مجلس نواب الشعب يعقد جلسة عامة لتوجيه اسئلة شفاهية لوزير السياحة والصناعات التقليدية
عقد مجلس نواب الشعب، اليوم الثلاثاء، جلسة عامة خصصت لتوجيه خمس أسئلة شفاهية إلى وزير السياحة والصناعات التقليدية سفيان تقية، تمحورت حول المناطق السياحية المتضررة والتي أصبحت في وضعية كارثية.
كما تولى وزير السياحة، خلال الجلسة، استعراض بعض المؤشرات الخاصة بالنشاط السياحي لموسم 2025/2024 بالإضافة الى اهم محاور استراتيجية الوزارة في مجال تثمين السياحة الداخلية، وخاصة السياحة الايكولوجية والثقافية والبديلة، اضافة الى تطوير منظومة التكوين السياحي.
وتمحورت تساؤلات النواب بالخصوص حول الحاجة الى تعصير قطاع السياحة حتى يتمكن من استيعاب التوجهات العالمية الجديدة اذ اثبتت الدراسات بروز انشطة سياحية جديدة على غرار السياحة الرقمية والطبية والبيولوجية وحتى الفضائية.
واستعرض احد النواب، من جهة اخرى الوضعية المزرية لقطاع السياحة بولاية قفصة منددا بما اعتبره "اقصاء لبلديتي السند والقطار" من برامج السياحة الترويجية على الرغم من تصنيفهما بلديتين سياحيتين ليتساءل "الى متى ستتواصل سياسة الاقصاء الممنهج" .
وفي رده عدد الوزير الاجراءات التي تم اتخاذها لتعزيز السياحة في الولاية مشيرا الى ان الوزارة على استعداد لدراسة كل الملفات الفنية للمشاريع التي تتعلق بتحسين المحيط السياحي بالجهة.
وأضاف انه تم الاتفاق مع السلطات والمستثمرين بالجهة والمجتمع المدني على ان تكون ايام 7 و 8 و 9 ماي 2025 اياما للاستثمار مشيرا الى ان عديد البنوك والمستثمرين على المستوى الوطني والجهوي والإقليمي عبروا عن رغبتهم في الاستثمار بالجهة في قطاعات السياحة والصناعات التقليدية.
وعبر الوزير عن ثقته في ان تساهم هذه التظاهرة في رفع العراقيل مؤكدا ان كل مخرجاتها ستكون محل متابعة على مستوى الحكومة.
وتطرق نائب آخر الى تسجيل عمليات تحيل وتلاعب في المنطقة السياحية المزمع انجازها في المهدية من خلال تقديم ملفات وهمية بهدف السمسرة في الاراضي التي تشترى ب 11 دينارا من الدولة ليقع التفويت فيها لاحقا بالمليارات وهو ما يفسر بقاء بعض المقاسم الى اليوم اراض بيضاء لم يقع استغلالها وفقا للعقود المبرمة، متهما هذه الهياكل المحلية "بالفساد والمحسوبية والمحاباة" .
كما تحدث عن وجود اخلالات بيئية وجمالية في المنطقة السياحية بالمهدية وتحول بعض الاراضي البيضاء الى مرتع للحيوانات والحشرات والنفايات فضلا عن عدم تبليط الطريق السياحية.
وفي رده شدد تقية على ان كل الملفات المتعلقة بشبهات فساد ستقع احالتها على انظار القضاء في الايام المقبلة.
على صعيد آخر، وبخصوص المشاريع بالمنطقة السياحية بجربة، شدد احد النواب على ان الهدف من مثل هذه المشاريع هو توفير مواطن الشغل المباشرة وغير المباشرة وتحريك الدورة الاقتصادية إلا ان القطاع السياحي تحول الى قطاع فندقة وإعاشة واقتصر نشاطه على نقل السياح من المطار نحو النزل والعكس، ملاحظا تسجيل انخفاض في الحركية الاقتصادية بالجهة وخاصة في موسم الذروة.
واقترح مراجعة المنوال السياحي بالجزيرة مسجلا غياب الاهتمام بالجانب البيئي وتزايد اعداد المصبات الفوضوية .
كما لفت الى مشكل النقل البري وخاصة الجوي داعيا الى تعميم منظومة "السماء المفتوحة" التي من شانها دعم استدامة النشاط السياحي مع برمجة خط جوي مباشر بين جربة وطرابلس وجربة والجزائر.
وفي اجابته على تساؤلات النائب اشار وزير السياحة الى ان جزيرة جربة تحصلت على اعتمادات جملية بقيمة 2776 مليون دينار كما شهدت انجاز عديد المشاريع والتدخلات في المحيط السياحي.
ولفت الى ان الوزارة تعمل على انجاز مسالك سياحية جديدية تضاف الى تلك الموجودة، حاليا، خاصة وان جربة تصنّف كوجهة سياحية بامتياز بفضل تنوع منتوجها السياحي الذي لا يقتصر على السياحة الشاطئية بل يشمل، أيضا السياحة الثقافية والايكولوجبة و المعالم الاثرية.
وتحدث الوزير عن وجود اهتمام كبير خلال المدة الاخيرة بالبيئة في الجزيرة (مشروع جربة دون بلاستيك) اضافة الى تسجيل 1131 زيارة تفقد للجزيرة مع التركيز على دعم التظاهرات الثقافية وسياحة المؤتمرات.
وقال انه سيتم قبل موفى شهر افريل 2025 ضبط برنامج خاص بجزيرة جربة ودعم الربط الجوي بالتعاون مع وزارة النقل بين الجزيرة والعاصمة وكذلك مع عديد المطارات الاوروبية مضيفا ان الوزارة تطمح الى تجاوز 11 مليون زائر للجزيرة خلال 2025.
ودعا احد النواب من ناحية أخرى الى مزيد دعم سياحة الاثار والاستشفاء بمنطقة حيدرة، ولاية القصرين، والدعوة الى تشجيع المستثمرين على الاستثمار عبر تشييد النزل والاقامات في المنطقة التي تعد نقطة عبور هامة بين تونس والجزائر اذ يعبرها يوميا بين 15 الف و 19 الف شخص.
وشدّد على ان الوزارة تعمل على تحيين مثال التهيئة الحالي على المستوى الجهوي والمحلي لإدراج منطقة سياحية بالجهة اضافة الى مقترح تهيئة مسلك سياحي جهوي يضم كامل مكونات المنتوج السياحي بها وبرمجة رحلات سياحية للجهة وتهيئة الموقع الاثري ودعم المعبر الحدودي بهدف دعم مردوديته.
كما تولى وزير السياحة، خلال الجلسة العامة، تقديم بعض المؤشرات حول نشاط القطاع السياحي خلال موسم 2025/2024 مشيرا الى ان عدد الوافدين على تونس بلغ 10،26 مليون سائح فيما ناهزت قيمة العائدات السياحية 7494،9 مليون دينار والليالي المقضاة 27،193 مليون ليلة.
وبخصوص المناطق السياحية المتضررة بين الوزير ان بعض المناطق تشهد مشاكل عقارية فيما اغلقت بعض المشاريع الاخرى نتيجة مشاكل اقتصادية.
وبالنسبة للمشاريع التي سجلت مشاكل عقارية ذكر تقية، بمثال المنطقة السياحية الزوارع بولاية باجة مشيرا الى التوصل الى تذليل كل العراقيل ودخولها قريبا حيز الاستغلال.
واستعرض الوزير اهم محاور استراتيجية وزارة السياحة لتطوير السياحة الداخلية والتي تتمثل بالخصوص في القيام بحملات دعائية لكافة الشرائح الاجتماعية ودعوة كل التونسيين لمزيد الانخراط في السياحة الداخلية والاعتماد على مختلف الوسائط الدعائية خاصة الرقمية والمرئية والمسموعة في الحملات الاشهارية. كما ترتكز على دعم وتطوير وحدات التصرف في الوجهة لتثمين بعض الوجهات في مختلف جهات البلاد والتسويق لها كمنتوج متكامل ومندمج والمساهمة في تمويل بعض المهرجانات الدولية والوطنية والتظاهرات السياحية.
اما في ما يتعلق بمحاور استراتيجية تطوير منظومة التكوين السياحي لوكالة التكوين في مهن السياحة المبرمجة في مخططات التنمية فقد لاحظ تقية انها تقوم بالخصوص على تطوير كفاءات المكونين واطر التكوين والانفتاح على المحيط الدولي مع تطوير الشراكة مع القطاع الخاص والارتقاء بطاقة المؤسسات الفرعية للتكوين التابعة للوكالة التكوين في مهن السياحة من 1350 موطن تكوين حاليا الى 2700 موطن تكوين وإحداث منظومة التوجيه والإعلام لتطوير الطلب على التكوين في القطاع السياحي.