قفصة- تشريعية: توافق بين مترشحي دائرة القطار-السند-بلخير في تشخيص الإشكاليات وتباين في آليات تنفيذ الحلول

كثّف المترشّحان لإنتخابات عضوية مجلس النواب في دورها الثاني بدائرة القطار-السند-بلخير، نور الدين حيدوري والنوري الجريدي، في الأسبوع الثاني للحملة الإنتخابية، من نسق تحرّكاتهما الميدانية في قرى ومدن دائرتهما التي يتفقان حول تشخيص حاجيات مواطنيها وإشكاليات تنميتها، على الرغم من التباين اللافت في آليات إيجاد وتنفيذ الحلول الملائمة لواقع مناطق هذه الدائرة التي تعدّ 41 ألفا و440 ناخب وناخبة.

ويعتبر المترشح النوري الجريدي (49 سنة)، الذي تحصّل على 639 صوتا في الدور الأوّل، أن إرساء منوال إقتصادي "سيادي يقطع مع الإرتهان للإتحاد الأوروبي ومع الإتفاقيات الإقصادية التي تُساوم على كرامة التونسيين وحرّيتهم"، على حدّ قوله، "شرطا ضروريا لتكريس السيادة الوطنية وخلق الثروة وتوظيفها من أجل تنمية وطنية عادلة تستفيد منها كل الجهات والفئات دون إقصاء أو تهميش".

وأضاف، في هذا السياق، أنه يتبنّى برنامجا سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا يقطع مع ما وصفه بـ "الصورة التقليدية للنائب الذي يُفدّم الوعود للناخبين ثم ينساها" قائلا بأنه في حال فاز بثقة الناخبين في دائرته سوف يعمل على سنّ تشريعات وصفها بالـ"ثورية" من أجل "فكّ الإرتباط مع الإتحاد الأوروبي"، ومقاومة الإقتصاد الموازي، ومحاربة الفساد والتهرّب الضريبي، وكذلك من أجل الدفاع عن الحرّيات، وحقوق المرأة وحرّيتها، وعن حرّية التعبير والتنظّم.

وفي المجال الإجتماعي، تعهّد النوري الجريدي بالعمل من أجل سنّ تشريعات تُكرّس العدالة الإجتماعية الحقيقية، وتُعطي المناطق "المُهمّشة" حقوقها، وتضمن حقّ العاطلين عن العمل في فرص التشغيل على قاعدة تكافىء الفرص.

كما تعهّد بأن يكون ملفّ المياه وتحسين البنية الأساسية والإستثمار وبعث فضاءات رياضية وشبابية في مناطق دائرته على رأس أولويات عمله في حال فاز بمقعد هذه الدائرة في مجلس النواب القادم.

أمّا المُترشّح نور الدين حيدوري (43 سنة)، الذي تصدّر نتائج الدور الأوّل بـ848 صوتا، فقد ركّز برنامجه الإنتخابي على عدّة مسائل إقتصادية وإجتماعية ذات طابع محلّي وجهوي وفي مُقدّمتها القطاع الفلاحي بإعتباره ركيزة النشاط الإقتصادي في دائرة بلخير-القطار-السند، مُطالبا هياكل الدولة بالتدخل من أجل التخفيف من آثار الجفاف وشحّ المياه وتعبئة موارد مائية جديدة بما يسمح بإحداث مناطق سقوية وبتوفير مياه الشرب دون إنقطاع.

وتعهّد، في هذا السياق، بالسعي إلى تسهيل إجراءات السماح بحفر الآبار، وتفعيل دور هياكل وخلايا الإرشاد الفلاحي في مناطق دائرته، ومساعدة الفلاحين ومُربّي الماشية بالمنح والإمتيازات الضروروية، مؤكدا، في هذا الصدد، على أهمية دور هياكل التمويل.

كما وضع هذا المُترشّح ملفّ تسوية الملكية العقارية للأراضي ذات الطابع الفلاحي على رأس أولوياته في حال نال ثقة ناخبي دائرته.

واحتلّ ملفّ بطالة الشباب مكانة لافتة في البرنامج الإنتخابي لنور الدين حيدوري الذي يعتبر أن التخفيف من حدّة البطالة يمرّ حتما عبر تفعيل آليات التشجيع على الإنتصاب للحساب الخاص وبعث المشاريع، وكذلك عبر جلب الإستثمارت والمشاريع ذات الطاقة التشغيلة العالية، وتهيئة مناطق صناعية، وبعث مراكز لتكوين المهارات واليد العاملة التي تستجيب لحاجيات سوق الشغل جهويا ووطنيا.

كما تعهّد بالسعي إلى معالجة المشاكل العاجلة في قطاع الصحة وخاصة معضلة نقص أطبّاء الإختصاص، والعناية بمراكز الصحة الأساسية في الأرياف ومدّها بالموارد البشرية وبالتجهيزات الطبّية الضرورية، وبالعمل على إيصال مشاغل مناطق دائرته في مجالات البنية الأساسية والمرافق الجماعية، وتجاوز النقص في المنشآت الشبابية والرياضية التي تعتبر حاضنة للأطفال والشبّان.

أمّا على الصعيد الوطني، فيرى نور الدين حيدوري أن من الأولويات المطروحة على مجلس النواب القادم العمل على إرجاع هيبة تونس في المحافل الدولي،ة وإستعادة الثقة في بلادنا، بالإضافة إلى إعادة بناء الثقة بين المواطن التونسي وأجهزة الدولة، وفق تعبيره.