حمام عين بياضة بالكريب: منبع استشفائي طبيعي و منافع علاجية هامة

"أرابط في الطريق المؤدي من تل الغزلان بنبر من ولاية جندوبة لبلوغ عين حمام بياضة من أجل الاستحمام فيها ونيل فرصة العلاج من مياهها الدافئة"، هكذا أفصح الشيخ السبعيني حسين الجوادي عن دوافع مجيئه لعين حمام بياضة.

أضاف الجوادي وهو بصدد تجفيف شعره من المياه "تحتوي مياه عين حمام بياضة على منافع علاجية هامة، فهي توفر الشفاء لجميع الأمراض الجلدية"، مشيرا، الى أنه يزور بمعدل مرة في الأسبوع المنبع الطبيعي منذ أن كان عمره 20 سنة بصفة منتظمة حتى يومنا هذا.

يتشارك مرتادو الحمام في السباحة في المنبع الطبيعي المتدفقة مياهه الحارة على ربوة شمال منطقة عين بياضة ، وفق ما أبرزه محمد العبيدي الذي عمل قبل 3 سنوات حارسا للعين، مشيرا، الى أنه يتم تقسيم الوقت في الاستحمام حيث يخصص وقت صباحي للرجال في حين تزورها النسوة عند مساء كل يوم .

تنتشر في محيط العين فضلات مواد الاستحمام وهو أمر مستجد، حسب الحارس السابق، مشيرا، الى أن انعدام التنظيف لمحيط عين بياضة خلف أوساخا يتركها المستحمون رغم خلو المياه المتدفقة في حوض العين من التلوث".

تنساب المياه متدفقة وتحتوي معدلات نسبة ملوحة مياه البحر، وفق ما تؤكده آخر الدراسات المنجزة حول عين بياضة، مشيرة، الى أن عدد المسافرين ممن يعبرون هذه المنطقة يناهز 5 آلاف مسافر.

وتستقبل العين الواقعة بالكريب على بعد 7 كلم من الكاف و 22 كم عن بوسالم ( جندوبة) سنويا زوارا من مختلف جهات البلاد وعددا من الزوار من الجزائر للاستشفاء بمياهها المعدنية، وفق ما أكده حارسها السابق، لافتا، الى أن العين تنبع من بحيرة باطنية في جوف الأرض.

حوض المنبع يستوعب حاليا 5 مستحمين فقط، لكن دراسة كشفت، أن نسبة تدفق المياه عالية و تتراوح بين 3 و5 لترات في الدقيقة الواحدة، فضلا عن أن منبعها الطبيعي يوفر فرصا استثمارية لتركيز سياحة استشفائية تنهض بالمنطقة.

يعبر من منطقة عين بياضة سنويا ما يزيد عن ال5 آلاف زائر، تضيف الدراسة، مبرزة، أنه يمكن احداث مسلك سياحي يربط بين عين بياضة بموقع ميستي الأثري المتواجد في مدخل مدينة الكريب.

ويمتد موقع ميستي، على مساحة تناهز 30 هكتارا وستنطلق فيه قريبا حفريات جديدة من طرف فريق مكون من باحثين سيفدون من بولونيا لاتمام حفريات حوله، وتتوزع به قطع من لوحات الفسيفساء النادرة.

ويوجد بذات الموقع، الحصن البيزنطي الذي كان يجمع أكبر حشد للجيوش الرومانية في منطقة الكريب التي تتوسط توزع الجيوش في تلك الحقبة حسبما رجح باحثون، كما يتكون الجزء غير المغمور من الموقع من معبد بلوتون فضلا عن صخور رخامية خلدت أسماء لرموز وأبطال رومان.

تتدفق المياه من عين بياضة لتنساب في الأراضي الزراعية المحاذية لها محدثة ملوحة، تدفع الفلاحين الى محاولة تغيير مجراها الى الطريق دون أن يتم استغلالها، وتوصد أبواب موقع ميستي الأثري أمام الزائرين"، مفارقة تعيد الى الأذهان غزارة الفرص وثراء مكامن التنمية وقصور السياسات عن استثمارها.