ فيها مياه البحر تمهيدا لصعود حوالي 20 جنديا ملثما على متن سفينتها.
وبعد اصطحاب السفينة الى ميناء أشدود الإسرائيلي وضع المحتجزون على ركبهم تحت شمس حارة مددا تراوحت بين ساعتين وخمسة ساعات تم خلالها تفتيشهم وأخذ البصمات والتحقيق معهم واتهامهم ب"اختراق مجال حربي وحدود دولة إسرائيل عنوة".
وكان لحضور محامين من منظمة "عدالة" العاملة في فلسطين المحتلة "سندا حقيقيا أمام محاولات التنكيل والترهيب الإسرائيلية" حسب قولها.
وأضافت القول "ضربوا النساء والرجال ونقلنا في سيارات مثل الأقفاص طيلة ثلاث ساعات الى أن وصلنا الى المعتقل في الصحراء (النقب) وهو من أكبر المعتقلات الإسرائيلية اذ يتسع لآلاف المعتقلين ويوصف بجهنم وهو معروف بدوره في قمع الإنتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية وتم غلقه وإعادة فتحه وهناك تم وضع المحتجزين في أقفاص جمعت نشطاء ومناضلين وبرلمانيين وصحافيين وقد شهد العالم 512 تحركا للدفاع عن المحتجزين".
وروت الصحافية كيفية تعامل الإسرائيليين مع الموقوفين في الزنزانات باقتحامها ثلاث مرات في الليلة بعدد كبير من الجنود المدججين بالسلاح والكلاب والأضواء الكاشفة لعد السجناء المجمعين بمعدل 15 شخصا في زنزانة كانوا جميعا يواجهون القوات المهاجمة برفع الشعارات والشتم والمطالبة بالماء والأدوية.
وقدم الصحفي لطفي حاجي تجربته وقال إن مهمته "كانت مزدوجة حيث انه شارك في إطار التضامن مع الفلسطينيين والقيام بعمل مهني خلال رحلة الأسطول" فكان يساوره "الخوف كل ليلة أن يكون أول المستهدفين من قبل القوات الإسرائيلية المتدخلة" مثلما يحصل للصحافيين العاملين في قطاع غزة والصحافيين العاملين في تغطية الحروب.
وتحدث عن الشعور بالخوف وهو يجري المقابلات الصحفية على متن سفينته لكن هذا الخوف لم يمنعه في كل مرة من الإنطلاق في عمل جديد مؤكدا أن الشعور بالخوف والعزم لم يكن يقتصر على الصحفيين العرب بل يشمل الصحافيين الأجانب ضمن الأسطول.
وأضاف أن تجربته كباحث في موضوع السجون لفائدة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان سابقا مكنته من مساعدة المشاركين الآخرين في مواجهة "أبرع بوليس في الترهيب النفسي وهو البوليس الإسرائيلي" خلال الإحتجاز مشيدا بصمود الصحافيين الفلسطينيين رغم معاناتهم أمام آلة القتل الإسرائيلية.
ومن ناحيته قال الصحفي وعضو مكتب النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين ياسين القايدي وممثلها في الأسطول المغاربي والعالمي أن الإتصالات اليومية من الصحافيين التونسيين بأعضاء الأسطول لمعرفة آخر الأخبار والتطورات شجعت على مواصلة الرحلة ومنحت الإطمئنان رغم الخطر المحدق.
وتحدث عن اتفاق أعضاء الأسطول المغاربي على الدخول في إضراب عن الطعام بمجرد صعود الجنود الإسرائيليين على متن السفن المقلة لهم والتمسك بالإضراب رغم تعمد القوات الإسرائيلية منع الماء والسكر عنهم لتعطيل إضرابهم وعن التضامن بين المشاركين في مواجهة أعمال العنف الرامية للإذلال ولاسيما ضد المشاركين المغاربيين ومنهم بالخصوص الجزائري مروان بوقطاية المطلوب بصفة إرهابي من قبل سلطات الإحتلال الإسرائيلي.
وأشاد ياسين القايدي بوصول سفينة "ميكانو" المشاركة في الأسطول الى المياه الإقليمية لغزة بينما لم تتمكن بقية السفن من بلوغها وتم تحويل وجهتها الى ميناء أشدود.
وتحدث الصحفي أنيس العباسي باقتضاب عن تجربته مشيدا بالتضامن الذي ساد رحلة الأسطول سواء بين المشاركين على متن السفن أو بين المتبقين على الأرض للرعاية والتنسيق ورعاية عائلات المشاركين في تونس.
وتحدث طالب معهد الصحافة وعلوم الأخبار المنتسب الى نقابة الصحافيين مازن عبداللاوي البالغ من العمر 26 سنة عن "سوء المعاملة" التي خصت بها قوات الإحتلال المشاركين والقياديين ذوي الأصول العربية والمغاربية في الأسطول ومنهم شخصين موصوفين بالإرهاب من قبل هذه السلطات هما مروان بوقطاية من الجزائر ووائل نوار من تونس واستنطاقهم من قبل القوات الإسرائيلية لمعرفة تفاصيل الرحلة.
وأضاف أن المشاركين تعرضوا الى "كثير من العنف" وخاصة التونسيين الذين جمعوا من الزنزانة بسجون المعتقل بالنقب موجها الشكر لطلبة معهد الصحافة لتحركاتهم الداعمة للأسطول والمطالبة بالإفراج عن الموقوفين من أعضائه.
ومن ناحيته تحدث خليل الكلاعي المراسل الصحفي الذي قطع رحلته في ميناء بورتو باولا بجنوب إيطاليا عن "نجاح التجربة المزدوجة النضالية والصحفية" للمشاركين ولاسيما التونسيين رغم الصعوبات التي بدأت قبل الانطلاق من السواحل التونسية مضيفا أن هذه "التجربة غير المسبوقة لصحفي في ظل المخاطر التي بلغت مستوى متقدما جدا تعادل العمل في ظل الحروب وتحقيق التوازن بين الفعل النضالي والعمل المهني".
وقال مراد الدلنسي الذي قطع رحلته في صقلية لأسباب تقنية تتعلق بالسفينة وعاد الى تونس جوا من إيطاليا "إن رحلة الأسطول تعطلت عديد المرات قبل انطلاقها من تونس وكانت تجربة انتظار قبل كل شيء وكان الإنطلاق يوم 16 سبتمبر بعد البحث عن قبطان مناسب للسفينة وتوفيره بعد تردد ومع ذلك تعرضت سفينته الى عطل في بحر مائج ومهدد بالعاصفة مما جعل ربانها يعود الى بورتو باولا بصقلية واتخذ قرار وقف الرحلة هناك مشيرا الى أن عدم جاهزية بعض السفن والتعطل الفني جعل العديد من التونسيين يتخلون عن الرحلة بالعودة أو الانسحاب قبل الإنطلاق من تونس.
وتحدث الصحفي أيمن البحيري عن عودته من اليونان بعد 17 يوما من انطلاق الأسطول من تونس مركزا على "المعاملة الأمنية السيئة" التي عامله بها الأمن اليوناني كشخص اجتاز الحدود بصورة غير قانونية ونقله على متن سفينة حربية يونانية الى التراب اليوناني ثم إلى المستشفى لإجراء فحوصات بعد تعكر حالته الصحية بسبب الإرهاق ورفض السلطات المطلق لعودته الى الأسطول لمواصلة الطريق نحو غزة.
وقد عاد التونسيون المشاركون في أسطول الصمود والمحتجزون من قبل القوات الإسرائيلية على ثلاث دفعات الى تونس تتكون من 10 أشخاص يوم 5 أكتوبر و 15 شخصا يوم 8 أكتوبر وشخصا واحدا كان ضمن أسطول الحرية يوم 13 أكتوبر.