في المعرض الوطني التونسي للكتاب: لقاء فكري تحت شعار يوم الرواية
نظّم المعرض الوطني للكتاب التونسي بالتعاون مع اتحاد الكتاب التونسيين.، امس الثلاثاء، "يوم الرواية" بحضور عدد هام من الروائيين التونسيين والأكاديميين والمهتمين بفنون الكتابة عموما.
وقدم الدكتور هادي التيمومي بالمناسبة مداخلة بعنوان "رواية "هيباتيا الأخيرة" لأمينة زريق : تجريب أم تجريب صلب التجريب"، أشار فيها إلى "أنّ النتائج التي يمكن الخروج بها بعد التدبر والتأمل في هذه الرواية هي سحر الإبداع. فهي تكشف كل الرموز والخفايا ومع ذلك تحتفظ بسرها وتغري القارئ بالقراءة وتحقق له المتعة لأنها تحجب من حيث تكشف. وإن كان تعدد الخطابات والمقامات واللغات والمواقف والمتناصات والأجناس قد خلق فوضى الحكاية والقص، فقد بدت هذه الفوضى خلاقة. لقد حققت الرواية التجريب صلب التجريب فكانت استشرافية بحق".
وتحت عنوان "التجريب بين مجاوزة الحدود وحدود المجاوزة: قراءة في رواية النّخاس لصلاح الدين بوجاه"، اعتبر رئيس جمعية مركز الرواية العربية بقابس محمد صالح مجيّد أن "الراحل صلاح الدين بوجاه قد وُفق في تفجير اللغة ومنح القديم حياة ثانية . لكن تجربته واجهت ما واجهه أعلام التجريب في تونس وخارجها من صدود وعزوف . ولعل "بوجاه" قد أدرك هذا النفور وتبيّن أن التجربة بلغت منتهاها فعاد إلى ما انطلق ثائرا عليه في رواية "لون الروح" التي وجدت بحبكتها ومروياتها وشخوصها صدى عند النقاد والجمهور العريض واحتلت مكانها في السرد الروائي التونسي العربي".
ومن خلال قراءة في التجريب الروائي عند حسين الواد في "روائح المدينة"، قدّم الدكتور عادل خضر محاضرة عميقة بعنوان "عقدة بينوكيو، أهي نهاية الرواية آم ولادة القصة الكبرى؟" انتهى فيها إلى ما يلي: إذا كانت "روائح المدينة" قصة كبرى صنعت من أكاذيب سكانها بجعل روائح المدينة طيبة ألا تكون الرواية وهي تحاكي القصة الكبرى ، تقوم على فضح أنوف المدينة وقد أصابتها عقدة بينوكيو؟ فبين القصة الكبرى والرواية، وبين حقيقة الروائح وحقيقة الأنوف، وبين القول والحقيقة خطأ تستشعره الأنوف فتطول أو تقصر بحيث أن مقاس الحقيقة قد أمسى تلك المسافة التي تقاس بطول الأنف أو قصره".
هذا اللقاء الفكري كان أيضا مناسبة لعدد من الروائيين التونسيين من مختلف الأجيال للحديث عن تجاربهم الخاصة في طرق أبواب رواية التجريب وإلباس روايتهم نزعة تجريبية تقطع مع السائد وتطمح إلى التجديد. كما تم كذلك تكريم نخبة من رواد الرواية في تونس، وهم محمد العروسي المطوي ومحمد الباردي وحسن نصر وعمر بن سالم.