17/10/2024

بمناسبة شهر أكتوبر الوردي: مركز الكريديف يسلّط الضوء على الصحة الجسدية والنفسية للمصابات بسرطان الثدي

نظم مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة "الكريديف"، صباح اليوم الخميس، وبمناسبة شهر "أكتوبر الوردي" للتوعية حول سرطان الثدي، تظاهرة تحسيسية وتوعوية حول مرض سرطان الثدي الذي يحتل المرتبة الاولى في الأمراض السرطانية التي تُصيب النساء التونسيات.

وشهدت هذه التظاهرة التي انتظمت تحت عنوان "الكريديف بالوردي في أكتوبر الوردي"، مشاركة ثلة من الأخصائيات في الأورام الخبيثة والمعالجة النفسانية وحضور عدد من الناجيات من سرطان الثدي.

وأوضحت المديرة العامة "للكريديف" ثريا بالكاهية، أن الهدف من هذه التظاهرة تسليط الضوء على الصحة الجسدية والنفسية للنساء، مشيرة إلى أهمية تعاضد جهود الحكومة والمجتمع المدني من أجل التوعوية بهذا المرض والتقصي المبكر لسرطان الثدي.

وقدمت الأستاذة الجامعية في علم الأورام الخبيثة ومداواة السرطان بمعهد صالح عزيز بتونس، نسرين شريط خياطي، في مداخلتها، معلومات عن مرض سرطان الثدي وأعراضه والأدوية العلاجية المتوفرة وأهمية التقصي المبكر لمكافحة هذا المرض وزيادة نسبة الشفاء.

وبينت أن هناك أدوية حديثة أثبتت فاعليتها، من بينها "الدواء الموجّه" الذي يعتبر أكثر فاعلية من العلاج الكيميائي ويستهدف خلايا معينة من سرطان الثدي ليقضي عليها دون غيرها من الخلايا الأخرى (خلايا نمو الشعر والأظافر..)، بالإضافة إلى الدواء المناعي الذي يُقدم في حالات معينة، بعد إجراء عدد من التحاليل الجينية.

وأوضحت أن سرطان الثدي يظهر عندما تشهد خلية طبيعية نموا غير طبيعي يحدث تغيرا وخللا في عملها ويؤدي الى نمو الخلايا المكونة لأنسجة الثدي بطريقة "غير مشروطة" فتصبح خلايا سرطانية خبيثة تمنع جهاز المناعة من مهاجمتها. وتتمثل عوامل الإصابة بهذا المرض في العوامل الجينية والتغيرات المناخية ونمط عيش الفرد والنظام الغذائي والتدخين واستهلاك الكحول.

وبينت أن عملية تقصي سرطان الثدي يجب أن تحصل قبل 10 سنوات من عمر 50 سنة، ويمكن للفئات العمرية 25 فما فوق القيام بالتقصي في حالة وجود تاريخ مرضي للإصابة بسرطان الثدي وسرطان البويضات صلب العائلة.

ويمكن التثبت من إمكانية الإصابة بسرطان الثدي بداية من سن 25 من خلال تحاليل جينية ترصد جينات معينة، طفرة (BRCA) التي من الممكن أن تتسبب في نمو الخلايا السرطانية.

وبالنسبة للعلاجات في الحالات المبكرة اعتبرت الأخصائية، العلاج الكميائي أهم علاج، قبل إجراء العملية الجراحية لإستئصال المرض في منطقة من الثدي. أما في حالات تقدم مراحل المرض فالحل الوحيد يتمثل في استئصال الثدي خاصة عندما ينتشر السرطان في العديد من المناطق في الثدي.

وقالت إن هناك وعي متزايد في صفوف التونسيات بأهمية التقصي المبكر لسرطان الثدي، ورغبة في مزيد التعرف على هذا المرض وطرح الأسئلة حوله، لاسيما مع توفر المعلومات على الانترنت وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي.

من جهتها، أكدت الأخصائية والمعالجة نفسانية بجامعة منوبة وأمينة مال الجمعية التونسية لعلم النفس، خلود الزاير، في مداخلتها بعنوان "سرطان الثدي والانوثة: ماذا عن نفسية المرأة"، وجود دراسات تثبت أن عملية الشفاء مرتبطة بما يسمى "التنفيس الإنفعالي".

ويتمثل "التنفيس الانفعالي" في محاولة النساء المصابات الخروج من المشاعر السلبية والصعوبات النفسية خلال فترة المرض أو ما بعد المرض، من خلال مشاركة تجاربهن الخاصة مع المرض مع نساء ناجيات من سرطان الثدي وعشن نفس التجربة أو الالتجاء إلى الأخصائيين النفسانيين او ممارسة الرياضة والاستماع الموسيقى العلاجية التي أثبتت نجاعتها في دعم المرضى، وفق الأخصائية.

وقالت إن المرأة عندما تتلقى العلاج الكيميائي الذي يتسبب بالخصوص في تساقط الشعر، تشعر في البداية بالحزن على فقدان أنوثتها التي ترتبط حسب المعايير الجمالية والموروث المتعلق بجسد المرأة بالشعر الطويل والثدي البارز، فتعيش حدادا على صورة جسدها على أربع مراحل وهي الإنكار، والغضب، ثم الحزن فالتأقلم والعودة إلى الحياة العادية.

وتم خلال هذه التظاهرة عرض فيديوهات توعوية حول سرطان الثدي وشهادات لنساء ناجيات من هذا المرض، تحدثن عن تجاربهن في محاولة لمساندة كل مصابة بصدد محاربة هذا المرض، وتشجيعها على المقاومة. وأكدت بعض المتدخلات أن الانوثة مصطلح متغير ولا يقتصر على الجسد فقط بل هو أوسع من ذلك.

                   

الاكثر قراءة