17/03/2022

بعد التقلّص الكبير في كمّيات الاسفنج الصيّادون في جرجيس يطالبون برخص صيد ساحلي ضمانا لمورد رزقهم

ينتظر صيّادو الاسفنج في جرجيس تجاوب وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري إيجابيا مع مطالبهم بالحصول على رخص صيد ساحلي بعد توقف نشاطهم الاساسي في صيد الاسفنج أوما يعرف لدى البحّارة ب"النشّاف" والتراجع الكبير والملحوظ في محاصيل موسم صيده منذ السنة المنقضية نتيجة مرض فطري والتلوّث المسكوت عنه الذي يهدّد باندثاره، وفق تاكيد رئيس جمعية البحّار التنموية، شمس الدين بوراسين في تصريحه لوكالة تونس إفريقيا للأنباء.

وأضاف أنّه تمّ تقديم المطالب منذ اكثر من خمسة اشهر، وعرض مشاكل هذا الاختصاص من الصيد على الوزارة، دون الحصول على أيّ ردّ ايجابي او تفاعل ينتشلهم من الوضع الاجتماعي الصعب ومن تبعات العمل غير القانوني ، التي تجعلهم محرومين من منح الوقود المدعّم، ومتكبّدين مصاريف مجحفة للتزود بالوقود ومخاطر الغطس العميق التي انتهت بحوادث قاتلة.

وأرجع بوراسين ، اسباب تراجع منتوج الاسفنج الى التغييرات المناخية واصابته المتكررة بمرض فطري ناتج اساسا عن تلوّث الشريط الساحلي وخاصة خليج قابس بالمواد الكيميائية ومختلف الملوّثات.

واكد ان صيادي الاسفنج عاشوا اندثار الاسفنج سنوات 1994 و1995 ، و2000 ، ليتكرّر الامر في 2021 ، وسط غياب متواصل للمعلومات من المعهد الوطني لعلوم البحاروالمصالح المعنية حول اسباب المرض الفطري الذي قضى على الاسفنج.

وقد اطلقوا منذ انتشار المرض الفطري، صيحات فزع للمطالبة بتفعيل دور البحث العلمي لتشخيص أمراض الاسفنج، وإنقاذ هذا الاختصاص المطلوب في اليونان وفرنسا وايطاليا والولايات المتحدة ألامريكية، والذي يوجّه كامل منتوجه للتصدير بالعملة الصعبة.

وقد تراجع موسم صيد الاسفنج بنسبة 90 بالمائة في2021 وانخفضت الكميات على طول سواحل ولاية مدنين من سنة إلى أخرى بشكل كبير بعد استفحال المرض الفطري ، ولم تتجاوز الكمّية من الاسفنج التجاري التي وقع جمعها 300 كلغ في السنة المنقضية ، بعد أن بلغت في موسم 2020 ثلاثة أطنان، وفق تاكيد رئيس قسم الصيد البحري وتربية الاسماك بالمندوبية الجهوية للفلاحة في بمدنين علي شيخ السبوعي في تصريحه لوكالة تونس إفريقيا للأنباء.

وتأثّر أيضا أسطول صيد الاسفنج حيث تراجع من 47 مركبا الى 13 مركبا فقط في 2021، واصبح من تمسّكوا بصيده ، يغامرون بصيده رغم المخاطر في مناطق بعيدة عميقة قرب مالطا ولمبدوزا الايطالية، ويلتجؤون الى صيد انواع اخرى اقل جودة وطلب على غرار "اذن الفيل" و"المادابا" والتي تواجه صعوبة الترويج بسبب غياب المنافسة، والاقتصار على تاجر فقط ذو طاقة للشراء والتصدير.

وفي الوقت الذي ارتفع سعر الكلغ الواحد منه الى 650 دينارا ، وبات موردا هاما للعملة الصعبة ، ماتزال الحلول غائبة لإنقاذ اسفنج جرجيس التي تعدّ الاولى في انتاجه ،بتشخيص مرضه ، وتحديد سبل التوقي منه ، خاصة انه لايعرف عنه إلى حدّ الآن ، سوى انه يصيب هيكل الاسفنح ليتفتّت بمجرد لمسه.

المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بمدنين عمّار الجامعي أكّد لـ(وات) عدم وجود التشخيص القاطع للتراجع الكبير للانتاج وخاصة في السنتين الاخيرتين، لكن الظاهر هو وجود فطريات أثّرت على المنتوج وأدّت الى نقصه، وانتهت ببقاء وحدة صناعية مختصة في معالجة الاسفنج قيد النشاط فقط، من جملة ثلاث وحدات في المنطقة.

واعتبر ان عملية التشخيص تتجاوز المندوبية ويتكفّل بها المعهد الوطني للعلوم والتكنولوجيا في العاصمة والذي يقوم ببحوث في الغرض لم تجهز نتائجها النهائية إلى حدّ الان، وسط تشخيص مبدئي بوجود فطريات تفسّر التراجع الكبير للانتاج.

واكد متابعة المندوبية لوضعية ناشطي صيد الاسفنج وتفاعلها الايجابي مع مطالبهم التي تمّت إحالتها على اللجنة الوطنية المختصة صلب الوزارة ، وهي في انتظار البت فيها حسب قوله، مشيرا الى صعوبة تمكينهم من رخص صيد ساحلي والتي كانوا قد غيّروها برخص صيد اسفنج، وإلى عدم اتاحة قانون الصيد البحري إمكانية التمتّع بتسوية الوضعية في مناسبتين.

يشار الى ان الاسفنج هو حيوان بحري من فصيلة الرخويات ينمو على قاع البحر ، متعدد الخلايا يتغذى من الجزئيات الموجودة بالماء مثل البكتيريا، والمواد العضوية والمعدنية، ويوجد منه 15 نوعا بالمياه التونسية منها نوعان تجاريان.

ويوجد الاسفنج في خليج قابس (أجيم ،واغير، وجرجيس) في اعماق كبيرة تصل الى 60 متر، وبجزر قرقنة على السواحل في اعماق قصيرة تتراوح بين 1 و5 امتار وفق معطيات مجمع تنمية صيد الاسفنج بجرجيس.

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة