عاش جمهور صفاقس، وعشاق الفن الراقي والأصيل، مساء أمس الثلاثاء، أحلى الأوقات وأمتعها مع العرض الموسيقي، "العندليب" ... حفر خلاله، عازف الكمان والمطرب والموزع الموسيقي وقائد الأوركسترا أصيل مدينة صفاقس، هلال بن عمر، في الذاكرة الجماعية للموسيقى العربية ولامس أحد أكبر منابع الطرب والفن في الزمن الجميل، الفنان عبد الحليم حافظ، وذلك ضمن فعاليات الدورة 43 لمهرجان صفاقس الدولي.

عرض "العندليب" ... عمل خلاله الفنان هلال بن عمر على تقديم توليفة من الأغاني التي خلدها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وذلك في شكل باقات لعدد من عمالقة التلحين في تلك الفترة والذين كانوا سببا في نجومية العندليب على غرار محمد عبد الوهاب وكمال الطويل ومحمد الموجي، وبليغ حمدي.

كل هذه المنحوتات الفنية الشاهدة على قيمة فنية ثابتة وراسخة في الذاكرة الجماعية للموسيقى العربية، العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، نسجها المايسترو هلال بن عمر، بحرفية فائقة على آلة الكمان وأداها بخامته الصوتية، على غرار "فاتت جنبنا" و" يا خلي القلب" و"توبة" و" من غير ليه" للموسيقار محمد عبد الوهاب التي لحنها للعندليب الأسمر إلا أن الموت غيبه، و"إسبقني يا قلبي" و"جبار" و"كامل الأوصاف فتني" و"قارئة الفنجان " التي لحنها الموسيقار محمد الموجي.

ولم يقتصر الفنان هلال بن عمر على تقديم أشهر الألحان التي لحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب ومحمد الموجي للعندليب الأسمر بل أمتع الجمهور الحاضر بكوكتال من الأغاني التي لحنها الموسيقار كمال الطويل للعندليب الأسمر كان أبرزها "قولولو الحقيقية " وآخر للموسيقار بليغ حمدي الذي طالما إقترن إسمه بإسم العندليب الأسمر كان أهمها "أي دمعة حزن لا"

و"زي الهوى" و"عيني عليكي ". "       

كل هذه الدرر الفنية التي طبعت مسيرة القامة الفنية العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، والتي بقيت خالدة على مدى الأجيال، أسرت وجدان الجمهور الحاضر الذي كان محتشما في عدده ولكن راقيا في ذائقته الفنية، وشنفت آذانه وحلقت به في سماء الفن الراقي والأصيل وعادت به إلى الزمن الجميل.

للإشارة فإن عرض "العندليب هو الانتاج الجديد لهلال بن عمر عازف الكمان والمطرب والموزع الموسيقي وقائد الاوركسترا اصيل مدينة صفاقس. ومن المشاريع الموسيقية لهلال بن عمر "تمدح الاقطاب" بمناسبة مائوية محمد الجموسي مائوية علي الرياحي وعرض "الديوان" وعرض "مزاج" وآخرها عرض "حلم" بالمسرح البلدي بصفاقس.