الفنان محمد علي كمون يضيء الشمعة 45 لمهرجان صفاقس الدولي بعطور موسيقية وغنائية مستلهمة من رحم التراث الموسيقي التونسي
بلوحات موسيقية وغنائية مستلهمة من جذور التراث الموسيقي التونسي الأصيل ... استهل الفنان محمد علي كمون، في سهرة الإثنين، من على ركح المسرح الصيفي سيدي منصور، سهرات الدورة 45 لمهرجان صفاقس الدولي، وذلك وسط حضور جماهيري نوعي ومحترم العدد.
عرض افتتاح النسخة الجديدة لمهرجان صفاقس الدولي، الذي أطرب خلاله الفنان، محمد علي كمون، الجمهور الحاضر، بدرر من الطبوع الأندلسية التونسية، والصوفية، والنوبات التقليدية المستوحاة من عمق التراث الموسيقي التونسي، كان عنوانه "24 عطر"، وذلك ضمن مشروع فني ابتكره هذا الفنان المبدع من رحم الموسيقى التونسية بمختلف ألوانها البدوية والأركسترالية، فأبهرت الجمهور الحاضر، وانتشى بها، وتفاعل معها، منذ بداية العرض حتى نهايته.
عرض "24 عطر" ... هذه الرحلة الفنية التي دامت حوالي ساعتين من الزمن، أمتع خلالها الفنان محمد علي كمون، أصيل جهة صفاقس، جمهوره وشنف آذانهم، بست لوحات فنية مستوحاة من سحر الجنوب التونسي وصحرائه، مرورا بشمال المدن الأندلسية التونسية، لينحو صعودا نحو الشمال الغربي التونسي والجبال، والحدود الجزائرية والقبائل، حيث كان المالوف الأندلسي التونسي الأصيل، والشاوي والأغنية البدوية وأغاني الجزر والنوبات التقليدية، حاضرة في العرض، فضلا عن الحضرة النسائية، والرجالية المعطرة بعبق التراث الموسيقي الصفاقسي، على غرار نوبة سيدي منصور، وجلوة العروسة الصفاقسية .
وأفاد الفنان، محمد علي كمون، خلال لقاء اعلامي تم تنظيمه إثر العرض، أن "24 عطر" ... هذا المشروع الثقافي التراثي، هو ثمرة 10 سنوات من البحث والمجهود الموسيقي، وقد تم تطويره تقنيا، غير أنه كان عرضا جماهيريا خلال السهرة الافتتاحية للنسخة الجديدة لمهرجان صفاقس الدولي، نظرا لأن جمهور صفاقس يهوى الإيقاع"، وفق تقديره.
ودعا الفنان محمد علي كمون، إلى "الغوص في عمق التراث الموسيقي التونسي الأصيل والشائك جدا، والإشتغال على تطويره من خلال التلقين للأجيال القادمة، والبحث الموسيقي، والإبداع إنطلاقا منه، في ظل العولمة الشرسة"، وفق تقديره
وردا على سؤال توجهت به صحفية وكالة تونس إفريقيا للأنباء، للفنان محمد علي كمون، حول مدى مساهمة وتكريس مشروعه الفني "24 عطر"، لما دعا إليه مؤخرا، رئيس الدولة، إلى ضرورة أن تتنزل المهرجانات في سياق حرب التحرير التي ،تخوضها الدولة التونسية، ومواقفها المبدئية، قال الفنان محمد علي كمون، أن "الفن في حد ذاته مقاومة، وأن حرب التحرير الثقافي، لا يمكن أن تكون عبر المهرجانات والعروض الفنية فحسب، بل بسياسة ثقافية كاملة وشاملة يتم تنفيذها من أجل بناء شخصيتنا الوطنية الثقافية، وأن تكون لنا صناعة ثقافية خاصة بنا، وأسلحة ندافع بها ونحمي أنفسنا من خلالها من العولمة والصناعات الثقافية الأخرى المهيمنة علينا، وذلك على مدى 50 سنة و100 سنة قادمة "، بحسب تقديره.
وذكر الفنان محمد علي كمون أنه "كان يتمنى لو قدم في افتتاح الدورة 45 لمهرجان صفاقس الدولي، عرضه الجديد "نوبة غرام " الذي قدمه السنة الماضية في مهرجان قرطاج الدولي، غير ان كلفة الإنتاج الباهضة جدا لهذه المسرحية الغنائية، حالت دون ذلك".