العميد حسن جوني لوكالة تونس إفريقيا للأنباء:الكيان الصهيوني فشل في اجتياح لبنان بوجود مقاومة شرسة
أعلن الخبير العسكري والإستراتيجي اللبناني العميد حسن جوني، أن الكيان الصهيوني فشل في اجتياح لبنان ، وتعثر في توغله البري في اتجاه المدن والقرى الحدودية .
وشدد جوني في تصريح خاص لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن الكيان الصهيوني الذي حشد مع بداية عمليته البرية منذ نحو 50 يوما خمس فرق عسكرية تقريبا ، تضم نحو 60 ألف جندي، لم تتمكن جميعها من إحتلال قرية لبنانية واحدة، بوجود مقاومة شرسة عملت على صد العدوان بما لديها من إمكانيات عسكرية وخطط تكتيكية.
وقال في هذا الخصوص أن "الكيان الصهيوني ركز في استراتجيته على تدمير كل المناطق التي تشكل بيئة حاضنة لحزب الله، حيث دمر المنازل والمباني المدنية، واستهدف المدنيين، دون ان تكون له أهداف عسكرية واضحة، بما يعد سلوكا يخرج عن سياق القانون الدولي والإنساني للحروب".
واعتبر المتحدث ان "سعي الكيان الصهيوني للتوصل لوقف إطلاق النار في لبنان، والتوجه الى الدبلوماسية، أنما يعكس فشله في النيل من حزب الله وقدراته العسكرية، وها هو في المقابل يناور عله يتمكن من تغيير قواعد اللعبة سياسيا عبر السعي لإدخال تعديلات معينة على ألية تنفيذ القرار الأممي رقم 1701 " وفق قوله.
ولفت في هذا الصدد إلى أن : "المواجهة بين الجيش الصهيوني والمقاومة اللبنانية محتدمة، وهناك توازن نسبي بين الطرفين على الميدان ، حيث تتوالى الهجمات على الدّاخل الصهيوني بالصواريخ والمسيرات، في نفس الوقت الذي تتكثف فيه الغارات على المدن والبلدات اللبنانية في الجنوب وفي الضاحية الجنوبية لبيروت"،
وأشار إلى ان هذه الهجمات "شملت في الآونة الاخيرة العاصمة بيروت أيضا، ليرد حزب الله باستهداف العاصمة (تل ابيب)، في اطار معادلة عاصمة بعاصمة ، بعد ان كانت حيفا مقابل الضاحية الجنوبية ، بما يعني أن الأمن في المجتمع الصهيوني مفقود تماما كما هو الحال في لبنان".
وذكر في السياق ذاته أن "حوالي مليوني ساكن صهيوني على مساحة 5 آلاف كلم مربع هم في مرمى نيران حزب الله وصواريخه ومسيراته، التي يطلقها بوتيرة كثيفة حينا ومنخفضة أحيانا اخرى، لكن بنسق مختلف وأهداف متنوعة، وهو ما يجعل تهديد حزب الله لعمق الكيان الصهيوني قائم ومستمر، والمقاومة بعقلية الدفاع مستعدة لحرب طويلة لن يتمكن الجيش الصهيوني من حسمها بسهولة ".
العمليات العسكرية بالجنوب اللبناني : إغارة أم إحتلال؟
وحول التطورات الميدانية الأخيرة على تخوم الحدود اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة بالجنوب، ذكر العميد حسن جوني أن" الكيان الصهيوني بصدد تنفيذ ما اصطلح على تسميته عسكريا بالإغارات على بعض المناطق الجنوبية في لبنان وليس إحتلال"،
وفسر ان "الإغارة تعني الدخول الى منطقة ما والقيام بعمليات تدمير وتفجير دون ثبات أو تمركز" ، مشيرا إلى أن "القوات الصهيونية تمكنت من التقدم في اتجاه قرى الحافة الحدودية بعمق 3 كلم تقريبا في مرحلة أولى."
ولاحظ ان القوات الصهيونية " تعرضت لضربات صاروخية من حزب الله، ولكنها منذ اسبوع تقريبا طورت من عمليتها العسكرية ودخلت في مرحلة ثانية بعمق يتراوح بين 7 الى 10 كلم دون ثبات ايضا، لتفشل في إحتلال بلدة الخيام ، كما سعت لإحتلال بلدة شمع وصولا الى منطقة البياضة غربا دون جدوى ، وذلك نظرا لجغرافية
المكان الصعبة بوجود أودية وأحراش معقدة ، فضلا عن اصطدامها بمقاومة عنيفة جعلتها تتراجع لتستخدم طاقتها الجوية والمدفعية القصوى ".
وعلى المستوى الدبلوماسي والسياسي قال العميد حسن جوني انه "يوجد أمل في التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار بزيارة المبعوث الامريكي الخاص الى لبنان آموس هوكستين، ولقاءاته مع بعض الأطراف اللبنانية الرسمية ، وذلك على خلفية مسودة إتفاق يعمل المبعوث الامريكي على بلورتها على ارض الواقع ".
وقال في هذا الشأن ان "الموقف اللبناني والمقاومة ايجابي بشان اي اتفاق يحفظ السيادة اللبنانية ولا يمس بجوهر القرار الأممي رقم 1701 ، خصوصا وان مضي المبعوث الامريكي في ايجاد تسوية سيرتد على الإدارة الامريكية الجديدة بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب".
وأردف قائلا "التخوفات من فشل الإتفاق ناتج عن سلوك رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو قياسا لما قام به في قطاع غزة عندما تعلق الأمر بالتسويات، وهو أمر قد لا يشجع على أي اتفاق طالما انه يوافق في البداية على شروط معينة ثم يعود لإفشالها في اللحظات الاخيرة" حسب تعبيره.
هذا ويواصل الكيان الصهيوني غاراته على مختلف البلدات والقرى اللبنانية ،حيث اعلنت وزارة الصحة اللبنانية في آخر تحديث لها أمس الخميس، عن إستشهاد نحو 3583 شخصا على الأقل وإصابة 15244 منذ أكتوبر 2023 .