الٱن

30/03/2023

موسيقى السطمبالي تفتتح ليالي رمضان بالنادي الثقافي الطاهر الحداد

موسيقى السطمبالي ليست فلكلورية واحتفالية فحسب، بل هي أيضا موسيقى روحانية على غرار الإنشاد الصوفي، وهي أيضا موروث لطالما ارتبط بالاحتفالات في مقامات الأولياء الصالحين وامتداحهم. ونظرا لهذا الطابع الروحاني الاحتفالي، اختار النادي الثقافي الطاهر الحداد في المدينة العتيقة بالعاصمة أن يستهلّ برمجته الرمضانية (29 مارس - 13 أفريل) بعرض سطمبالي لبلحسن ميهوب، بحضور عشاق السمر من روّاد المدينة العتيقة خلال هذا الشهر الفضيل.

وضمّت المجموعة الموسيقية على الركح عازفين على آلات الطبل والشقاشق والقمبري، وأدخل بلحسن ميهوب على موسيقى السطمبالي إيقاعات الباتري، لإيمانه بأن الموسيقى تتطوّر مع العصور وكذلك لاستقطاب جمهور أوسع لهذا النمط الموسيقي، وفق تصريح أدلى به لوكالة تونس افريقيا للأنباء، مبيّنا أن إدخال آلة الباتري لا يمسّ من جوهر موسيقى السطمبالي التي عادة ما ترتكز إيقاعاتها على القمبري والشقاشق والطبلة.

وتابع الحاضرون على مدى ما يزيد عن 60 دقيقة مشاهد فلكلورية متنوعة منها رقصات "زمبالا" و"بوسعدية" و"التخميرة". وأنشدت مجموعة السطمبالي أذكارا ونوبات موسيقية امتدحت فيها الأنبياء والأولياء الصالحين منها نوبات "سيدي عبد القادر" و"سيدي سعد" و"للا ماليكا".

وإلى جانب الطابع الروحاني، أدّى بلحسن ميهوب ومجموعته بلكنة غير مفهومة تسمى "العجمي" أغاني "غالديما" و"جاوايي" وغيرها، وهي أغانٍ تتميّز بسرعة إيقاعاتها وتجعل المستمع ينتشي رقصا إلى حدّ التخميرة، ويعتقد المتوارثون للسطمبالي أن هذه الإيقاعات تؤدي وظيفة علاجية روحية بالأساس للمريض "المسكون بالأرواح".

ولئن تجلّت خصوصية الطابع الاحتفالي والفلكلوري لموسيقى السطمبالي في ظاهرها، فإنها في المقابل، توثّق لمعاناة فئة بشرية لطالما كبلت أرجلها السلاسل والأصفاد، بعد أن كانت هذه الفئة تنعم بالحرية، فتمّ اقتيادها نحو طريق العبودية، وما هذا النمط الموسيقي إلا محاكاة لقرقعة سلاسل العبودية ورنين الأصفاد وطرق الحديد قديما.

وتتواصل عروض ليالي رمضان بالنادي الثقافي الطاهر الحداد إلى يوم 13 أفريل القادم، حيث برمج المنظمون عروضا متنوعة في مختلف المجالات الفنية كالسينما والمسرح والفن التشكيلي وكذلك عروضا لأنماط موسيقية متنوعة تستهوي روّاد المدينة العتيقة خلال شهر رمضان المعظم.

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة