افتتاح الدورة 59 لمهرجان الحمامات الدولي برقوج العرض: جمهور الحمامات يستمتع بعرض فني متنوع التعبيرات وبلقاء متجدد مع أبطال الدراما التلفزيونية
انطلقت ليلة أمس فعاليات الدورة 59 لمهرجان الحمامات الدولي الذي يتواصل من 11 جويلية الى 13 اوت بعمل "رقوج العرض" الذي كان فرصة للجمهور الذي غصت به مدارج مسرح الهواء الطلق بالحمامات ليستمتع بعرض مسرحي فني متنوع التعبيرات ويوفر لعشاق الفن فرصة للالتقاء بأبطال الدراما التلفزيونية "رقوج".
كثير من الحاضرين من جمهور الحمامات عبروا لوكالة تونس إفريقيا للأنباء عن سعادتهم بحضور العرض وان يجدد اللقاء بأبطال "رقوج" لا من خلال شاشة التلفاز او الهواتف او اللوحات الذكية ولكن من خشبة المسرح التي زادتهم اقترابا من الشخصيات التي جددت في شكل العرض من خلال الرقص والغناء وحافظت على ابرز الرسائل الفنية والاجتماعية للعمل الدرامي.
والتقى الحاضرون الذين استقروا بأماكنهم لنحو ساعتين ونصف من الزمن وضحكوا في عديد المواقف الطريفة وصفقوا للممثلين ولمضامين العمل الفني ومن ابرزها تحية المرأة الفلاحة الكادحة ولأرواح من وافتهن المنية في حوادث الطرقات ولارواح فنانين غيبتهم المنية ومن بينهم بالخصوص فتحي الهداوي و "احمد العبيدي الملقب بكافون" الذي كان الحاضر الغائب من خلال تسجيلات فيدو بثت على الشاشات التي نصبت على ركح الحمامات.
الجماهير غادرت المسرح وفي اذهانها كلمات ستظل خالدة، فهذا يذكرك بقول الديناري " انا الشباك الموحد لرقوج" وبكلمات الورل " نا كي الحلوف صنعتوني وتو تصنعوا اربعين غيري" واخرين يتمسكون برسائل التفاؤل "انتم تهدوا واحنا نعاودوا نبنوا" و " الاحلام ما تموتش تو نبنوهم ونبنو الف حلمة وحلمة" و "نسمية انتي كنز رقوج و رقوج رجعت لاولادها".
" رقوج العرض" رحلة سينوغرافيا المسرح وفلسفية الشاشة"
جاء "رقوج العرض" مشبعا بالعناصر المرئية والمسموعة والمشهدية التي وظفت الملابس والاضاءة والموسيقى والكوريغرافيا لتعيد خلق المكان والبيئة البصرية والمكان رقوج فتلتقي التعبيرات الفنية لخدمة رؤية المخرج الذي نجح في خلق لقاء جديد ميزته العرض المباشر مع متابعين وجمهور احب رقوج الدراما التلفزيونية وها هو يحب رقوج العرض ويقترب اكثر من شخوصه وأبطاله ويعايشه تجربة فنية جديدة عمقت ادراكه لرسالة الفنان المبدع وتفاعله مع الدعوة إلى الحب والأمل.
رقوج العرض لم يقتصر على نقل الدراما التلفزيونية الى المسرح بل انه حافظ على الفكرة الفنية وتطورها باضافة تعبيرات جديدة ومن خلال تركيز شاشات مرئية كانت حلقة الوصل بين الدراما التلفزيونية والعرض متعدد التعبيرات الفنية فكانت مقاربة عبد الحميد بوشناق مخرج العمل مقاربة مجددة تحيل الى التفكير في فلسفية الشاشة وعلاقة الجمهور بها فنجح في اخراج الجمهور من علاقته الضيقة الى علاقة اوسع يتقاسم فيها المتفرج الاحاسيس ويقترب من الشخوص ويكره البعض ويحب البعض ويضحك من حركات وكلمات البعض الاخر ولكنه يحقق تفاعلا يطمح اليه الفنان ليبلغ رسالته الفنية جمالية كانت او اجتماعية او ثقافية او تربوية او سياسية.
ويقول بوشناق " رقوج العرض مغامرة صعبة والتحدي كان ان نقتبس من 46 حلقة تلفزيونة عرضا يتواصل لاكثر من ساعتين من الزمن، لقد كان اختيارا صعبا من حيث اختيار المشاهد واختيار رسائل العمل" واضاف " لقد فرض العمل علينا تحديات كبيرة لتحقيق التناغم بين الموسيقى والمسرح والكوريغرافيا ولخلق تناغم بين المشاهد وطرح الافكار".
رقوج العرض محاولة جريئة لانجاز عرض حي هدفه الابرز خلق تفاعل مباشر مع الجمهور وللجمهور ان يقرأ العرض على النحو الذي يستهويه وان اعجبه العمل فليشارك الفنانين حلمهم وليكن عنصرا من عناصر لوحة فنية جديدة ومتجددة.