07/10/2018

"تراكن المدينة تراكنا تراكن فن" تظاهرة ثقافية تجوب أحياء وساحات مدينة مدنين

"تراكن المدينة تراكنّا تراكن فن" عنوان تظاهرة ثقافية تعود للسنة الثانية إلى مدينة مدنين لتجوب أحياءها في بحث متواصل عن تحريك لمكامن الحس الثقافي للخلق والإبداع الذي تعج به أحياء مدنين ولإرساء فعل ثقافي خلاق يخرج من الفضاءات المغلقة ومن مراسم المهرجانات ليتسع نحو الفضاء المفتوح والأحياء الشعبية والشوارع والساحات من خلال توظيف فن الشارع من مسرح وموسيقى ورقص وسينما الحائط التي كانت منذ ثلاثين سنة مضت من التقاليد الثقافية بمدينة مدنين وفق خالد اللملومي المدير الفي للمشروع.

انطلاق مشروع "تراكن المدينة" مساء السبت بحي الشرايحة ليس صدفة وإنما لرمزية المكان بساحة تحمل جدارية كبيرة زينتها صور شباب من الحي راحوا ضحايا عملية هجرة غير شرعية مؤخرا اهتز لها كامل الحي وبكى الضحايا كل سكانه لذلك اختار هذا المشروع حي الشرايحة فمن أبرز أهداف المشروع التأسيس لثقافة تلتزم بالقضايا الراهنة وتحارب الاٍرهاب والتهريب والهجرة غير الشرعية من خلال غرس روح الأمل لدى الشباب وإعطائه فسحة للتعبير عن هواجسه وتفجير طاقات إبداعية كامنة لديه وفق خالد اللملومي.

ولعل اختيار اسم هذا المشروع الثقافي جاء لهذا الغرض، إذ يرمي إلى الغوص في أركان الأحياء وإزاحة الغبار عنها وتطهيرها مما علق بها من أفكار سلبية مثلما يعرف باللغة العامية بـ"تراكن" (أي زوايا أو أماكن منزوية) لجلسات الانحراف و"تراكن" القمامة لتعمل التظاهرة على إضاءة شمعة بها وتأسيس فعل ثقافي وفني بها فتصبح بكل حي وحومة نواة صلبة تحرك السواكن وتدفع نحو الأمل والبناء والتعبير وحتى الاحتجاج بشكل فني وإبداعي وتبني مواطنة وحرية مسؤولة ومجتمع فاعل وفق المصدر ذاته.

مشروع "تراكن المدينة" الذي ينظمه مخبر الفن بمدنين بالشراكة مع جمعية نشطاء في إطار البرنامج الوطني "مدن الفنون" حطّ مساء السبت بحي الشرايحة وانطلق بفقرات متنوعة تضمنت عرضا فلكلوريا الى جانب عرض مسرح الحوار لمجموعة "مخبر الفن" وعرض مسرح الشارع لمجموعة "فنانة" ثم عرض إحياء "سينما الحائط" من خلال عرض فيلم "حليمة المرأة الكرارطية" التي تحدت بمهنتها الرجالية نواميس المجتمع.

وسيجوب مشروع تراكن المدينة أحياء أخرى وساحات وشوارع بمدينة مدنين طيلة شهر أكتوبر بفقرات مختلفة هي "حس التراكن" و"كلام التراكن" و"مسرح الحوار" و"سينما الحائط" و"مسرح العرائس" يكون فيها المواطن لا مجرد مستهلك متفرج وإنما يشارك كمنتج مبدع.

جدير بالذكر أنه رغم انطلاق مشروع تراكن المدينة في شكل مهرجان محدد زمنيا في السنة الماضية فإنه أعطى نتائج إيجابية وحقق جانبا من أهدافه فأثمر "مسرح الأحياء" و"مهرجان الحياة جميلة" ونجح في اكتشاف طاقات شابة أسهمت في إثراء الفعل الثقافي.

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة