بنزرت: يوم علمي حول أنشطة حماية البيئة بأرخبيل جالطة
نظّمت الجمعية المتوسطية للأنشطة البيئية، بالتنسيق والشراكة مع الوكالة الوطنية لحماية وتهيئة الشريط الساحلي ،وبدعم من الصندوق المتوسطي المختص في دعم التصرف المستدام في المحميات البحرية بالبحر الابيض المتوسط ، اليوم الخميس، بمدينة بنزرت، يوما علميّا حول أنشطة حماية البيئة بارخبيل جالطة، وذلك بحضور ممثلي عدد من الهياكل الرسمية المركزية والجهوية والنسيج العلمي والبحثي والمنظماتي والجمعياتي المهتم.
وافاد المدير العام لوكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي، مهدي بن الحاج، في تصريح لصحفي وكالة تونس إفريقيا للأنباء، أنّ العمل جار على استصدار الأوامر القانونية الخاصة بإحداث المحميات في اقرب الاجال، وذلك بالتوازي مع العمل التشاركي الذي تحرص الوكالة على تنفيذه مع مختلف المكونات الحكومية والمجتمعية الهادفة من أجل الحفاظ على مختلف المنظومات البيئية البحرية والترابية والمحميات ومنها أرخبيل جالطة بجميع مكوناته.
وأضاف ان لتونس موقع ريادي بين دول المتوسط في المجال، ما أهّلها للحصول على تمويلات جديدة من الصندوق المتوسطي المختص في دعم التصرف المستدام في المحميات البحرية بالبحر الابيض المتوسط، وهي محميات جالطة وزمبرة وقرقنة والكنائس والجديدة رأس الرمل بجزيرة جربة، والعمل متواصل لتثمين أرخبيل جالطة على غرار بقية المحميات.
من جهته، ثمّن والي بنزرت سالم بن يعقوب، في مفتتح أشغال اليوم العلمي، الدور الهام الذي تقوم به جمعية المتوسطية للأنشطة البيئية في التربية البيئية والتوعية وحماية البيئة والتنوع البيولوجي من خلال التجارب النموذجية التي تنجزها وكذلك العلمية التقنية، ومساهمتها مع جميع الأطراف ذات العلاقة في المحافظة على المخزون الطبيعي الوطني.
وشدّد على ضرورة التأسيس لعلاقات تشاركية مثمرة بين المكونات الرسمية والنسيج المنظماتي والجمعياتي ذات الإشعاع الطيب من أجل إنجاح العمل البيئي الناجع ،كماهو الشأن بالنسبة للجمعية المتوسطية للأنشطة البيئية وما أنجزته من عمل مثمر مع شركائها خلال السنوات الخمس الاخيرة في حماية البيئة والتنوع البيولوجي بأرخبيل جالطة.
وأكّد على قيمة الأرخبيل كمحمية طبيعية بحرية وبرية ثابتة، من خلال ما تتميز به من طبيعة فريدة من نوعها تحتوي على تنوع بيولوجي خاص، وباعتبارها موطنا لأنواع نادرة من الطيور والحيوانات البحرية والنباتات، بالاضافة الى موقعها في شمال البحر الابيض المتوسط والذي جعلها محطة مهمة للبحث العلمي في علوم البيئة والبحار دون أن ننسى قيمتها التاريخية الثابتة.
وأشار إلى أهميّة المسؤولية الجماعية في العمل على حسن استغلال هذا الموقع البيولوجي في السياحة البيئية الايكولوجية، مع المحافظة على هذا الموقع النادر، وحسن تثمينه، وتوظيفه علميا من أجل بيئة سليمة.
من جانبه، استعرض رئيس الجمعية المتوسطية للأنشطة البيئية ناجي بن عيسى، حصيلة خمس سنوات من التدخلات الميدانية والعلمية والبحثية المشتركة للجمعية بأرخبيل جالطة، ومنها تركيز حاميات الصواعق لتلافي تكرار الحريق الذي جدّ بالمكان سنة 2021، فضلا عن التدخلات البيئية في مجال رفع وإزالة البلاستيك من الارخبيل، وفتح المسالك بإزالة الأعشاب الطفيلية، علاوة على المنجز من برامج في مجال حماية الطيور وتتبعها وأيضا الأعشاب البحرية بأنواعها، وإنجاز خرائط موقعية تمكن من متابعتها علميا.
وتضمّنت فعاليات اليوم الإعلامي متابعات ونقاشات مستفيضة حول كيفية استدامة المنجز من برامج وأشغال بالارخبيل وسبل تثمينها، فضلا عن تقديم عدد من المداخلات حول البرامج الجمعياتية المنجزة بالارخبيبل، وكيفية تفعيل مبدأ التشاركية الحكومية والجمعياتية لضمان المحافظة على التنوع البيولوجي للارخبيبل وحسن توظيفه، علاوة على استعراض عدد من التجارب المجتمعية في كيفية حسن التصرف والحفاظ على المنظومات البيئية بمحميات الكنائس وقرقنة ورأس الرمل.

















