تونس: تتجاوز عتبة 11 مليون سائح

أشرف وزير السياحة، السيد سفيان تقية، يوم الاثنين 22 ديسمبر 2025، على الإعلان الرسمي عن انطلاق إعداد برنامج «تونس عاصمة للسياحة العربية 2027»، بالمسرح البلدي بإلى جانب تقديم العرض الخاص للفيلم الترويجي الموجّه لدعم السياحة الداخلية وذلك بحضور السيد عماد بوخريص والي تونس والكاتب العام المكلف بتسيير بلدية تونس، السيد لطفى الدشراوي السيد المهندس عبد الرحيم سليمـــان المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية وعدد من أعضاء مجلس نواب الشعب والمجلس الوطني للجهات والأقاليم، وممثلي الوزارات والمؤسسات العمومية و ورؤساء وممثلي الجامعات المهنية، وعدد من المديرين العاميين للمؤسسات الاعلامية الوطنية والخاصة، والمديرين العامين بوزارة السياحة والمؤسسات تحت الاشراف وممثلي وسائل الإعلام، وثلة من الفنانين، وصانعي المحتوى، والمؤثريين.

وشكّل اللقاء مناسبة لعرض فيلم ترويجي من إعداد الديوان الوطني التونسي للسياحة، بمشاركة فنانين من مختلف ولايات الجمهورية، يبرز ثراء المقومات الطبيعية والثقافية والتاريخية لتونس، ويعكس رؤية حديثة تجعل من السياحة الداخلية خيارًا استراتيجيًا وأسلوب حياة يعزّز الانتماء ويشجّع المواطن على اكتشاف بلاده.

وأكد وزير السياحة، خلال كلمته، أن عدد السياح تجاوز لأول مرة عتبة 11 مليون سائح، وهو ما يعكس نجاعة التوجهات المعتمدة، خاصة في ما يتعلق بتحسين جودة الخدمات، ودفع الرقمنة، وتنويع المنتوج السياحي، وتعزيز الاستثمارات النوعية، مبرزًا أن هذه المؤشرات لا تُقاس ببعدها الكمي فقط، بل بقيمتها النوعية وانعكاسها على تنافسية الوجهة التونسية في التصنيفات الدولية.

كما شدّد الوزير على أهمية مواصلة الاستثمار في جودة الخدمات، والعناية بالبيئة، وتطوير التنشيط السياحي، واعتماد مقاربات مبتكرة تُبرز المخزون الثقافي والعادات والتقاليد التونسية بصورة راقية وجاذبة، مع التأكيد على أن إدماج الذكاء الاصطناعي في القطاع السياحي يُعد خيارًا استراتيجيًا لتحسين التخطيط وجودة الخدمات، دون المساس بمواطن الشغل.

وفي ما يتعلّق بالاستثمار، أبرز وزير السياحة أن تونس نجحت، بفضل استقرارها الأمني والسياسي ومناخها الجاذب، في استقطاب استثمارات نوعية جديدة، خاصة مع إقبال علامات سياحية عالمية على الانتصاب بتونس، مما عزّز الثقة في الوجهة ودعم السياحة الراقية والرفيعة وفق المعايير الدولية.

وأكد الوزير أن الالتزام بالسياحة الداخلية خيار استراتيجي ثابت، لما لها من دور اقتصادي واجتماعي، باعتبارها حقًا لكل مواطن تونسي، مشددًا في الآن ذاته على المسؤولية الجماعية في دعم البرنامج الوطني للنظافة والمحافظة على البيئة وجمالية المدن، لما لذلك من أثر مباشر على صورة الوجهة التونسية.

وفي إطار الإعلان عن انطلاق برنامج «تونس عاصمة السياحة العربية 2027»، أكد وزير السياحة أن هذا التتويج ليس احتفاءً رمزيًا، بل مشروع وطني جامع، يُبنى على مقاربة تشاركية واسعة، ويهدف إلى تقديم العاصمة تونس كوجهة عربية متكاملة، نابضة بالحياة، تجمع بين عمق التاريخ وحداثة الرؤية.

كما أبرز أن العاصمة تونس شهدت خلال الفترة الأخيرة ديناميكية متواصلة على مستوى الاستثمار السياحي، وتحسين البنية التحتية، وتثمين المعالم التاريخية، إلى جانب حركية ثقافية وفنية جعلت منها قطبًا سياحيًا بارزًا على الصعيدين العربي والدولي.

وأكد السيد سفيان تقية على أن إنجاح هذا البرنامج يقتضي مواكبة إعلامية واتصالية فاعلة، بالنظر إلى الدور المحوري للإعلام في صناعة الصورة والتعريف بالوجهات السياحية وتعزيز إشعاعها.

وختم بالقول "إنّ تونس، بإرادة أبنائها وتضافر جهود كلّ المتدخلين، ستحوّل هذا التتويج إلى تجربة حيّة وقصة نجاح تُروى من تونس إلى كلّ العواصم العربية وإلى العالم."