28/04/2022

المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر: حلّة جديدة بمواصفات عالمية

يفتح المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر أبوابه رسميّا موفى السنة الحالية (2022) بمعرض يحمل عنوان "ومضات من التاريخ" (Lueurs d’Histoire)، بعد أن عرف خلال السنوات الثلاث الماضية إعادة تهيئة ليكون بمواصفات عالمية.

وعقدت إدارة المتحف، ندوة صحفية في سهرة الأربعاء 27 أفريل، تمّ خلالها تقديم مكونات المتحف وخصائصه الجديدة. وأكدت المديرة العامة للمتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر رابعة الجديدي، في كلمتها، أن هذا الفضاء الذي يعود بمواصفات جديدة مطابقة للمعايير الدولية هو "حلم يتحقّق" للفنانين والمثقفين، قائلة إن "المتحف لم يكن يستجيب للمواصفات الدولية عند افتتاحه سنة 2018، ولذلك اخترنا طريقا صعبا وأجرينا عدّة تغييرات على المتحف ليكون لائقا بتونس وبفنانيها".

واستعرضت رابعة الجديدي بالخصوص المكوّنات الأساسية للمتحف، وهي قاعة عرض كبرى شبه دائمة تحتضن المعرض الافتتاحي وعنوانه "ومضات من التاريخ" وقاعة عرض ثانية مؤقتة ورواق للفن الحديث والمعاصر "رواق مقام" وردهة استقبال لاحتضان أنشطة وفعاليات مناسباتية.

كما يضمّ المتحف مركزا للدراسات والتوثيق في الفنون المرئية ومكتبة مخصّصة لبيع المنتجات الفنية لتوفير موارد مالية ذاتيّة للمتحف. ويحوز أيضا على قاعة عرض في الردهة الرئيسية بمدخل مدينة الثقافة وورشة ترميم الأعمال الفنية وورشة مساعدة تقنية من أجل تهيئة أفضل ظروف الحفظ الخاضعة للمعايير العلمية إنجاز أعمال ترميم مدروسة للغرض. كما يشمل قاعتيْ عرض داخل فضاء المتحف وفضاء مخصص للأطفال.

وتحدّثت مديرة المتحف أيضا عن مركز البحوث و التوثيق في الفنون المرئية كأحد أهم مكونات المتحف. وأفادت أن مركز التوثيق يحوز ما يُناهز 29 ألف وثيقة يعود بعضها إلى عشرينات القرن الماضي، من ضمنها ألفيْ (2000) وثيقة على محامل ورقية من أنواع مختلفة كالصور والدراسات والكاتالوغات والدعوات، بالإضافة إلى أكثر من 26 ألف وثيقة رقمية بين وثائق من أرشيف إدارة الفنون التشكيلية وصور للأعمال الفنية، كما توجد دوريات وكتب رقمية سيتم الولوج إليها من خال منصة رقمية في طور الدراسة والإنجاز.

ومن أهم مكوّنات المتحف، رواق المقام الواقع بالبهو الرئيسي بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي. وسيُخصّص هذا الرواق لعرض الفن الحديث والمعاصر لدعم الفنانين الناشئين والتعريف بالخبرات والمسارات الفنية.و يتمثل الهدف الرئيسي لرواق مقام، بحسب رابعة الجديدي، في إبراز المواهب الصاعدة وإثراء الساحة التشكيلية التونسية وحث المولعين لشراء الأعمال الفنية.

وفي ما يتعلّق بمخازن الحفظ، بيّنت المديرة العامة للمتحف رابعة الجديدي أن حوالي 2300 عمل فني من الرصيد الوطني للفنون التشكيلية قد تمّ وضعها على ذمة المتحف، مشيرة إلى أن هذه الأعمال الفنية تمّ نقلها من المخازن القديمة للفنون التشكيلية إلى فضاء جديد مجهز بمرافق السلامة والتحكم في درجات الحرارة من أجل ضمان ظروف الحفظ المثلى. وقالت "المخازن القائمة في فضاء المتحف مرتّبة من حيث مساحاتها وأبعادها حتى تناسب مختلف أحجام الأعمال الفنية وحتى تسهل الوصول إلى فضاءات العمل وإلى قاعات العرض بالمتحف، وهي تضمن إحدى المهام الرئيسية للمتحف من حفظ المجموعات ودراستها وحسن التصرف فيها".

 معرض الافتتاح: "ومضات من التاريخ"

وبخصوص معرض الافتتاح الذي يحمل عنوان "ومضات من التاريخ"، أفاد المشرف على المعرض محمد علي بالرحومة أن المعرض سيقام على امتداد سنتيْن وهو يحوز على أكثر من 200 عمل فني أنجزت بين 1898 و1984 وأكثر من 300 وثيقة فريدة تعود إلى الفترة المتراوحة بين 1894 و1994 أي لمدّة قرن من الزمن.

ويهدف المعرض، وفق محمد علي بالرحومة، إلى إلى التعريف بتاريخ المجموعة المتحفية الخاصة بالرصيد الوطني للفنون التشكيلية كما يسعى إلى التذكير بالمسارات المهمة لتاريخ الفن في تونس منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى حوالي سنة 1980.

وجدير بالتذكير أن المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر أُحدث سنة 2018، وذلك بمقتضى الأمر الحكومي عدد381 لسنة 2018 المؤرخ في 23 أفريل 2018 والمتعلّق بإحداث المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر وضبط مشمولاته وتنظيمه الإداري والمالي وطرق تسييره.

وهو أول متحف مخصص لجميع أشكال الفنون التشكيلية والمرئية في تونس. ويعمل المتحف على ضمان دراسة الأعمال الفنية وإدارتها وترميمها وحفظها وعرضها وفقًا لمعايير المتاحف الدولية. وهو أيضا فضاء مخصص للإبداع والتعريف بمختلف الأعمال المرئية والتشكيلية المعاصرة.

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة