04/11/2021

في ندوة بمعرض الشارقة الدولي للكتاب : شكري المبخوت يتحدث عن علاقة العلم بالأدب

 "العلم والأدب" هو محور ندوة التأمت مساء أمس الأربعاء بمعرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الأربعين شارك فيها الكاتب التونسي الدكتور شكري المبخوت والكاتب والناقد السعودي الدكتور حسن النعمي بحضور ثلة من المثقفين والمهتمين بالكتابة الأدبية.

وقد مثل اللقاء فرصة للحديث عن الإشكاليات الموجودة بين الأدب والعلم، والفروقات القائمة بينهما سواء اعتبرت "مزايا" أو "نقائص"، وتم التأكيد خلال الندوة على أن "العلم يؤتى به إلى الأدب في حين أن الأدب لا يؤتى به إلى العلم" كما أن تخليد العلم يتم عبر الأدب من خلال استحضار تقنياته.

واعتبر شكري المبخوت أن إشكالية الأدب والعلم كرسها التعليم لأننا صرنا نتحدث عن تخصص أدبي وآخر علمي، موضحا أن التطورات العلمية غيرت نظرة الإنسان إلى نفسه وإلى محيطه فأصبح يهتم بكل ما هو مادي وهو ما ساهم في ظهور روايات الخيال العلمي، قائلا "علينا أن نعترف بأن التأثير أحادي من العلم إلى الأدب" وهو ما يفسر انزياح بعض العلوم الإنسانية نحو العلوم العلمي، ورغم أن "العقل المنتج للعلم هو نفسه العقل المنتج للأدب" فقد أكد على أن الحاسوب يبقى غير قادر على صياغة قصة رغم أنه قادر على تفكيك مكوناتها أو تمطيط أحداثها، إذ يرى أن "الآلة لا تمتلك القدرة على الابتكار أكثر من ذهن الإنسان".

ويضيف المبخوت، المتوج سنة 2015 بجائزة البوكر عن روايته "الطلياني"، قائلا: إن العلم يقوم على القدرة على التكهن في حين أن الأدب مغاير لذلك فلا يمكن التنبؤ بمسارات الرواية الأدبية أو تصوّر أين يمكن للكاتب الأديب أن يحملنا.

كما تحدث عن أهمية إضفاء طابع علمي على مقاربات الأدب، لافتا إلى أهمية تمتّع الأديب بثقافة واسعة تطال المجالات التي يهتم بالكتابة عنها في رواياته.

وتمت الإشارة في هذا اللقاء الذي أداره الكاتب الأردني محمد أبو عرب، إلى وجود علماء في كافة المجالات (أطباء ومهندسون...) يكتبون أدبا لكن نادرا ما نجد أدباء يكتبون في مجالات علمية ما عدى بعض الاستثناءات.

واستشهد الكاتب والناقد السعودي الدكتور حسن النعمي في هذا السياق بالشاعر إبراهيم ناجي الذي كتب كلمات الأطلال لكوكب الشرق أم كلثوم في حين انه طبيب قلب في الأصل، مشيرا إلى وجود الكثير من الأطباء الذين يكتبون الرواية والقصة القصيرة والشعر والنصوص المسرحية وغيرها من فنون الأدب.

وتساءل هل أن الجاحظ يعد عالما أم أديبا وهو الذي وظّف الأسطورة والنوادر للحديث عن الحيوانات ووظف الحيوانات لتمرير رسائل هامة، فالتراث العربي استفاد من التداخل الموجود بين العلم والأدب.

ولفت إلى ضرورة "تليين لغة العلم حتى لا تكون جافة"، مبينا أن "الأدب لغة لينة". كما أشار في حديثه عن الفروقات بين الكتابة الأدبية والعلمية، إلى مسألة تقاطع الأزمنة، فأوضح أن "الأدب يشظي الزمن" فهو يشتغل في الماضي والحاضر والمستقبل (تقاطع الأزمنة) في حين أن العلم لا يشتغل بالماضي بل هو يهتم بالتحليل والوصف في الحاضر والمستقبل، دون ان ينفي أهمية العلم من حيث تميزه بدقة التلقي.

ولم يخف الدكتور النعمي، الكاتب المتخصص في النقد الأدبي والسينمائي، انحيازه للأدب قائلا : إنه يحملك بعيدا، فاللغة حمالة أوجه لذلك نجد ان القراءات تتعدد بالنسبة إلى النص الواحد. وبين كيف أن الأدب يفتح آفاقا وله أبعاد دلالية يراهن عليها الكاتب، في حين أن الخطر في الروايات العلمية يكمن، بحسب تقديره، في خطورة سيطرة الأفكار وهو ما يشكل خطرا أحيانا على الأطفال واليافعين الذين يغوصون في الروايات العلمية واتباع تفاصيلها ويشاركون أيضا في مساراتها فيصبحون جزءا منها.

وذهب الدكتور شكري المبخوت في الاتجاه ذاته عند حديثه عن وجود طفرة علمية دخلت مجال الأدب، فأصبح الطفل هو الذي يختار الأبطال ويحدد مسارات القصة، معتبرا أن تراكم هذا النوع من القصص خطير على الأطفال.

وأشار المبخوت إلى أن العرب عموما ثقافتهم غير علمية وهو ما يفسر عدم الانتشار الكبير لروايات الخيال العلمي في العالم العربي مقارنة بانتشارها في بقية مناطق العالم.

وأجمع المحاضران على أن الرواية أو ضروب الأدب بصفة عامة لا تقدم حلولا، فالأدب في كل فنونه وخاصة السرديات يثير تساؤلات، في حين أن العلم خلق ليجد حلولا للمشكلات المطروحة.

كلمات مفاتيح

الاكثر قراءة