الٱن

06/04/2019

وثائقي "القيروان رغم النسيان" لعبد الحق الطرشوني يستحضر عراقة عاصمة الأغالبة

"القيروان رغم النسيان" ، شريط وثائقي عرض مساء الجمعة بالنادي الثقافي الطاهر الحداد بحضور مخرجه، الإعلامي عبد الحق الطرشوني.

يأخذنا هذا الفيلم إلى مدينة القيروان التي كانت في القديم عاصمة افريقيّة (تونس حاليا) والتي تلقب أيضا بعاصمة الأغالبة نسبة إلى الدولة الأغلبية التي حكمت افريقية من عام 800 م حتّى عام 909 م. وهي مدينة بارزة في تاريخ الحضارة العربية والإسلامية بمخزونها الثقافي ومعالمها الحضارية وتراثها المادي واللامادي.

أراد مخرج هذا الفيلم الوثائقي عبد الحق طرشوني التعريف بعاصمة الأغالبة والتركيز على أهم معالمها التاريخية والدينية والقيم والمبادئ والعادات السمحة للقيروانيين بشهادة مؤرخين باحثين وجامعيين بارزين وبمشاركة مختصين في مجال الحياة الثقافية بالقيروان.

يقول الطرشوني إن اختيار عنوان هذا الشريط الوثائقي لم يكن اعتباطيا "لأن القيروان صارت اليوم مهمشة ومنسية .لذا كان من الضروري أن نذكر أنفسنا بتاريخ القيروان الثري بمعالمها وفقهائها والحضارات المتعاقبة التي شهدتها على مر العصور".

وقال المخرج إن القيروان ستظل دائما مرجعا تاريخيا وثقافيا ودينيا يعود إليه المؤرخون والباحثون عند الحاجة. فمن يزور القيروان يجد في كل مكان صغير منها معلما أو تحفة أثرية تبرز أهمية هذه المدينة ومكانتها التاريخية من بينها فسقية "الأغالبة" التي تبرز حكمة الأغالبة في ذلك الوقت في تجميع المياه والمحافظة عليها، وكذلك جامع عقبة بن نافع أو جامع القيروان الكبير الذي يعكس تاريخ إفريقية على امتداد ثلاثة آلاف سنة.

 وتطرق عبد الحق الطرشوني في هذا الفيلم الوثائقي إلى مكانة المرأة القيراونية العالمة والمثقفة التي ساهمت في تأسيس جامعة القرويين في ميداني العلم والفقه.

القيروان هي عبارة عن كنز مهمل وغير مهتم به من قبل السلط المعنية على حد تعبير المخرج، الذي دعا بالمناسبة إلى الاهتمام بهذه المدينة التي تعد مبعث فخر واعتزاز في تونس وفي العالم العربي الاسلامي.

وأشار المخرج إلى أن إنجاز هذا الشريط الوثائقي تزامن مع الاحتفالات بتونس عاصمة للثقافة الاسلامية 2019 ومع قدوم شهر رمضان في الأيام القليلة القادمة مشيرا إلى أن هذا الفيلم لم يتم دعمه ماديا من أي جهة سواء وزارة الشؤون الثقافية أو الخواص.

وجدير بالتذكير أن أول عمل أنجزه عبد الحق الطرشوني هو "مسافات وحكايات" سنة 2011 ، وهو شريط وثائقي يمتد على 7 حلقات يتناول تاريخ السكة الحديدية من 1872 إلى يومنا هذا. ومن أهم أعماله أيضا "حديث القرى الأمازيغية " الذي تحصل به على الجائزة الأولى في مهرجان سينما الأفلام الأمازيغية سنة 2015 بباريس وأفلام أخرى تعبر عن التعايش السلمي على غرار فيلم"حارة جرجيس".

 

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة