أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الثلاثاء 10 ديسمبر
تركزت اهتمامات بعض الصحف اليومية الصادرة، اليوم الثلاثاء، حول عديد المواضيع التي تهم الشأن الوطني والعربي من أبرزها تداعيات انهيار النظام السوري محليا واقليميا والتطرق الى دعوات بعض الخبراء الأمنيين الى اتخاذ سلسلة من الاجراءات الأمنية الاستباقية اثر المستجدات الأخيرة في سوريا اضافة الى تسليط الضوء على بعض ما ورد في حوار الرئيس المدير العام للشركة التونسية لأسواق الجملة ببئر القصعة .
واعتبرت جريدة(المغرب) في مقالها الافتتاحي، أن انهيار نظام بشار لأسد ومغادرته الى روسيا يوم الأحد الفارط خلق واقعا سياسيا وميدانيا واستراتيجيا لايتعلق بسوريا فقط بل بكامل المنطقة التي أضحت اليوم حجر الأساس في عملية اعادة تشكيل التوازن الدولي والصراعات في ظل معطى ظهر خلال الساعات الفارطة وهو تفاجؤ الجميع بسرعة انهيار النظام لابالانهيار في حد ذاته .
وأضافت الصحيفة، أن هذا الواقع السريع الذي لم تظهر أسبابه بعد خلق واقعا مختلفا كليا يتمثل في فراغ في السلطة وعدم الاتفاق على خارطة طريق لسوريا من الفاعلين المحليين والجهات التي تقف خلفها وتدعمها من اللاعبين الاقليميين والدوليين، مشيرة الى أن هذا الفراغ سارعت جبهة تحرير الشام الى ملئه بخطوات متواترة انطلقت باعلان زعيمها محمد الجولني واسمه الحقيقي "أحمد الشرع" لدى وصوله الى العاصمة دمشق عن أن رئيس الحكومة السرية محمد الجلالي سيواصل اشرافه على ادارة البلاد الى حين تعيين حكومة جديدة مع دعوة موظفي الدولة الى استئناف أعمالهم بمن فيهم قوات الشرطة والأمن .
وبينت في سياق متصل، أن هذه التصريحات التي رسم من خلالها الجولاني ملامح الانتقال السياسي في سوريا من حكومة الأسد الى حكومة المعارضة المسلحة التي انتصرت لم تمض عليها ساعات حتى انطلق في تنزيلها على أرض الواقع ليعلن، يوم أمس الاثنين، عن تكليف محمد البشير لتشكيل حكومة الانقاذ السورية ورئاستها (حكومة انتقالية)، مبرزة أن هذه الخطوة السياسية تزامنت مع تحركات ميدانية بسحب المقاتلين التابعين لجبهة تحرير الشام أوالمتحالفة معها على غرار المجموعات المسلحة الضعيفة والاقتصار على انتشار قوات محدودة مكلفة بحماية المنشآت والمقرات الرسمية والاقتصادية .
وخلصت، الى أن هذا الواقع يشكل مشهدا معقدا متعدد التفاصيل واللاعبين ذلك أن جبهة تحرير الشام تسعى الى السيطرة على مساحات واسعة من الأرض ميدانيا بهدف فرض نفسها كفاعل أساسي قد يكون الوحيد في مسار الانتقال السياسي السوري وهي تواجه جملة من العقبات أبرزها المخاوف الغربية وخاصة الأمريكية والأوروبية الناجمة من خلفية الجبهة وأعضائها المنتسبين سابقا لتنظيم القاعدة نوذلك ما بينته تصريحاتهم التي تشدد على أنهم سيراقبون الوضع وسوف يقيمون خطوات الجبهة لتحديد كيفية التعامل معها وفق ما ورد بذات الصحيفة .
ومن جهتها، أوضحت جريدة (الصحافة) في مقال لها بصفحتها الخامسة، أن التحديات الأمنية اثر المستجدات الأخيرة في سوريا واسقاط نظام بشار الأسد وسيطرة المعارضة المسلحة على الحكم تعتبر تحديات كبيرة جدا وفق الخبير الأمني علي الزرمديني.
وأضاف المتحدث، أن الوضع في سوريا سيؤثر كثيرا على المعطيات الأمنية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا وفي العالم العربي عموما وفي شرق آسيا، ليذكر بأنه تم التنبيه سابقا الى أن التنظيمات الارهابية التي وجدت لا تكل ولا تمل وهي في وقت ما اختارت الانسحاب الاستراتيجي لاعادة تشكيل نفسها وتنظيم صفوفها خاصة وأنها تتمتع بسند قوي من دوائر اقليمية فاعلة في المنطقة تدفع بها الى التواجد بقوة حتى تخلق الفوضى الخلاقةى من أجل مصالحها الذاتى ومصالحها الآنية.
وأكد المصدر ذاته، أن الخطر اليوم حقيقي وفعلي خاصة بعد النفس الجديد الذي أخذته التنظيمات الارهابية والورح الجديدة التي بعثت فيها بعد الانتصار الذي حققته في سوريا ما سيدفعها الى السعي الى اعادة تواجدها بكل الأشكال وبدفع مناصريها ومقاتليها الى العودة الى ديارهم وبلدانهم الأصلية لاعادة التمركز من جديد واحياء المفاهيم التي بنيت عليها هذه الجماعات، مشيرة الى أن الخلايا النائمة اليوم ستجد متنفسا ما يدعو الى اليقظة على الحدود كما في الداخل من خلال الحملات الأمنية المتواصلة للتوقي من المخاطر والتهديدات الداخلية.
وأكد الزرمديني، على ضرورة الحرص أكثر من أي وقت مضى على حراسة حدود بلادنا من كل الجهات وتفعيل المنظومات الحدودية بشكل أكثر فعالية وجدوى لتفادي امكانية تسلل العناصر الارهابية من الخارج، داعيا جهاز الاستعلامات ببلادنا لأن يكون على درجة أعلى من اليقظة والحذر مع أخذ عنصر تواجد الافارقة جنوب الصحراء في بلادنا بعين الاعتبار نظرا لامكانية تواجد عناصر ارهابية ضمن هؤلاء، ما يعني أن كل ما له علاقة بالأمن العام وله علاقة بامكانية تهديده يجب أن يؤخذ في الحسبان وفق تقديره .
وتطرقت جريدة (الصباح) في ركنها الوطني، الى بعض ما ورد في حوار الرئيس المدير العام للشركة التونسية لأسواق الجملة ببئر القصعة سفيان طرميز، الذي أكد فيه أن جميع المواد متوفرة بما في ذلك البطاطا التي أصبح توفرها يسجل نسقا تصاعديا، مذكرا بتسجيل فجوات انتاج وتقاطع فصول وهو أمر معلوم ومتكرر كل سنة.
وأوضح طرميز، أن هناك تنسيقا مع الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري من أجل توفير مختلف المنتجات الفلاحية بالسوق، مضيفا أنه تم بتاريخ 7 ديسمبر الجاري تسجيل توفر 40 طنا من البطاطا بمعدل سعر قدره ب1980 مليم للكيلوغرام الواحد فيما كان معدل سعر بيع البطاطا بنفس الفترة من السنة الماضية 1400 مليم .
وأشار الرئيس المدير العام، الى أن ترشيد الأسعار هو هاجس الدولة ويتم التعامل مع هذه الوضعية لتتلاءم مع المقدرة الشرائية للمواطنين، متعهدا بأن تكون جميع المواد المتوفرة بسوق بئر القصعة وبقية الأسواق بصفة منتظمة ومرضية خاصة وأن " قفة المواطن العمود الفقري للشركة " وفق تعبيره.
وبخصوص الاحداثات الجديدة بسوق بئر القصعة، أفاد المتحدث، بأنه سيتم العمل على تحسين ظروف العمل بالسوق مع العمل على احداث اقامات لفائدة مزودي السوق اضافة الى بحث حلول بالتعاون مع البنك التونسي للتضامن من أجل النظر في امكانية تمويل عملية نقل البضاعة من قبل السوق لفائدة الفلاحين المتعاملين معه خاصة وأن معظمهم من صغار الفلاحين، مؤكدا على العمل على الغاء دور الوسيط وغلق المجال أمام وسطاء يتولون تغذية المسالك الموازية وأن يتم تزويد السوق مباشرة من الفلاح .
وسلطت جريدة ((لوطون) الضوء على استئناف حركة السكك الحديدية الذي يربط بين المتلوي والرديف ، حيث سرعان ما تحولت وضعية هؤلاء السكان في المدينة الذين احتفلوا بعودة القطار بعد سنوات من التوقف .
وأضافت الصحيفة، أن هذه المدينة الواقعة في الحوض المنجمي كانت تعج بحركة ذهاب وعودة القطارات التي تنقل الفسفاط الخام الثمين، تجد نفسها اليوم في مواجهة محنة جديدة بعد اعادة غلق خط السكك الحديدية لفترة وجيزة لمدة 25 يوما بسبب الأمطار الأخيرة، حيث انهارت آمال بعض المواطنين في هذه المدينة بسبب الظروف الطبيعية وعديد التواترات الاجتماعية .
وأشارت، الى أنه تم الترحيب باستئناف حركة السكك الحديدية باعتبارها علامة على التجديد ناضل من أجلها السكان والمجتمع المدني من أجل اعادة تهيئة مبنى المحطة، مبينة أن الأمطار الغزيرة التي أدت الى تدهور البنية التحتية للسكك الحديدية كشفت بشكل كبير عن ضعف المنظومة التي تم اضعافها بسبب سنوات من نقص الاستثمار مما تسبب في عودة المدينة الى العزلة التي تذكرنا بأصعب السنوات التي مرت بها .